إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أنا أرْثيكِ فلا تسْتَنكِري هذي الحقيقةْ |
أنتِ مسؤولٌ عن القلبِ إذا ضلَّ طريقَهْ |
وإذا لم يَسْتَطِعْ أنْ يسحبَ القلبُ شهيقَهْ |
مرَّ هذا الليلُ أطويهِ ارتِجالاً |
لم أنَمْ منهُ ولا نِصْفَ دقيقَةْ |
أنا أَرثيكِ فلا تستنكِري تلكَ الحقيقةْ |
أوَ لَسْنا أصدِقاءْ؟ |
أنا أرثيكِ |
وقد لا يُحْسِنُ الشرقيُّ أنْ يَرْثي النِساءْ |
أنتِ ما زلتِ تُماشينَ الليالي للوراءْ |
أنتِ مازلتِ تظنّينَ البُكاءْ |
لُعْبَةَ الضَّعْفِ وأنّ الدّمْعَ ردُّ الضُّعَفاءْ |
أنتِ يا أحلى النِّساءْ |
لن تظلِّي حُلوَةً أكثرَ مِنْ شهرينِ |
في مِعْجَمِ كلِّ البُلَهاءْ |
لن تكوني في مقاهي الشُّعَراءْ |
غيرَ سِمْفُونيَّةٍ تُعطيهمُ الرّقصَ |
ولا يُعْطونَها حتى الغِناءْ |
أنا أرثيكِ لأنّ العمرَ قد يجري سريعاً |
وتظلّينَ الحرامَ الطَّلْقَ |
في كلِّ فصولِ الخُفَراءْ |
فالأزاهيرُ سَيَخْسَرْنَ إذا جئنَ إلى فصلِ الشِّتاءْ |
والفَرَاشاتُ إذا طِفْنَ على ضَوْءِ المَصَابيحِ |
سيَخْسَرْنَ البَقاءْ |
أنا أرثيكِ فما زِلْنا صديقينِ وكُنّا أصْدِقاءْ |
لم تقولي خَمْسَ كِلْماتٍ لِمَحبوبِكِ يوماً |
كي تكوني الصّرخةَ الأولى لِتحريرِ النِّساءْ |
فاستَعِدِّي كي تَعُدّي |
بدُموع ٍ وانكِسارٍ وانْحِناءْ |
واستعِدِّي كي تكوني الخاسِرَ الأوّلَ |
في كلِّ تواريخِ النِّساءْ |
واستعِدّي كي تكوني الخاسِرَ الأوحَدَ |
في هذا التّحَدّي |
أنا أحْبَبْتُكِ والأيّامُ ضِدّي |
أتحدّاكِ أنا أنْ تَكسِبي يوماً رِهاناً |
كيفَ لا يخسَرُ مَنْ أعطيتُهُ روحي و وُدِّي |
ثمَّ أمسى أوّلَ الماشينَ ضِدِّي |
أنا أرثيكِ ستبقينَ وحيدةْ |
وأنا اللهُ معي |
لا تحْسَبي أني على الساحِلِ وَحْدِي |
كَلِمَاتي عَبَراتي صَرَخاتي |
كلُّ هذا لكِ عِنْدي |
هذهِ الحُمّى التي تأكلُ خَدِّي |
لكِ عندي |
لم أكنْ مُنْهَزِماً يوماً مِنَ الأيّامِ |
حتى صِرْتِ ضدِّي |
لم أكُنْ يوماً ضعيفاً |
قد عَرَفتُ الضَّعْفَ لمَّا صِرْتِ ضِدِّي |
ألفُ شُكْرٍ للقَصائِدْ |
ألفُ شُكْرٍ لكِ |
يا أجملَ مَنْ تكتُبُ في الدُّنيا القصائدْ |
مَسْرَحِيّاتُكِ ما زالتْ على المَسْرَحِ |
تستجدي لنا بعضَ المَقاعِدْ |
خرَجَ الناسُ من المَسْرَحِ لكني على الأرضِ |
إلى اللحظَةِ قاعِدْ |
ألفُ شُكْرٍ لكِ ما دامتْ لنا تلكَ المَقاعِدْ |
ولكِ الحقُّ بأنْ تسْتَبْدِلي الشّاعرَ هذا بِمُجاهِدْ |
بأساطيرِ مُجاهِدْ |
وبماذا يستوي هذا المُجاهِدْ |
معَ مَنْ ظلَّ على نفسِ المَقاعِدْ |
قائِماً يحرُسُهُمْ لكنّهُمْ سَمّوْهُ قاعِدْ |
بِعْتِنِي بِعْتِ مواويلي وأشعاري وديوانَ القصائِدْ؟! |
بِعْتِ عيدانَ ثُقابي؟! |
