عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > اليمن > يحيى الحمادي > سُورةُ الكُفر

اليمن

مشاهدة
830

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

سُورةُ الكُفر

لِتَعلَمِي.. إِن كُنتِ لَم تَعلَمِي
أَنِّي كَظُلْمِي مِنكِ لَم أُظلَمِ
وَلْتَعلَمِي أَنِّي تَغَابَيتُ عَن
عَمْدٍ، فلم أَجهَل، ولَم أَفهَمِ
ولَم أَقُل لِلنَّاسِ: إِنِّي امرُوٌ
إِلى التي عَادَتهُ لا يَنتَمِي
ولْتَعلَمِي أَنِّي إِلى اليَومِ لا
أَدرِي؛ عِقَابِي أَنتِ؟ أَم مَأثمي؟!
بَكَيتُ في مَنفَايَ.. لكنَّهُ
بُكَاءُ مَعلُومٍ على مُبهَمِ
وحِينما أَدرَكتُ أَنَّا مَعًا
ضَحِكتُ كَالسَّكرانِ في المَأتَمِ
***
بِكِ الأَسَى، ما دَامَ بِي مِثلُهُ
فَأَنجِدِي إِن شِئتِ، أَو أَتهِمِي
وقَرِّبي مَن شِئتِ، أَو بَعِّدِي
وأَخِّرِي مَن شِئتِ، أَو قَدِّمِي
وفَرِّقِي الأَشتاتَ، أَو وَحِّدِي
وجَمهِرِي المَأسَاةَ، أَو أَمِّمِي
وكَافِئِي مَن شِئتِ.. مِن كاذِبٍ
مُؤَبَّدٍ.. أَو صَادِقٍ مَوسِمِي
أَمَّا أَنا فَالشِّعرُ حَسبِي مِن ال
إِنصَافِ والتَّفكِيرِ بِالمَغنَمِ
لا تَنظُرُ الدُّنيا إِلى شاعِرٍ
لم يَلوِ كَفَّيها ولَم يَلطمِ
ولا يَنَالُ الحَقَّ مِنها سِوَى
مُنافِقٍ لِلشَّيخِ والفَندِمِ
***
تَعَجَّبِي ما شِئتِ مِنِّي.. إِذا
طَلَبتُ حَقًّا مِنكِ، أَو دَعمِمِي
فَمَن أَنا ما دامَ لا حِزبَ لِي
ولَيسَ لِي شَيخٌ سِوَى مُعجَمِي!
ولَستُ مَحسُوبًا على سارِقٍ
يَضُخُّ بِالدُّولارِ والدِّرهمِ
ولا حَراكِيًّا، ولا مُشرِفًا
لِأَنهَبَ الإِبِيَّ والحَضرَمِي
ومَن أَنا حتى تَخَافِي على
حَيَاتِهِ مِن شَارِباتِ الدَّمِ!
ومَن أَنا حتى تَقُولِي له
وقَلبُهُ في الحَلقِ: خَلفِي احتَمِ!
ومَن أَنا حتى تَرِقِّي إِذا
تَلَعثَمَت عَينَاهُ كَالأَبكَمِ
لا تَطلُبِينِي الآنَ شَرعِيَّةً
بين انقِلابيٍّ ومُستَسلِمِ
ولا تَقُولِي كيف جافَيتَنِي..
وكَيفَ حِين انهَرتُ لم تُفحِمِ
لا تُسعِفُ الأَبياتُ رُبَّانَها
وصَوتُ رَبُّ البَيتِ في السُّلَّمِ
العَلقَمُ المَنقُوعُ بِالنَّارِ لِي!
والبِرُّ والإِحسَانُ لِل عَلقَمِي!
والتِّبرُ مَصقُولًا لِمَن تاجَرُوا
والمَوتُ لِلعُمَّالِ في المَنجَمِ!
