بثغرِ الحبيبـةِ نهـرُ عطــــاءْ |
وفيه لــــداءِ الغـــرامِ دواءْ |
وفيه اختلافٌ لعقلي وعيني |
وروحي وقلبي وكلّي سواءْ |
تقولُ وقالت وكلّي ذهــولٌ |
فظنّت وغارت فكــانَ البكاءْ |
حبيباتُ ألماسِ دمـعٍ نفيسٍ |
على الخدِّ سالَ بماءِ الحياءْ |
بصمتي تظنُّ سواها بفكري |
يجولُ، وأنّي نسيتُ الوفــاءْ |
ألحّـــت مراراً تعيـدُ سؤالاً: |
أحقّاً لديـــــكَ سوايَ نساءْ |
كأنّ السّؤالَ أتاني عصوفـاً |
وأذني تتيــهُ بصوتِ النّقـاءْ |
تخالُ القبولَ بصمتي تجلّى |
فهيْمنَ صمــتٌ رتيبٌ ونـاءْ |
وحينُ انتبهتُ لهـا مستعيداً |
بكاملِ وعيي وذهني صفاءْ |
بإخلاصِ إصغاءِ أذنٍ أصاختْ |
للحــنِ الحجازِ بحسنِ الأداءْ |
صناعةُ لحـنٍ همـى موصليّاً |
رخيماً بأوتــارِ عزفِ الغنـاءْ |
رقيقاً شفيفاً يذيـــبُ جبـالاً |
ويفني الرّجالَ بصوتِ الحداءْ |
ومبحـوحُ حرفٍ بـه لثغُ نايٍ |
يهيّـجُ في القلبِ نارَ اشتهاءْ |
بثغرِ الحبيبةِ سحــــرٌ عجيبٌ |
إذا استنطقته حروفُ الهجـاءْ |
تراهــا فراشاتِ فصـلِ ربيعٍ |
بألوانِ طيفٍ لطيــفٍ أضــاءْ |
وفيه شفــاهٌ لماهــا اثنتانِ |
توائــمُ تُوّجْـــنَ بالكستنـاءْ |
فصدّت تحثُّ خُطاً واستجابت |
لرقصــةِ بانٍ يمـوجُ كمــاءْ |
فقاقيعُ وردٍ علـــى إثرِهـا |
كموكـبِ روحي بروحٍ فـداءْ |
فتاتي وأولى بلفظي فتاتي |
فجنسُ النّساءِ سواهـا نساءْ |
بثغرِ الحبيبةِ كــــلُّ الحيـاةِ |
وفيها الممــاتُ سواءً سواءْ |