الجوُّ يَسْحرُ والجميعُ يراهُ ماتعْ |
وأَنا هنا في عزْلتي بالحزْنِ قابعْ |
وكأَنَّني من دونِ حبٍّ في حيا |
تي سامريٌّ في الزَّمانِ بلا منازعْ |
ما دامَ حبٌّ أَو جديدٌ زارني |
كم ذا أُجاهدُ من يسوءُ وكم أُصارعْ |
أَفكلَّما لاحت بوارقُ نوْرِها |
راحت تبدِّدُها نفاياتُ الشَّوارعْ |
فكأَنَّهنَّ قطيعُ شاءٍ خاضعٌ |
وكليبُ يستولي على نبْعِ المطامعْ |
فيردَّها عنِّي بإِمْرةِ آمرٍ |
مسْتتْبعاتٍ مدْبراتٍ بالمدامعْ |
وكأَنَّها أَسْرى تُساقُ غصيبةً |
للعارِ تحْتَ السَّيفِ في زمنِ الفظائعْ |
أَملٌ... وتبْصرُه عيوني ميِّتاً |
وَارَوْهُ قبْراً ليسَ يشْفعُ فيهِ شافعْ |
وكأَنَّني في سورِ عكَّا مسْلمٌ |
والكلُّ حولي بالضَّغائنِ صارَ راتعْ |
أَو أَنَّني من بينِ أَمواتٍ بَدَا |
فرْداً وحيداً لا جليسَ ولا مُسامِعْ |
وكأَنَّني لمَّا انْثنى قهْري غدوْتُ |
مسلِّماً قد سيقَ نحوَ الحرْقِ خاضعْ |
لا همَّةٌ تُرْجى وخيرُ قبيلةٍ |
كلاَّ ولا الحسُّ الرَّقيقُ ولا المدامعْ |
الكلُّ ينْهشُ لحْمَنا بشراهةٍ |
ما بينَ أَنيابِ الوحوشِ غدوْتُ واقعْ |
أَنْحاءُ جوفي مُزِّقت ببشاعةٍ |
والكلُّ قد شَحَذَ الأَسنَّةَ والمباضعْ |
وكأَنَّني في عهْدِ روما كائنٌ |
جمهورُه من كلِّ دانٍ أَو مخادعْ |
أَوَيُرْتَجَى خيرٌ وستْرٌ مرَّةً |
من قومِ شؤْمٍ بينَ كذَّابٍ وقاطعْ |
أَوَلَيْسَ في إِصْلاحِ ذاتِ البينِ مَن |
يسْعى حثيثاً قاصداً إِطعامَ جائعْ |
أَسفي على الإِخْلاصِ فيما قد مَضَى |
فلقدغدوْتُمْ مثْلَ أَفْرانِ المصانعْ |
لا حبَّذا القومُ الذينَ تهاونوا |
وبأَمْرِها امْتثلوا وصارَ الكلُّ خانعْ |
من بابِ أَوْلى أَن تهابوا غضْبتي |
قد جسَّدت أَفعالُكم هذي المقاطعْ |