إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
صرّافتانِ |
وكُوّةٌ للذكرياتِ |
وتشتري منها الصُّروفا |
حوِّلْ نقودَ البؤسِ إنّكَ راحلٌ |
أوراقُ حزنِكَ بخسةٌ |
إذْ لا تساوي فرحةً |
ضعْ في الحقيبةِ ضحكةً |
خبّئ بها صورًا تعيدُكَ ليلةً |
طفلاً يشاكسُ قطةً في الدارِ |
ينثرُ حُمقَهُ بسخافةٍ |
ما أسعدَ الطفلَ السخيفا! |
وعلى الحُدودِ اجْعَلْ سُكُوتَكَ |
زَورقًا في بَحرِ غيظِكِ |
كي تَكونَ بعينِ مَن وَدّعتَ |
أو بِعيونِ من تَلقى شَريفا |
لا تبكِ |
دمعُ الراحلينَ خطيئةٌ |
تحتاجُها في الغربةِ الحمقاءِ |
تعجنُها بطينِ الذكرياتِ |
لتبنيَ الأوهامَ ذاتَ تشوّقٍ |
قصرًا منيفا |
واعبرْ جسورَ الظنِّ نحوَ الغيبِ لا .. |
لا تلتفتْ |
ماضيكَ خوفٌ والشجاعةُ كذبةٌ |
فاهربْ بحلمِكَ |
إنَّهُمْ يتآمرونَ على الرؤى |
يتعقبونَ ملامحَ الغافينَ كي يتناهشوا |
الحلمَ الضعيفا |
لا تنتظرْ |
إنَّ الصباحَ غدا كفيفا |
هُوَ لنْ يراكَ لأنَّهُمْ |
فقأوا عيونَ الفجرِ كي تلقاهُ |
إنْ ناظرتَهُ وحشًا مخيفا |
لملمْ سنينَكَ والثواني واحترفْ |
تنظيفَ آثارِ الأناملِ وابتكرْ |
موتًا نظيفا |
هُمْ ... لا تسلني من هُمُ |
قسمًا بظلِّ الياسمينِ |
وقامةِ النخلِ الحزينِ |
وماءِ دجلةَ والفراتِ |
وكلِّ ثكلى عاقرتْ خمرَ الأنينْ |
أنا لستُ أعرفهم |
ولكنْ قال لي نيسانُ: إنَّ بِوِسعِهِمْ |
أنْ يجعلوا منّي خريفا. |
سِرْ نحوَ منفاكَ الجميلِ مردّدًا: |
أنا لا أريدُ الموتَ، إذ ماتَ الوطنْ. |
كلّ الشّوارعِ والمدائنِ |
والزهورِ وكلُّ أصحابِ الطفولة ِ |
أتقنوا دورَ الكفنْ |
إنّ الجراحَ عميقةٌ |
ما من يدٍ قد أوقفتْ فينا النزيفا |
واقرأ هنا والتينِ والزيتونِ |
واعلمْ أنّ ربَّكَ قد حَبَا الإنسانَ أحسنَ هيئةٍ |
لكنّ عُهرَ فؤادِهِ يغتالُهُ |
فارحلْ لعلّكَ تلتقي قلبًا عفيفا |
يتقيّأ التاريخُ في أفكارِنا |
ونعتّقُ الأحقادَ خمرًا |
كلّما زمنٌ صحا |
قمنا بفتحِ زجاجتينْ |
لتديرَنا الأقداحُ بينَ الرشفتينْ |
مقهىً وطاولةٌ عليها ساقيانِ |
وفتنةٌ بخطيئتينْ |
لَغَطٌ وتَرْتَبِكُ المَعاني |
إذْ يَضيعُ مَعَ الصّراخِ هنا هديلُ حَمَامَتينْ |
وعلى الجِدارِ، السّاعَةُ الحُبلى يقينًا |
مَجَّها في الشَّكِّ سَيْرُ العَقرَبينْ |
صُوَرٌ وشاشاتٌ |
وأفئدةٌ تُرَتِّقُ جرحَها |
في الوَقتِ بينَ النَّشْرَتينْ |
فاصمتْ وغادِرْ حانَةَ التاريخِ |
كيْ تَشتاقَ عَوْدًا |
مِثلما أغمادُنا اشتاقَتْ سُيوفا |
شوقٌ |
وتمضغُكَ الليالي فاصطبرْ |
إنَّ الرّحيلَ فضيلةٌ |
ستعودُ يومًا إنّما بقصيدةٍ |
أبياتُها من شوقِها ذَرَفَتْ حُروفا |
واعلمْ بأنكَ كنتَ في وطنٍ |
على شرفاتَهِ صلى جميعُ الأنبياءْ |
وبأنّهُ البابُ الوحيدُ إلى السّماءْ |
قفْ... |
فوقَ ناصيةِ الحنينِ |
وألقِ شعراً … وانتبهْ .. |
الشّعرُ لا يُلقى بحضرةِ أهلِهِ |
الا وُقوفا |