(أَعيْنَيَّ جُوْدَا ولا تَجْمدا) |
فذاتُ اليدينِ لنا تَفْتَقِرْ |
فهل سَاءَ مَرْآكِ رَسْمٌ بدا؟! |
ليُوْقظَ وجْداً ظَنَنْتُ انْدَثَرْ! |
فلا تُلْبِسِي القلْبَ ذنْباً لشيءٍ |
وما الذَّنْبُ ذنْبَكِ حينَ النَّظرْ |
فما سَرَّ مَرْآكِ ِ فيما مضى |
أَراه يسوؤُكِ لمَّا ظهرْ |
لذكْرى التَّلاقي وما خلَّفت |
بواقٍ صداها فَشَا وانْتثرْ |
تركْنا بكلِّ مكانٍ لنا |
مَآثِرَ حُبٍّ محاها القدَرْ |
سيبقى صداها بمرِّ السِّنين |
ويبقى لأَطْلالِهنَّ الأَثَرْ |
مواضٍ وتُحْيي رفاتَ الحنينِ |
تدقُّ نواقيسَها للخطرْ |
بروحي لتلكَ الرِّمالِ التي |
لهوْنا عليها وغنَّى القَمَرْ |
وغنَّى المساءُ بأَفراحِنا |
وغنَّى الضِّياءُ، وطابَ السَّهرْ |
وغنَّت رمالُ الكثيبِ لنا |
وهزَّ القلوبَ رحيقُ المطرْ |
ومالت علينا نجومُ السَّماءِ |
تضمُّ لقانا بحلْوِ السَّمرْ |
فيا عينُ ما من سبيلٍ لِكَيْ |
تلوذي فراراً، أَينْجو البصرْ؟! |
ففي كلِّ أَرْضٍ لنا موضعٌ |
غزاه الحنينُ به فاستقرّْ |
ويا عينُ صبراً، ولا تجْزعي |
وواسي فؤادي بصبْرٍ أَمَـرّْ |
فليسَ زمانُ الهوى مستعاداً |
محالٌ يعودُ زمانٌ عَبـرْ |
سلي كلَّ شيءٍ إِذا تجهلينَ |
فسوفَ يوافيكِ كلُّ الخبرْ |
سلي صبيةَ الحيِّ أَو منْزلاً |
يَحِنُّ لجارِه دونَ البشرْ |
عزائي لذاتي بموتِ الهوى |
وجوفي تقطَّعَ ثمَّ انْفطرْ |
وصدرٌ لآلامِه كم حوَى |
جروحاً وسقْماً لحدِّ الخطرْ |
(أَعَيْنَيَّ جودا ولا تجمدا) |
لعمْري سترضينَ مُــرَّ القَتَرْ |