بعتِ في بابِ المُعَظَّمْ |
كلَّ أوراقي مصابيحي |
مِقَطّاتي وأقلامي |
كراريسي ثِيابي |
بِعتِ في بابِ المُعَظَّمْ |
كلَّ آثاري التي كانتْ على الجِسْرِ الذي |
أعبُرُهُ للكاظِميّةْ |
بِعتِ قانونَ المُعاناةِ وخالفتِ وَصَايا الأعْظَمِيَّةْ |
بِعْتِ ما عَلّقَهُ الدَّهرُ بِبَابي |
والذي يطرُقُ في يومٍ مِن الأيامِ بابي |
بِعتِ قرآني بقرآنٍ مُزوَّرْ |
وبإنْجيلٍ مُزوَّرْ |
وبحِبْرٍ عالِقٍ في سَطْرِ دفترْ |
بِعتِ لوحاتِ كبارِ الفنِّ |
(دافِنشي) و(بيكاسو) و(رِنْوَرْ) |
بعتِ أهلَ الفنِّ والفنَّ بمَنْظَرْ |
هذهِ كُبْرَى خَساراتي ولنْ أخسَرَ أكثَرْ |
وتعوَّدْتُ بأنْ أخسَرَ في الدُّنيا وأخسَرْ |
هذهِ الدُّنيا لِمَنْ يكسِبُ أكثرْ |
ولمَنْ يأكُلُ أكثرْ |
ولِمَنْ يشرَبُ أكثرْ |
ولمَنْ يقتُلُ كلَّ الناسِ كي يَسْلُبَهُمْ حبّةَ سُكَّرْ |
هذهِ الدّنيا لمَنْ كانَ مُزوَّرْ |
هذهِ الدّنيا لمَنْ يحْمِلُ سِكِّيناً ومَنْ يَحْمِلُ خِنْجَرْ |
إنما ليسَ بها شِبرٌ لِمَنْ يحمِلُ دفتَرْ |
وأنا كلُّ الذي أمْلِكُ فيها |
قلَمَ الحِبْرِ ودَفترْ |
وتعوّدتُ بأنْ أخسَرَ فيها |
وأنا يُسْعِدُني |
أني بها ما زلتُ أخسَرْ |
هذهِ الدّنيا ستمضي |
مثلما يُصْبِحُ هذا الشجرُ الأخضرُ أصفرْ |
بعتِ آلافَ القصائدْ |
بعتِ (لا يا )و (وداعاً) و (إلى بغدادَ) (أشكوكِ) 1 |
بكميّةِ أقوالٍ وأوراقِ جَرائدْ |
بعتِني بالخِنجَرِ المغروسِ في ظهْرِ الثّقافةْ |
وبسكّينٍ وسَهْمٍ وفُقاعاتِ خرافةْ |
بعتِني مِنْ أجْلِ مَنْ؟ و بِكَمْ كانَ الثمَنْ؟ |
يا أنا قُولِي |
وهلْ في همزةِ القَطْعِ لنا ظلَّ وطنْ؟ |
قد رَفَعْتُ الرّاءَ 2 |
ما ظلَّ لنا شيءٌ على أرضِ الوطنْ |
أنا أنتِ |
أنتِ يا أكبرَ مَنْ علّمَني كيفَ أموتْ |
وأنا أعْشَقُ في عينيكِ أعْتابَ الوطَنْ |
بعتِني مِنْ أجْلِ مَنْ؟ و بِكَمْ كانَ الثمَنْ؟ |
ولماذا بعتِني؟ مِنْ أجلِ ماذا؟ |
ألِهذا الشيءِ يا هذي؟ لهذا؟ |
سوفَ تنهارينَ من أفعالِهِ بعدَ شهورْ |
سيدورُ الكوكبُ المَكْسورُ بالتأكيدِ يوماً سيدورْ |
بعتِني من أجْلِ مَنْ؟ |
وأنا كنتُ أُسَمِّيكِ الأزاهيرَ |
أُسمِّيكِ الأساطيرَ |
أُسمِّيكِ الوطنْ |
وأُسمّيكِ حقولَ القمحِ والنّعناعِ والوردِ |
وحبّاتِ البَخُورْ |
بعتِني من أجْلِ ماذا؟ |
بعتِني مِنْ أجلِ مَنْ؟ |
وأنا كنتُ أُسَمّيكِ المَطرْ |
وأُسمّيكِ البُحُورْ |
كنتُ أجري في شِباكِ المَوتِ من أجلِكِ لكنّي |
عرَفتُ الآنَ ما معْنى العصافيرِ |
وتحتاجُ لمَنْ |
فاذهبي حيثُ تُريدينَ |
أيا أوّلَ مَنْ خانَ اللّبَنْ |
اذهَبي ما عادَ في عينيكِ شيءٌ للوطنْ |
اذهبي ما عادَ لي فيكِ ولا حتى فِرَاشٌ للزّمَنْ |
اذهبي لكنْ رجاءً اقْتُليني |
فأنا من بَعْدِكم أبقى لِمَنْ |