قلوبٌ على الخيْـراتِ والبذْلِ تعْتادُ |
لكلِّ ربــوعِ الخيـرِ تمْضي وترْتادُ |
وما همُّهــــا إِلاّ بتقديــمِ خدْمـةٍ |
لكــلِّ فقيرٍ ساءَه الحــالُ والزَّاد |
بحولٍ مـــــن اللهِ العظيمِ وقـوَّةٍ |
وتوفيقِه تسْمـو الهبــاتُ وتزْدادُ |
شعاراتُهــــا أَنَّ النُّفوسَ عزيـزةٌ |
وفيها كرامـــاتٌ، وللجودِ أَجْـوادُ |
فيُحْفظُ ماءُ الوجْــهِ بالسِّرِّ وحْـدَه |
وغابَ الأَذى والمنُّ لم يبْقَ حَمَّادُ |
على مثلِ هذا قــد تعاهدَ معْشرٌ |
بحزمٍ وعزمٍ واجتهادٍ، وما حادوا |
قلوبٌ بحـــبِّ الخيرِ زادت مهابةً |
لها في وجوهِ البذْلِ باعٌ وأَمْجادُ |
فأَحْيَتْ قِفـاراً بالعطـــاءِ وأَخصبت |
وفاضت من البُشْرى نفوسٌ وأَكْبادُ |
لعمْري هـــمُ للبرِّ أَهْــــلٌ وقادةٌ |
ثقاةٌ علــــى حمْلِ الأَمانـةِ أَنْجـادُ |
لهم رايـــةٌ تزْدانُ فـي كلِّ خاطرٍ |
فكم كانَ فيهـــا للخلائــقِ إِسْعادُ |
بيمْنى توارت بالعطــــاءِ وحاولت |
خفاءً، فما تدْري اليسارُ بما جادوا |
فكم أَفرحــوا قلْباً، وكفُّوا مدامعاً |
ببسْماتِ ثغْرٍ قــــد جَلَتْهـنَّ أَعيادُ |
وكم رفعوا بؤْساً، وصانوا محارماً |
وبالسِّرِّ والصَّمْتِ المهيبِ لكم شادوا |
فلو قدَّرَ الرّحْمـــــنُ للخيرِ منْطقاً |
لأَثْنى عليهم حيثُ بالفضْلِ قد عادوا |
نجومُ اهْتداءٍ لاحَ في الأُفْقِ ضوؤُها |
لها من فعالِ الخيرِ ذكْـرى وأَعْدادُ |
بصدْقِ النَّوايا قــــد سَمَوْنَ دلالةً |
وأَخْلصْنَ للمولـى وما كانَ إِفْسادُ |
بحبٍّ وإِخْــــلاصٍ وطيْـــبِ جبلَّـةٍ |
تَسَامَت نفوسٌ للمعالـي وتَنْقادُ |
كمــــن نثَروا بذْراً بأَرْضٍ خصِيْبةٍ |
لتُورقَ في جدْبِ الحشاشاتِ أَعْوادُ |
سما نبتُها الزَّاكـي، وآنَ قطافُـه |
ومالت ثماراً فـي جَناهـنَّ إمْـدادُ |
كذا سعْيُ أَهْـلِ البرِّ جهْداً مباركاً |
وحُـقَّ لأَشعاري بذلـــــكَ إِنْشادُ |