إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لم يزل .. |
يسألُ الطريقَ الطريقةْ |
شَفَّ حتى تنفستْهُ الحقيقة! |
مثلما تُدفئُ الكلامَ المعاني |
أدفأتْ صمتَهُ |
رُؤاهُ العميقةْ |
شاعرٌ.. |
يُلبِسُ الوجوهَ الأسامي |
يُقرضُ اللونَ حين ينسى بريقَهْ |
أدركَ الحبَّ يومَ كان اختياراً |
قبل .. |
أن يخدعَ السرابُ الخَليقَةْ |
ربما ضاقَ عن نجاواهُ وزنٌ |
وحدَهُ الدمعُ |
شاعرٌ بالسليقةْ! |
لم أُفسّرهُ |
إنما كنتُ أُصغيْ |
للندى حين جفّفَ الشوقُ رِيْقَهْ |
بين روحين يزرعُ الحبُّ مهما |
كل روحٍ ببحرِ مهما غريقةْ |
ليس ننفكُّ من عتاب المرايا |
لهجةُ السخطِ في المرايا |
أنيقةْ |
منذ عهدين بيننا صوتُ عِطرٍ |
قيمةُ الوردِ |
في الخبايا الدقيقةْ |
كان في عينِكِ المليحةِ بدوٌ |
تيموا الروحَ بالأغاني الرقيقة |
سافروا اليومَ |
لم يعُدْ غيرُ لحنٍ |
لم تزل من شجونِهِ مستفيقةْ |
لم نشأْ أن تموتَ تلك الحكايا |
حالةً الصدقِ |
بالفناء خَليقةْ |
هاهو اليومَ |
في الحياة سجينٌ |
مثلما أنتِ في المماتِ: طَليقةْ! |
عطر الأيام |
أناْ هكذا .. |
وافٍ لكلِّ صِحابي |
لم أقترف تلويحةِ لغيابي |
سمُّوا غيابي أيَّ شيءٍ إنما |
لم تكتنِزْ عطري سوى أخشابي |
أتعكَّزُ الصبرَ الجميلَ .. |
وفي فمي |
أنشودةٌ من ضحكة الأصحابِ |
مِن .. |
أول العنب الذي في داخلي |
حتى.. |
أقاصي الشيح في ترحابي |
سيّلتُ صوتَ ربابة بدويةٍ |
في بال جاريةٍ من الأعرابِ |
وغزالُ ضحكتِها.. |
يسافرُ نافراً |
لتطيرَ موسيقى من الأحبابِ |
بالباب .. |
ألفُ قصيدةٍ محرومةٍ من وزنِها |
وأنا وراءَ البابِ |
وخرجْتُ بالجرحِ القديم ملوّحاً |
للشمس، مُلتَذّاً بملح عذابي |
لم ألتفت للشمسِ حين هجوتُها |
للشمسِ حكمتها |
ولي أسبابي |
ما مِتُّ .. |
لكن ماتت الريح التي |
نقَشَتْ قصائدَ تِيهِها بثيابي |
لما استوى للجرحِ بعضُ غِنائهِ |
خَيّبتُ فرحةَ حاسدٍ كذابِ |
وشربتُ فنجان المواجِع ساخراً |
يا صاحبي.. |
تغريبتي أولى بي |
والنخل مَعنِيٌّ بقصة جُودِهِ |
لم يُتّهم يوماً بطردِ سَرابِ |
حينَ التقينا في القصيدةِ |
قلتَ لي: |
بالشعر نعرفُ قيمةَ الأحسابِ |
أني الأكيدُ من الحكاياتِ التي |
مَزّقتُها |
من غصّتي وشبابي |
لكنَّ لي جُرحاً |
أسامرُهُ إذا |
ذابت صخورُ رجولتي بغيابي |
يا عطرَ أياميْ.. |
تركتك مُؤمِناً |
أن الحنانَ بضربةِ الحطّابِ |
يَهوِي على الشجر الحزينِ لأنهُ |
فاض العذابُ به على الأهدابِ |
ما جَفّ هذا الفأسُ من عَرَقي ولم |
أرجع إلى بيتي.. |
بغيرِ إهابي |
يا عطرَ أيامي.. |
سيغفرُ ربُّنا |
فلقد تعذّبْنا بغير عذابِ |
في البالِ بسمتك التي لا تنطفي |
وقصائدي |
وحماقتي |
وعتابي |
للشوقِ يُسلِمُنا الفراقُ فننتهي |
أفكارَ جُودٍ |
في خيالِ سَحابِ |