عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محمد مهدي الجواهري > أفتيان الخليج

العراق

مشاهدة
10771

إعجاب
8

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أفتيان الخليج

أعيذك أن يعاصيَك القصيد
وأن ينبو على فمك النشيد
وأن تعرو لسانك تمتمات
وأن يتفرط العقد الفريد
أعيذك ان تتوه بكل واد
وأنت لكل سامعة بريد
فكن كالعهد منتفظا شباب
وجود أيها اليفن المجيد
فقد آلى وريدك ان يغني
بحب الناس ما نبض الوريد
وقائلةٍ أمَالك من جديدٍ
أقول لها: القديمُ هو الجديدُ
كشفتُ بأمسِ وجهَ غدٍ رهيب
ماطت عنه قافيةً شرودُ
كزرقاء اليمامة حين جلىّ
مصائرَ قومها بصرٌ حديد
وما كنتُ النبيَّ بها ولكنْ
نبيُّ الشعر شيطانٌ مريدُ
لعمركِ إنَّ سادرةَ الليالي
إذا لم تُخشَ عودتها تعودُ
تعود بمثل ما حملتْ وألقتْ
ومثلِ لداتهِ الفجرُ الوليد
ومن لم يتعظ لغدٍ بأمسٍ
وإن كان الذكيُّ هو البليد
أفتيانَ الخليجِ ورُبَّ ذكرى
تُعاد ولا يمِل المستعيد
سعيت إليكمُ يحدوا ركابي
لقاءُ صنوُ مسعاكم حميد
إلى هذي الوجوه تشع لطفاً
يشع بمثلها هذا الصعيد
تحدبتم علىَّ ينثُ حولي
نديُّ الحبَّ والطفُ المجود
فبوركتم وبورك ما تبنت
مواهبكم وبوركت الجهود
بكم والصفوةِ الواعين تاهت
بأجمل واحة قفراء بيدُ
من الملح الأجاج مشى ريخاً
يرقّص نخلة شبمٌ برود
يسيل بقاحلٍ عذب فراتٌ
وفي الرمل اليبيس يرف عودُ
وقفت على الخليج تذوب فيه
زمردةٌ يزانُ بها الوجود
تدور على الحِفاف كما استدارت
على النحر القلائد والعقود
طليقاً لا المسافُ يحد منه
ولا تقف الحواجز والسدود
وحول ضفافهِ يمتد نبعٌ
بما يُحيَّ يفور وما يبد
حقول النفط تسمنُ راصديها
وغازيها وإن سَمُنَ الرصيد
فقلتُ وفي البداوةِ ما يزين
البُداةَ وفي الحضارةِ ما يشيد
أبوظبيٍ بما أخذت وأعطت
عروسٌ مهرُها نارٌ وقود
وعنَّت لي رؤى هيمٍ طواتٍ
تلفهمُ التهائمُ والنجود
جحاجيحٌ وكم عمُرت عصورٌ
بما شقيتْ جحاجيحٌ وصِيد
تهاووا فوق حَرَّتها ركوعٌ
لهم من حولها ولهم سجود
ودبوا فوقها ولهم لحودُ
وذابو تحتها ولهم لحود
أفتيان الخليج وليس تألوا
دروب المجد تَعمرها الوفود
مشرفةٌ هوى صيدٌ وصيدُ
عليها والتوى جيدٌ وجيد
يشبُّ الجيل بعد الجيل منها
لحودُ الصامدين هي المهود
وخالدةٌ على الذكوات منها
يمد جناحهُ الأبد الأبيد
أهيبُ بكم وقد رجفَ الصعيدُ
ومات الوعدُ وأنتفض الوعيد
وزلزلت البسيطةُ وأستنامت
على الأضغانِ أيقاظٌ رقود
وباتت أرضنا كرةً تنزَّى
على الفرقاء تركنُ أو تميد
وأضحتْ ساحةُ الألعابِ فيها
كأقصر ما ترسَّمت الحدود
تَخَطفُها على نسقٍ بروقٌ
وترعبها سواسية رعود
ويوشك فرط ما دُحيت بناها
على الرمضاء ينتثر الجليد
حذاري بني الخليج فثمَّ وحشٌ
حديدُ الناب مفترسٌ حقود
خبيث الكيل في شركٍ خفيٍّ
يصيدُ عوالماً فيما يصيد
يغازلكمْ مروادةً ويُغزي
سواحلكم أساطيلاً ترود
أفتيان الخليج ولا خيارٌ
وأن زعم الدعاةُ ولا محيد
وليس هناك إلا من يطاطي
إلى المستعمرين ومن يذود
وما لضياعنا أملٌ يُرجّى
سوى أن يُجمعَ الشملُ البديد
فيالك أمةً قُسمت ثلاثاً
وعشرياً وتسألُ هل مزيد؟
تُعد لكل واحدةٍ طبولٌ
وحراسٌ وترتفعُ البنود
وعند الهندِ ربعُ الكون عداً
وفي شطرين تنقسمُ الهنود
ودجالين يصتنعون سحراً
وترياقاً بما صنع الجدود
تَعِلّاتٌ تشوق وهم صحاةٌ
وأطيافٌ تروق وهم رقود
ولم يُعطِ الجدود القدس يوماً
ولا أحتلت فلسطيناً يهود
ولا كانوا مقادة أجنبيٍّ
متى وبكيف ما يهوى يقود
صلاح الدين كان يفتُّ خبزاً
وكان ينام أرضاً والجنود
وكانَ يَمُدْ زنداً للمنايا
فتتبعهُ مطاوعةٌ زنود
وها هو عنده فلكٌ يدويِّ
وعِند منعمٍ قصرٌ مشيد
يموت الخالدون بكل فجٍ
ويستعصي على الموتِ الخلود
أفتيان الخليج ولا عقوق
لنذر الواهبين ولا جحود
ولي ولكم هُناك دمٌ وحنا
وخدرٌ شاردٌ وأخٌ طريد
ونحن غداً لموعود سُوحاً
يُلف على القريبِ بها البعيد
سِوى أنا بضوءِ دمٍ زكيٍّ
يعنُّ لنا رؤي شنعاء سود
رؤى متفرجين على الرزيا
كأنهمُ على عُرسٍ شهود
تُنز جراح أهليهم ويؤذي
منعَّمةَ الخياشيمِ الصديد
أفتيان الخليج وكل زرعٍ
رديءٍ سوف يلفضه الحصيد
وسوف يرفُ بعد اليوم ظلٌ
على جمراتِ هاجرةٍ مديد
سيُبدل من صدى نغمٍ شقيٍ
بأنغام المنى وترٌ سعيد
فإن تك أطبقتْ جُدرُ الليالي
فسوف يُشقُ من فجرٍ عمود
وإن تَزِدِ الميوعةُ من بَنِيها
فأم الضرِّ والبلوى ولود
سينهظ من صميم اليأس جيلٌ
مريدُ البأسِ جبارٌ عنيد
يقايضُ ما يكون بما يُرَجَّى
و يَعطفُ ما يُراد لما يُريد
محمد مهدي الجواهري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: السبت 2019/06/29 05:30:11 مساءً
التعديل: السبت 2019/06/29 05:45:41 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com