عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > أنس الحجار > قَبَسٌ من دارِ الأرقَم

سورية

مشاهدة
1063

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قَبَسٌ من دارِ الأرقَم

وَسَنٌ، وعَينُ الشّوقِ تَقرَعُ بابا
لِتنالَ من صَمتِ الجِهاتِ جَوابا
زَارَتْ هُدوءَ الجفنِ غَفوةُ عاشِقٍ
والنّومُ أغلَقَ خَلفَهُ الأهدابا
فاستَيقَظَتْ مُقَلُ الزّمانِ بِهَدأتي
مُذْ كنتُ تَحتَ العابرينَ تُرابا
بابٌ يَكادُ النّورُ يَكسِرُ ضِلْعَهُ
لولا الحقيقةُ ما استَحالَ حِجابا
واستأذَنَتْ عيني، دَخَلتُ ولم يَكُنْ
خلفي سِوايَ، ورُبّما قد آبا
نادى مُنادي الرّوحِ: هذا أحمَدٌ.
فَذَرَفتُ من ألقِ الدّموعِ حَبابا
خَجَلٌ سَعى بيني وبينَ جَلالِهِ
حَقٌّ النّبيِّ بأنْ يكونَ مُهابا
نورٌ وصمتٌ والمَلائكُ عُصبَةٌ
حولَ الرّسولِ وما رأيتُ حِرابا
يا سيّدي ... وانتابَ صوتي رِعْشَةٌ
شَرَفٌ لِمثلِيَ أنْ ينالَ خِطابا
ظَمَأٌ بِقيعَةِ أحرُفي يَغتالُني
حَاشاكَ لمْ تَكُ للعِطاشِ سَرابا
حينَ استَفاقَ الظِّلُّ في أعماقِنا
بِهُداكَ جِئتَ مُؤلِّفاً ألبابا
وأتيتَ من رَحِمِ الطّهارَةِ شُعلَةً
فأصابَ نُورُكَ أبْطُحاً وهِضابا
بِحِراءَ يَنسابُ الضّياءُ مِنَ المَدى
إقرأ وما حَمَلَ الأمينُ كِتابا
وَدَنَا وأحداقُ النّجومِ تلألأتْ
لمّا تَدلّى لمْ تَكُنْ مُرتابا
في ليلةِ الإسراءِ بَوْصَلَةُ الهُدى
تَخْتالُ بينَ القِبْلَتَينِ شِهَابا
يمضي البُراقُ، وللمَسافَةِ وَمْضَةٌ
باسمِ الإلهِ لِتدرِكَ المِحرابا
صَلّيتَ في الأقصى إمامَ مَحَبَّةٍ
وَعَرَجْتَ ضوءًا مُتْبِعاً أسبابا
مِن سِدْرَةِ النّورِ اغتَرَفتَ فَضائلاً
وَرَجعتَ تَسقي الظّامئينَ شَرَابا
وَزَرَعتَ في الأرضِ الصّلاةَ فأنبَتَتْ
في العالمينَ مَآذِناً وقِبَابا
مِن نارِ إبراهيمَ حتّى طَيرِهِ
أوَّلْتَ كُنْهَ المُعجِزاتِ صَوابا
بَدرانِ، ذاكَ انشَقَّ حينَ أمَرْتَهُ
والغَزوةُ الكُبرى، وكُنتَ مُجابا
أومَأتَ للتّاريخِ وَقْتَ شُرُودِهِ
فَغَفَا الزَّمانُ بِمُقلتَيكَ وَذابا
رَوَّيتَ من فَيضِ النّقاءِ نُفوسَنَا
لِتصيرَ من بعدِ الأُجاجِ عِذابا
بالحَقِّ وَضَّأتَ الوُجوهَ فأشرَقَتْ
وأمَطْتَ عن وَجهِ النِّفاقِ نِقابا
ذِكراكَ في الأيامِ ضوءٌ سابِحٌ
يمضي يُجَرجِرُ خَلفَهُ الأحْقابا
فامسَحْ على ضِرعِ الضمائر سيّدي
ما غيرُ كَفِّكَ تُبرِئ الأوصابا
وصَحوتُ من رُؤيايَ، قُربي لَهفَتي
والذّكرياتُ بِمُهجتى تَتَصَابى
صَلّى عليكَ اللهُ في مَلَكُوتِهِ
ما خَاضَ عَبدٌ في الذُّنوبِ وَتَابا
واستقبلَ الفَجرُ الظّلامَ بِنورِهِ
أو لَذَّ نَومٌ للعيونِ وطابا
عُذري إذا عَجِزَ البَيانُ بأحرفي
أنَّ اشتياقيَ في القَصيدةِ شَابا
أنس الحجار
بواسطة: أنس الحجار
التعديل بواسطة: المراقب الإداري
الإضافة: الأربعاء 2019/12/25 05:48:35 مساءً
التعديل: الخميس 2023/11/02 07:51:20 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com