نطقَ العراقُ فخِلْتُهُ تزويرا | |
|
| بلدُ النسورِ وقدْ رأيتُ نسورا |
|
للهِ درُّكَ من عراقٍ أرضُهُ | |
|
| قدْ سُجِّرَتْ في لحظَةٍ تسجيرا |
|
ماذا كأنَّكَ في الملاحِمِ صعقَةٌ | |
|
| حقّاً فكنتَ بمُعجَبيكَ جديرا |
|
وعَجِبْتُ كيفَ تكونُ أنتَ مُزَمْجِراً | |
|
| حيَّ المَشاعِرِ بل تكونُ ضميرا |
|
فالمَوتُ يُطْلَقُ مِنْ شِمالِكَ أحْمَراً | |
|
| والحبُّ تُطْلِقُهُ اليمينُ خَضِيرا |
|
قد خانَ بعضُ المُرْجِفينَ بنينوى | |
|
| وغَدَوْا لأعداءِ العراقِ عشيرا |
|
غَدَروا العراقَ وما العراقُ بزائلٍ | |
|
| ظنّوا الفِرارَ مِنَ العراقِ مصيرا |
|
لا تفرحوا أبداً بيومٍ آفِلٍ | |
|
| سيكونُ يومُكَ يا قصيرُ قصيرا |
|
أتظنُّ عجلَ السامريِّ بأنٌكم | |
|
| ربٌّ وقد ملأَ الفضاءَ صفيرا |
|
ما كنتَ تأمَنُ في الدواعِشِ إنما | |
|
| الخنزيرُ لا يسْتَنْكرُ الخنزيرا |
|
قد خُنْتَ موطنَكَ العراقَ لأنّهُ | |
|
| سوّاكَ من بعدِ السقوطِ أميرا |
|
وأنا رأيتُكَ إنْ تُعَيَّنْ راعياً | |
|
| ضأناً يكُنْ أمراً عليكَ كثيرا |
|
أيكونُ للنَّكراتِ وجهٌ بعدَما | |
|
| صاروا لمملكةِ اليهودِ سفيرا |
|
جاءَ المُغَفَّلُ بالدَّواعشِ خِلْسَةً | |
|
| ليُكّبِّروهُ فصيّروهُ صغيرا |
|
هذا العراقُ إذا تأخّرَ ردُّهُ | |
|
| سيكونُ موتُ الغاصبينَ مصيرا |
|
الحَشْدُ جاءَ فهلْ تطيرُ إلى السَّما | |
|
| وهيَ السماءُ تهيَّأَتْ لِتَطيرا |
|
قفْ ليسَ حلاًّ أنْ تفرَّ وإنَّما | |
|
| الحلُّ عندي أنْ تموتَ حقيرا |
|
جئناكَ مِن كنَفِ الحسينِ لنلتقي | |
|
| ونُريكُمُ التهليلَ والتكبيرا |
|
نطقَ العراقُ فصارَ دهرُكَ أخرَساً | |
|
| ودَعا فأصبَحتِ الحياةُ نصيرا |
|
نطقَ العراقُ فجاءَ يوسفُ راكِضاً | |
|
| والشمسُ والقمرُ المنيرُ ظَهيرا |
|
نطقَ العراقُ فجاءَ موسى غاضِباً | |
|
| وعصى النبُوَّةِ لا تهابُ شُرورا |
|
نَطَقَ العراقُ فأصْبَحتْ قاماتُنا | |
|
| للعابرينَ إلى الجِهادِ جسورا |
|
نطقَ العراقُ فكلُّ حيٍّ حاضرٌ | |
|
| ولقدْ رأيتُ الميتينَ حضورا |
|
نطقَ العراقُ فجاءَ أحمدُ قائلاً | |
|
| كنْ يا عراقُ مُسيطِراً وقديرا |
|
كنْ يا عراقُ أبا الحياةِ وأصلَها | |
|
| شيخَ الزَّمانِ وسيِّداً وحَصُورا |
|
نطقَ العراقُ فكانَ صوراً صارِخاً | |
|
| صَعِقَ الزّمانُ فكانَ حقّاً صُورا |
|
ما كنتُ أعرفُ أنَّ صوتَكَ وحدَهُ | |
|
| يكفي لجَعْلِ العالمينَ دُحُورا |
