عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > محمود المشهداني > للبدرِ وجوهٌ ولي وجهٌ واحدٌ..

العراق

مشاهدة
501

إعجاب
12

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

للبدرِ وجوهٌ ولي وجهٌ واحدٌ..

لا تستغربي مِنْ تناقضاتي..
فذاكَ مِنْ سمةِ الكواكبِ المطلسمةِ في مجرّاتِ العشقِ..
هلْ رأيتِ الشمسَ تضيءُ كلَّ الأرضِ؟..
ما عليكِ إلّا أنْ تنتظري دوراني أوْ دورانِكِ..
فإمّا أنْ تأتي إلی جانبي الغامضِ وترفعي الحجابَ عنهُ..
أوْ..
عليكِ بالصبرِ حتی أستديرَ حولَ نفسي..
وحولَ أقماري ونجومي..
أنا طلسمُ العماءِ في النجومِ والكواكبِ..
وأنتِ.. أنتِ جزءٌ مِنْ جاذبيّتي التي أحيا بها..
وتحيا بي...
نحنُ الشيءُ وضدُّهُ.. والشيءُ ونفسُهُ..
نحنُ عينُ الشمسِ..
ونحنُ القمرُ ونورُهُ وغلالتُهُ وهالتُهُ..
وقدْ أكونُ أنا –أحيانا الوجهَ الآخرَ للقمرِ..
فاحذرْي...
أما زلتِ تحبّينني بعدَ هذا كلِّهِ؟!!!..
أنتِ الغموضُ.. وأنا عاشقٌ لغموضِكِ كلِّهِ..
أكنتِ شمساً..
بدراً..
نجمةً..
أوْ كنتِ مجرّةً..
فأنتِ أنتِ..
فضائي معتمٌ موحشٌ جليديُّ الطبعِ
لمْ يَرَ وهجَ الغرامُ إلّا مِنْ خلالِكِ..
أنتِ تلكَ النجومُ اللامعةُ في كوني
كلُّ خصلةٍ مِنْ خصلاتِ شعرِكَ..
شهابٌ يمزقُ ظلماتٌ متراكماتٌ..
جمّعتهنَّ إرهاصاتُ غيابِكِ المميتِ..
أنتِ السديمُ.. والمحيطُ الأسودُ..
أنتِ جاذبيّةُ الأسرارِ..
فما أعذبَ كتمانِكِ..
وأنا ما زلتُ هنا..
وأنتِ هناكَ..
تسائِلينني عَنِ الإحساسِ؟؟!!!..
مَنْ ذا يطيقُ براكينَ إحساسي لمجرّدِ مرورِ طيفِكِ..
أنا البحرُ الذي يجتاحُكِ عشقاً..
لأغوصَ في كنهِ غموضِكِ..
وأتخيّلَ فمَكِ محّارةً تنفرجُ لأصطادَ قُبلتيْنِ..
أوْ قصيدةً أكتفي منها ببيْتيْنِ..
كمْ يستهويني أنْ أكونَ رائدَ فضاءٍ مُضاعاً في مجرّةِ عينيْكِ..
هناكَ شبهٌ كبيرٌ بينَ المجرّةِ.. وغموضِ عينيْكِ وقصائِدِنا..
كلّهنَّ يحملْنَ اسمَكِ..
ورسمَكِ..
وفضاءَكِ العميقَ العميقَ..
أنتِ الإشارةُ.. والرمزُ.. والحقيقةُ.. والعبارةُ..
أنتِ اللفظُ والمعنى..
وأنتِ القصيدةُ الوحيدةُ التي وصفتني أجملَ وأدقَّ وأجلَّ وصفٍ..
أنتِ أسطورةٌ عمرُها ألفَ عامٍ لمْ تُختَمْ بعدُ..
أنتِ كتابُ الحبِّ القديمِ الذي عتّقتُهُ منذُ آلافِ السنينِ ولماكِ مدادي..
كمْ أهيمُ وأنا تائهٌ في صحراءِ خدّيْكِ..
يعتريني الظمأُ وأنا أتلمّسُ قطرةَ عشقٍ مِنْ بؤرةِ الحنانِ..
لترتويَ تفاصيلُ حكايتي..
يا طلسمي الأبديُّ الذي لا يؤمنُ بحقيقةِ أنوثتِهِ..
إلّا حينَ يعزفُ تراتيلَهُ في غاباتِ صدري..
وأنا البدويُّ القنوعُ القويًّ الرقيقُ الصلبُ..
الذي يؤمنُ بربٍّ واحدٍ.. وعشقٍ واحدٍ.. ودنيا واحدةٍ..
لكنّني لا أومنُ بالثأرِ..
إلّا حين أنتقمُ من جنودِ هجرِكِ في لحظةِ وصلٍ
يا أوّلَ ساحرةٍ حوّلتْ صحرائي جنائنَ عشقٍ..
وأدفقتْ أنهارَها في ظمأِ عمري..
قبلَ أنْ يرتدّ طرفُ الهمِّ في عينِ وجعي..
يا مليكةَ الهيامِ في مغبرِّ ممالكي..
يا مَنْ جعلتِني المالكِ السابقَ..
لقطعةِ أرضٍ مكسوّةٍ بالعشقِ الأخضرِ
كانتْ مستقرّةً في يساري..
وأصبحتْ تمتلكُ جهاتي كلِّها..
وأنتِ نورسةٌ تتقافزينَ بينَ دجلتِها وفراتِها
لتتدفّقَ السعادةُ الأبديّةُ في كوني كلِّهِ..
كلّهِ..
كلّهِ..
محمود المشهداني
التعديل بواسطة: محمود المشهداني
الإضافة: الجمعة 2020/02/28 03:35:25 مساءً
التعديل: الجمعة 2020/02/28 03:36:04 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com