شِعفَارُنَا غَابَ عَنَّا فِي سِيَاحَتِهِ | |
|
| يُقَطِّعُ اللَّيلَ بِالوَاوَاتِ تَسبِيحَا |
|
يَاتِيهِ طَرْدًا وَعَكسًا غَيرَ مُختَلِفٍ | |
|
| لَفظًا وَمعنَىً ولكن ليسَ تَصرِيحَا |
|
وَرُبَمَا زَادَهُ رَاءً بِأوَّلِهِ | |
|
| إذَا أهَاجَ بِهِ هَمَّا وَتبْريحَا |
|
لَا زَالَ يَحمَدُ مَولَاهُ فَيَشْكُرَهُ | |
|
| مَا هَمَّهُ النَّاسُ تَعدِيلًا وَتجْرِيحَا |
|
شِعْفَارُ غَابَ وَخَلَّى الدَّارَ مُقفِرَةً | |
|
| تَبْكِي عَلَيهِ بِدَمعٍ سَالَ مِدرَارَا |
|
والفَارُ يَضْحَكُ مَسْرُورًا بِغَيْبَتِهِ | |
|
| يَا لَيتَهُ عِنْدَنَا فِي الدَّارِ مَا سَارَا |
|
فَالدَّارُ فِي تَرَحٍ والفَارُ في فَرَحٍ | |
|
| هَذَانِ خَصمَانِ يَا وَيحَ الذي خَارَا |
|
أَمَالَكَ يَا شِعْفَارُ لَا تَتَشَمَّرُ | |
|
| وَلَا زِلتَ مِنْ أبْنَاءِ جِنْسِكَ تَنْفِرُ |
|
أهذا لِجُبنٍ مِنْكَ فِي النَّفسِ خَالِعٍ | |
|
| لِقَلبِكَ أم زُهدٍ دَعَاكَ فَتُعْذَرُ |
|
فَقَابِلْ جَمِيعَ المُعتَدِينَ بمَا أتوا | |
|
| إلَيكَ بِهِ يَومًا كَمَا أنتَ تَقدِرُ |
|
شِعْفَارَ مَالَكَ لَا تَطِيقُ نِزَالَا | |
|
| وَتَجولَ فِي أكلِ المَعَاشِ مَجَالا |
|
سُبْحَانَ مَن أولَاكَ بَطنًا جَايِعًا | |
|
| مِثلَ الجَحِيمِ كما حَكَاهُ تَعَالَى |
|
لَا تَشْغَلُونِي طَرفَةً عَنْ أكْلِهِ | |
|
| فَالشُّغلُ عَنهُ قَد أرَاهُ نَكَالا |
|
لَا بَاسَ فِي مَسِّ جِسْمِي كُلَّهُ كَمَلًا | |
|
| فَهَاكُمُوهُ سِوَى مَا كَانَ مِن ذَنَبِي |
|
لا تَقْرَبُوهُ فإنِّي لَا أسَامِحُكُم | |
|
| فِي لَمسِهِ أبَدًا إذْ لَيسَ مِن إرَبِي |
|