***
يا جَنَّةَ الأَفَّاقِ والمُدَّعِي
وغُربَةَ المُشتاقِ والمُغرَمِ
لا تَزعُمِي أنَّا كَبِرنا على ال
عِتابِ والتَّدلِيلِ.. لا تَزعُمِي
لِمَن تَرَكتِ الوَردَ يَذوِي على
كُرسِيِّنا المَهجُورِ في المَطعَمِ
لِمَن تَرَكتِ الشِّعرَ يَصحُو بِلا
شَوقٍ، ولا وَعدٍ، ولا مَقدَمِ
وكَيفَ كيفَ اسطَعتِ أَن تُنكِرِي ال
خُرُوجَ مِن قَلبي بِلا مَحرَمِ!
أَلَم تَقُولِي لِي: غَدًا يَنتَهِي
شَقَاؤُنا.. نَم يا حَبيبي.. نَمِ؟
أَلَم تَلُوذِي بي، وتَستَعطِفي
بِصَوتِكِ المُرِّ، الجَرِيحِ الفَمِ؟
لقد تَعَاهَدنا بِأَن نَلتَقِي..
وحِينَما أَقسَمتُ لم تُقسِمي!
سَكَنتِ في رَأسِي، وأَسكَنتِنِي
في بَالِ عِفريتٍ بِلا قُمقُمِ
مَن الذي أَعطَاكِ حَقًّا بِأَن
تُجَيِّشِي شَوقِي، وتَستَعصِمِي؟
***
هل تَعلَمِينَ اليومَ كم ثَروَتِي
وكَم دِيَارًا فِيَّ لَم تُهدَمِ؟!
وهل سَألتِ النَّاسَ عَمَّن قَضَى
شَبَابَهُ في الشِّعرِ والمَرسَمِ؟!
وهل رَحِمتِ الشَّيبَ في غُصنِهِ؟!..
لَن تُرحَمِي.. ما دُمتِ لم تَرحَمِي
بِأَيِّ وَجهٍ سَوفَ تَلقَينَنِي
والقَيدُ في سَاقِي وفي مِعصَمي!
أَنا وأَنتِ اثنانِ، كانا وما
زالَا على مُستَقبلٍ مُظلِمِ
أَنا وأَنتِ ابنانِ أَلقَتهُما ال
أَقدارُ في هذا السَّرابِ العَمِي
لا تَستطيعُ المَوتَ أجسَادُنا
لِأَنَّها بالعَيشِ لم تَنعمِ
تَرَكتُ رُوحِي فيكِ مَصلوبَةً
وجُثَّتِي دَينًا على مَريَمِ
وقُلتُ لِلسَّاعِينَ خَلفِي اخفِضُوا
أَصواتَكُم.. إِنَّ الرَّدَى تَوءَمِي
كُنَّا وما زِلنا مَعًا، مُلهِمًا
يَبُوحُ بِالشَّكوى على مُلهَمِ
مَنَحتُكِ الأَشعارَ مَغسولةً
بِأَدمُعٍ مِن فِضَّةِ الأَنجُم
وعِشتُ بَحثًا عنكِ في غُربةٍ
طَويلةٍ، بَعضِي بها مُعظَمِي
لقد مَلَأتِ القَلبَ حُبًّا، فلم
يُعُد بِهِ غيرُ الأَسَى المُتخَمِ
وها أَنا أَطوِيكِ سُجّّادَةً
عَمياءَ، لم تُفرَض على مُسلِمِ
وها أَنا أُعطِي غِيَابِي يَدًا
بِمِثلِها الأَحلامُ لم تَحلمِ
وها أَنا بَعدَ انكِسَارِي أَرَى
أَقصَى مُرادٍ مِنكِ: أَن تَسلَمِي
يحيى الحمادي

7-3-2020
التعديل بواسطة: يحيى الحمادي
الإضافة: الأربعاء 2020/03/11 03:36:02 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com