لا يَبلُغُ الذُّلُّ بِالأَوطَانِ مَبلَغَهُ | |
|
| إِن لم يَجِد بِبَنِيها مِنه أَقرانا |
|
ولا يَنَالُ عَدُوٌّ مُبتَغَاهُ سِوَى | |
|
| مِن مَوطِنٍ نالَ مِن أَهلِيهِ عُدوانا |
|
يا تاركًا شَاتَهُ لِلذِّئبِ يَحرسُها | |
|
| لا يَملِكُ الذِّئبُ إِلَّا الفَتكَ إِحسانا |
|
|
وعُدتُ أَسأَلُ نَفسِي عَن سُهَيلَ، كما | |
|
| لو أَنَّهُ لِيَ وَحدِي كان دَيَّانا |
|
حِينٌ مِن القَهرِ لم يَشعُر بهِ أَحَدٌ | |
|
| عاصَرتُهُ، وعَصَرتُ القَلبَ ذَبلانا |
|
ولم أَكُن بِمَصِيرِي عابِئًا، فَلَقد | |
|
| رَضِيتُهُ يَمَنِيًّا.. زانَ.. أَو شَانا |
|
خَمَّارةً كانت البَلوَى، وساقِيةً | |
|
| وكُنتُ أكثَرَ خَلقِ اللهِ إِدمانا |
|
وكُنتُ عِندَ بُلُوغِ البابِ أَصغَرَ مِن | |
|
| فَمِي، وأَكبَرَ مِن دُنيَايَ فِنجانا |
|
لم أَستَعِر صَوتَ غَيري كَي أَنُوحَ بِهِ | |
|
| بَلِ استَعَرتُ بِدَمعٍ سَالَ نِيرانا |
|
واختَرتُ أَن أَتَخَلَّى فيه عن فَرَحِي | |
|
| لا عِشتُ حيث يَسُودُ القَهرُ فَرحانا |
|
لا شَيءَ يَقتُلُ مِثل الصَّمتِ في وَطَنٍ | |
|
| بِأَهلِهِ ضَاقَ حتى صَارَ أَوطانا |
|
|
وقِيلَ: مَن أَنتَ؟! قُلتُ: اللهُ أَعلَمُ مَن | |
|
| أَنا.. فَكُلُّ جَوابٍ صارَ بُهتانا |
|
لا السَّاعةُ الآنَ تَدري ما الزَّمانُ، ولا ال | |
|
| زَّمانُ يُدرِكُ مَعنَى السَّاعةِ الآنا |
|
ودارَتِ الأَرضُ.. وانشَقَّ الغَمَامُ على | |
|
| غَيَابَةٍ، أَنبَتَت دُورًا وسُكَّانا |
|
وعادَتِ الشَّمسُ تَجري في مَجَرَّتِها | |
|
| والبَحرُ عادَ عَمِيقَ القَاعِ، رَيَّانا |
|
وعاد لِلأُفقِ لَونٌ كان فارَقَهُ | |
|
| وعادَتِ الشُّهبُ قُطعانًا فَقُطعانا |
|
وعادَ كُلُّ زمَانٍ صَوبَ وِجهَتِهِ | |
|
| وعاد كُلُّ مَكانٍ حَيثُما كانا |
|
إِلَّا سُهَيلُ.. وإِلَّا أَهلُهُ.. فلقد | |
|
| تَأَرَّضُوا، وغَدَوا لِلنَّملِ جِيرانا |
|
|
سُهَيلُ هانَ على مَن كان سَيِّدَهُ | |
|
| فكيف يَرفَعُ رأسًا سَيِّدٌ هانا! |
|
سُهَيلُ كان بَعيدًا عن قَذَائِفِنا | |
|
| فكيف أصبَحَ قَتلانا وجَرحانا! |
|
وكيف صار غَريبًا وهو وَالِدُنا | |
|
| وجَدُّنا، وهو وَالِينَا، ومَولانا |
|
وكَيفَ بَعدَ نَجَاةِ الكَونِ أَجمَعِهِ | |
|
| سُهَيلُ أصبَحَ لِلبَارُودِ خَزَّانا؟! |
|
سهيلُ أصبَحَ يَمشِي حافيًا، وعلى ال | |
|
| دُّرُوبِ يَعطسُ أَضراسًا وأَسنانا |
|
وصَارَ يَمسَحُ نَعلَ الغَاصِبِيهِ، ولا | |
|
| يُريدُ غَيرَ رِضَاهُم عَنهُ رضوانا |
|
وصارَ يَلعَقُ صَحنَ الجِنِّ مُختَلِسًا | |
|
| وصارَ يَدخُلُ سُوقَ الطَّلحِ طَحَّانا |
|
وصارَ يَبرَأُ مِن صَنعاءَ في عَدَنٍ | |
|
| وصارَ يُنكِرُ في البَيضاءِ عمرانا |
|
وصارَ بَعدَ أَذَانِ الفَجرِ يَخجَلُ مِن | |
|
| خُرُوجِهِ بِثِيَابِ المُلكِ قُرصانا |
|