إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هِيَ لم تزلْ |
وأنا رَحَلتُ |
هِيَ غادَرَتْ وأنا أقمتُ |
ماذا أقولُ؟ |
لعلّني أهذي بها |
أو أنّني أدمَنْتُ خمرَ حُضورِها حتّى سَكِرتُ |
هِيَ .... |
مَنْ تكونُ؟ |
كأنّها وَهْمٌ تلاشى |
أو ... |
كأنّي قد نَسَيْتُ! |
أنا عائدٌ مِنها إليَّا |
والفَقْدُ ينزفُ مِن يَدَيّا |
لا .. |
إنّني ما زلتُ أسكنُ روحَها |
وهناكَ يرميني الهوى مُغْمىً عليّا |
ماذا أتَمتِمُ؟؟ |
مَن أنا؟؟ |
أتُرى جُنِنتُ؟ |
وكيفَ أمحو ما كتبتُ؟ |
الآنَ أصحو |
قد تَذَكَّرني النّوى |
الآنَ أعرفُ مَن تكونُ |
وكيفَ كُنتُ |
هِيَ كِذبَةٌ |
قد قالها نَيْسانُ يوماً للهوى |
بقصيدةٍ حُبلى بِعِطرِ الياسمين وبالجوى |
وأنا أصدِّقُ ما سَمِعتُ |
حَتّى أتى تشرينُ يحمِلُ بَردَهُ |
وأقامَ بي |
والدفءُ في قلبي يُحاوِلُ طَردَهُ |
فاستَسْلَمَ النبضُ البَريءُ لمَوتِهِ |
هِيَ زَيَّنَتْ هِجْرانَها لطُفولتي |
قد كَحَّلَتْ عينَ الفِراقِ |
وَخَضَّبَتْ خَدَّ النّوى |
فَرَأيتُ حُسْنَ بِعادِنَا |
وَعَلِمتُ أنّي قد خُدِعْتُ |
هِيَ خلفَ نافذةِ الزّمانِ |
تَحَصَّنَتْ بِزُجاجِها |
وَتَلَثَّمتْ بِغُرورِها |
وأنا رَهينُ تَواضُعي |
فَتَّحتُ كُلَّ نَوافذي |
كي لا تُعيقَ عَبيرَها |
والآنَ أغلقُ ما فَتَحتُ |
هِيَ أتقَنَتْ دورَ القَمَرْ |
وأنا عيونٌ في الدّجى |
أسرى لساعاتِ السَّهَرْ |
حَيرى يحاصِرُها الظلامُ |
تَحفُّها روحُ الخَطَرْ |
هِيَ قُبلةُ الأقدارِ فوقَ جبينِ أيامي |
وقد أحْيَتْ بِيَ السّنواتِ |
بَعدَ مواتِها |
هِيَ مَن أتَتْ كالوَحْيِ وقتَ قصيدةٍ |
تُملي عليَّ غرامَها |
وأنا كَتَبْتُ |
هِيَ مَن أتَتْني أولاً |
فأنا إليها ما سَعَيْتُ |
رَفَعَتْ أذانَ الحُبِّ في مِحرابِنا |
وصلاةَ نجواها أقَمْتُ |
هِيَ حَرَّكَتْ جَمْرَ القَصائدِ فاتَّقَدْتُ |
هِيَ خانَتِ الضّوءَ المُشِعَّ بِشِعرِها |
وأنا وَفَيْتُ |