|
أنتَ الذي صيّرْتَ شعْبَكَ كلَّهُ | |
|
| جيشاً وإنْ شحَّ الغيورُ غَيورا |
|
وكأنَّ جيشَكَ وهو يزحَفُ واقِفاً | |
|
| جبَلٌ يسيرُ إلى القِتالِ حَسيرا |
|
وبمِثْلِ ما ملأَ القلوبَ مخافةً | |
|
| منْ بأسِهِ ملأَ السّماءَ سُرورا |
|
ما أعظمَ الرجُلَ العراقَ نهارُهُ | |
|
| أسَداً يكونُ وفي الظلامِ بُدُورا |
|
مَنْ قالَ أنكَ لستَ أنتَ فكنْ على | |
|
| صفَحاتِهِمْ حِجْراً وكُنْ محجورا |
|
كانتْ حروفُكَ في أشدِّ صروفِها | |
|
| ريحَ المَعادِ وللصديقِ عبيرا |
|
نحنُ العراقَ إذا الزيارةُ أشرَفتْ | |
|
| صارَ العِراقُ لِمَنْ يزورُ قُدُورا |
|
وإذا دنا يومُ الحسينِ ولم نَجِدْ | |
|
| أعداءَهُ سنُغَيِّرُ التَعْبيرا |
|
في كلِّ يومٍ للحسينِ خطابُنا | |
|
| يا ليتَنا كنّا هناكَ حُضورا |
|
واليومَ جاءَ إلى العراقِ برِجْلِهِ | |
|
| مَنْ حزَّ رأسَكَ يا حسينُ مُغِيرا |
|
الطائِفِيَّةُ أنْ تكونَ مُحايِداً | |
|
| في حَرْبِنا أو أنْ تكونَ أجيرا |
|
إخْتَرْ طريقَكَ لا تكُنْ متَذَبْذِباً | |
|
| أمّا العِراقَ أو انصرفْ مَدْحُورا |
|
نحنُ البصيرةُ والعيونُ كتابُنا | |
|
| سَلِسُ الحروفِ ولا نريدُ ضريرا |
|
حتى الطيورُ معَ العراقِ صفوفُها | |
|
| صفّتْ وأصْبَحَتِ الحصاةُ طيورا |
|
وأنا وقفْتُ وما لديَّ مهارةٌ | |
|
| في أنْ أطيرَ وقدْ رميْتُ صخورا |
|
فأنا العراقيُّ الشُّجاعُ وإنّني | |
|
| حُلْوُ الطِّباعِ وما لبِسْتُ حريرا |
|
ولقدْ تأكّدتِ الصروفُ بأنّ لي | |
|
| قلمَ الرّصاصِ وما كَتَمْتُ شعورا |
|
ما خانَني التعبيرُ يوماً مُطْلَقاً | |
|
| وأنا الوَفيُّ ولم أَخُنْ تعبيرا |
|
لم يبقَ لي إلا الصراخُ وبيننا | |
|
| يا موطني بحرٌ يجرُّ بحورا |
|
إني أكادُ أموتُ من وجعي لكم | |
|
| قد متُّ لولا أنْ أكونَ صبورا |
|
أنا في صراعِكَ في صراعٍ دائمٍ | |
|
| فإلامَ أبقى حاضراً مَحْظُورا |
|
وإلامَ شعبُكَ ياعراقُ معذّباً | |
|
| يبقى؟ أيبقى للمماتِ أسيرا؟ |
|
أفديكَ مِنْ وطنٍ أموتُ لأجْلِهِ | |
|
| ويموتُ قلبي في هواكَ كسيرا |
|
أرجوكَ يا وطني رجاءً لا تكنْ | |
|
| للنائمينَ عنِ الجهادِ سريرا |
|
أرجو فراتَكَ لا تكونُ لغيرِنا | |
|
| وطناً ونبقى في الضَّياعِ دهورا |
|
وطناً يكونُ بكَ الغريبُ مُيسّراً | |
|
| أما المواطنُ جائعاً وفقيرا |
|
وطناً يكونُ بكَ المواطنُ باكياً | |
|
| أمّا الغريبُ فضاحكاً مسرورا |
|