بثوبٍ مِنَ الثَّلجِ البَريءِ تلحَّفا | |
|
| بياضٌ على دفءِ المجازِ تَوَقَّفا |
|
تباريحُهُ الضَّوءُ المسافرُ سائحاً | |
|
| ليُطعِمَ ثغرَ النَّهرِ تيناً مُجَفَّفَّا |
|
ففي قصرهِ وردُ الربيعِ معَلَّقٌ | |
|
| يغَذِّي بحارَ الفكرِ طيباً مُهَفهَفا |
|
يطيرُ فَراشُ الشَّوقِ نحوَ رياضهِ | |
|
| عسى أنْ يرى ذاكَ البناءَ المُزخْرفا |
|
عناقيدَ أعنابٍ وسدراً مخضَّداً | |
|
| وخوخاً ورمَّاناً وقَصْراً تَصَوَّفا |
|
بعشرِ الوَصايا قَدْ تَعَلَّقَ صُبْحُهُ | |
|
| ينادي على سقراطَ هاتِ التفَلْسُفا |
|
فَنَحتُكَ يحكي عنْ تُراثٍ مهلهلٍ | |
|
| وألفُ كتابٍ قدْ تقادَمَ آنفا |
|
ٍسأرفعُ ذاكَ النحتَ ذكرى بمنزلي | |
|
| وأجعلُ فوقَ الرَّفِ فِكركَ مُتحفا |
|
أنا ذلك البرقُ الذي أفزَعَ السما | |
|
| بكفٍ تخطُ الغَيثَ علماً مُصَحَّفا |
|
أسيرُ قطاراً في طريقٍ معَبدٍ | |
|
| على بحرِ أفكارٍ عميقٍ تلَطَّفا |
|
مجاذيبُ ذاكَ البحرُ قالوا بأنّهُ | |
|
| سليلٌ منَ الأمواجِ إذْ كانَ يصطفى |
|
وما نالَ ذاك الفوزَ إلا لِأنهُ | |
|
| تعلَّقَ بالكرخينِ نجماً مُثَقَّفا |
|
تراهُ على النهرينِ ضوءاً مُبغدَدأً | |
|
| مقاماً منَ الفنِّ الجميلِ تَهفهَفا |
|
يُعَلِّم صوتَ النَّاي لحناً منمّقَاً | |
|
| يطيرُ بهِ الأحساسُ طيراً مُرَفرِفا |
|
على قِمَمِ الأجبالِ نادى محلِّقا | |
|
| سيبقى بياضُ الثلجِ ناياً ومعطفا |
|