إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لا تستغربي مِنْ تناقضاتي.. |
فذاكَ مِنْ سمةِ الكواكبِ المطلسمةِ في مجرّاتِ العشقِ.. |
هلْ رأيتِ الشمسَ تضيءُ كلَّ الأرضِ؟.. |
ما عليكِ إلّا أنْ تنتظري دوراني أوْ دورانِكِ.. |
فإمّا أنْ تأتي إلی جانبي الغامضِ وترفعي الحجابَ عنهُ.. |
أوْ.. |
عليكِ بالصبرِ حتی أستديرَ حولَ نفسي.. |
وحولَ أقماري ونجومي.. |
أنا طلسمُ العماءِ في النجومِ والكواكبِ.. |
وأنتِ.. أنتِ جزءٌ مِنْ جاذبيّتي التي أحيا بها.. |
وتحيا بي... |
نحنُ الشيءُ وضدُّهُ.. والشيءُ ونفسُهُ.. |
نحنُ عينُ الشمسِ.. |
ونحنُ القمرُ ونورُهُ وغلالتُهُ وهالتُهُ.. |
وقدْ أكونُ أنا –أحيانا الوجهَ الآخرَ للقمرِ.. |
فاحذرْي... |
أما زلتِ تحبّينني بعدَ هذا كلِّهِ؟!!!.. |
أنتِ الغموضُ.. وأنا عاشقٌ لغموضِكِ كلِّهِ.. |
أكنتِ شمساً.. |
بدراً.. |
نجمةً.. |
أوْ كنتِ مجرّةً.. |
فأنتِ أنتِ.. |
فضائي معتمٌ موحشٌ جليديُّ الطبعِ |
لمْ يَرَ وهجَ الغرامُ إلّا مِنْ خلالِكِ.. |
أنتِ تلكَ النجومُ اللامعةُ في كوني |
كلُّ خصلةٍ مِنْ خصلاتِ شعرِكَ.. |
شهابٌ يمزقُ ظلماتٌ متراكماتٌ.. |
جمّعتهنَّ إرهاصاتُ غيابِكِ المميتِ.. |
أنتِ السديمُ.. والمحيطُ الأسودُ.. |
أنتِ جاذبيّةُ الأسرارِ.. |
فما أعذبَ كتمانِكِ.. |
وأنا ما زلتُ هنا.. |
وأنتِ هناكَ.. |
تسائِلينني عَنِ الإحساسِ؟؟!!!.. |
مَنْ ذا يطيقُ براكينَ إحساسي لمجرّدِ مرورِ طيفِكِ.. |
أنا البحرُ الذي يجتاحُكِ عشقاً.. |
لأغوصَ في كنهِ غموضِكِ.. |
وأتخيّلَ فمَكِ محّارةً تنفرجُ لأصطادَ قُبلتيْنِ.. |
أوْ قصيدةً أكتفي منها ببيْتيْنِ.. |
كمْ يستهويني أنْ أكونَ رائدَ فضاءٍ مُضاعاً في مجرّةِ عينيْكِ.. |
هناكَ شبهٌ كبيرٌ بينَ المجرّةِ.. وغموضِ عينيْكِ وقصائِدِنا.. |
كلّهنَّ يحملْنَ اسمَكِ.. |
ورسمَكِ.. |
وفضاءَكِ العميقَ العميقَ.. |
أنتِ الإشارةُ.. والرمزُ.. والحقيقةُ.. والعبارةُ.. |
أنتِ اللفظُ والمعنى.. |
وأنتِ القصيدةُ الوحيدةُ التي وصفتني أجملَ وأدقَّ وأجلَّ وصفٍ.. |
أنتِ أسطورةٌ عمرُها ألفَ عامٍ لمْ تُختَمْ بعدُ.. |
أنتِ كتابُ الحبِّ القديمِ الذي عتّقتُهُ منذُ آلافِ السنينِ ولماكِ مدادي.. |
كمْ أهيمُ وأنا تائهٌ في صحراءِ خدّيْكِ.. |
يعتريني الظمأُ وأنا أتلمّسُ قطرةَ عشقٍ مِنْ بؤرةِ الحنانِ.. |
لترتويَ تفاصيلُ حكايتي.. |
يا طلسمي الأبديُّ الذي لا يؤمنُ بحقيقةِ أنوثتِهِ.. |
إلّا حينَ يعزفُ تراتيلَهُ في غاباتِ صدري.. |
وأنا البدويُّ القنوعُ القويًّ الرقيقُ الصلبُ.. |
الذي يؤمنُ بربٍّ واحدٍ.. وعشقٍ واحدٍ.. ودنيا واحدةٍ.. |
لكنّني لا أومنُ بالثأرِ.. |
إلّا حين أنتقمُ من جنودِ هجرِكِ في لحظةِ وصلٍ |
يا أوّلَ ساحرةٍ حوّلتْ صحرائي جنائنَ عشقٍ.. |
وأدفقتْ أنهارَها في ظمأِ عمري.. |
قبلَ أنْ يرتدّ طرفُ الهمِّ في عينِ وجعي.. |
يا مليكةَ الهيامِ في مغبرِّ ممالكي.. |
يا مَنْ جعلتِني المالكِ السابقَ.. |
لقطعةِ أرضٍ مكسوّةٍ بالعشقِ الأخضرِ |
كانتْ مستقرّةً في يساري.. |
وأصبحتْ تمتلكُ جهاتي كلِّها.. |
وأنتِ نورسةٌ تتقافزينَ بينَ دجلتِها وفراتِها |
لتتدفّقَ السعادةُ الأبديّةُ في كوني كلِّهِ.. |
كلّهِ.. |
كلّهِ.. |