هو الحالُ يزْري بأَحْسنِ حالِ |
وتمْضي السِّنونَ بكرِّ الليالي |
فمنْ رَامَ وَصْلاً أَتــاه انقطاعٌ |
يعيدُ المرامَ خلافَ الوصــالِ |
لعمْري يعزُّ على القلْبِ شيءٌ |
يعانيْهِ مثْلي أَصيــلُ الرِّجـالِ |
أَيا صاحبي هل ترى دمْعَ عيني |
سيجْدِي بنفْـعٍ لأَمْـــرٍ محــالِ |
وقد أَحْكم البعْدُ قبْضاً علينا |
لأمْـرٍ قَضَاهُ عظيـمُ الجلالِ |
فلا تحْسبوه انقطاعاً قصيّاً |
أَلَا إِنَّـــه من وثيقِ الحبالِ |
فبُعْدٌ يديــــمُ التَّآخي علينا |
هو القُرْبُ عيناً بكلِّ امتثالِ |
وقُرْبٌ قَرْيْــبٌ تراهُ عصيّـاً |
بَعِيْدٌ وإِنْ حلَّ كــفُّ النَّوالِ |
يعزُّ علينـــــا أَيا صاحِبَيَّ |
أَنَشْكو فراقاً ببوحِ المقالِ |
فصدْقُ التَّآخي يصونُ وداداً |
ويرْوي النُّفوسَ بطيبِ الخلالِ |
وما زالَ بالجوفِ حزْنٌ عميقٌ |
وليسَ لحوليَ حـــدُّ احتمالِ |
سندْعو بظهْرِ الغيـابِ لطيفاً |
سواهُ الجميعُ رهيـنُ الزَّوالِ |
لكي نسْتظلُّ بعرْشٍ تَسَامى |
ولا ظلَّ إِلاَّ بتلْــــكَ الظِّـلالِ |