إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أسير مغطى العينين يحضن طفله الذي جاء لزيارته |
..عينيْ مدى أحلامها الديجورُ |
والليلُ .. |
ذئبٌ فاتكٌ مسعورُ |
والأمنياتُ |
تسيلُ بين أناملي رملاً |
وسيّانِ الدُّجى والنورُ |
وقبائلُ الأشجانِ تغزو غفوتي |
والعمرُ في بحر الضياعِ |
يمورُ! |
ذبُلَتْ مواعيدُ السرورِ |
وثرثرتْ بي رهبةٌ |
واليأسُ فيَّ يفورُ |
فاهمِسْ بنيَّ |
فأذنُ وهْميْ تشتهيْ |
كذباً يقولُ بأنّك المسرورُ |
ويقولُ إنّك لستَ تُخفيْ دمعةً |
في العيدِ |
حين تجيئُني وتزورُ |
آهٍ..جبينُكَ متعبٌ يا مهجني |
والوجهُ رَثٌّ |
والزفيرُ حَرورُ |
أبتي.. |
تعذبني الحقيقةُ في فمي |
وبوسطِ صدري |
لو علمتَ قبورُ |
أَ تعودُ يوماً كي أريكَ دفاتريْ |
وبها .. |
من الحرف الحزين سُطورُ |
وأريكَ ألعابي |
وعُشَّ حمامتي |
تدريْ؟! |
وعندي يا أبي عصفورُ |
أرني عيونَكَ |
منذ عُمرٍ لم تجد |
فيها عيوني العزَّ وهو يثورُ |
أبتي.. |
تقولُ نساءُ قريتنا هنا |
إن الشهيدَ تنازعَتهُ الحُورُ |
ويقلنَ .. |
إن الأسرَ خلوةُ مؤمنٍ |
لا يستحقُّ سُموَّها مأجورُ |
يا مهجتي.. |
حطبُ التذكر في دمي |
مات اشتعالاً |
والجوى تنّورُ |
والدربُ بردٌ |
والشوارعُ وحشةٌ |
والناسُ: أصحابٌ عليَّ تجورُ |
والهاجسُ المبحوحُ ضاقَ بزَفرةٍ |
وحَفاءُ رجلِ عزيمتي |
معذورُ! |
لم يَبقَ غصنُ شهامةٍ لنهزَّهُ |
قد أشغلَتْ أهل القصور خُصورُ |
تبكي عيونُ الجسرِ |
موتَ رُصافةٍ |
والكرخُ موّالٌ لنا مجرورُ |
والظلمتان.. |
وقَهرُ بُعدِكَ ثالثٌ |
لُججٌ تغيلُ تماسكيْ وبُحورُ |
أَ بنيَّ قبل الليل غادر |
وانتظِرْ |
فجراً ستشربُ من ضِياهُ الدورُ |