خَلِيلِي إنْ تَشَا شَانًا عَلِيَّا | |
|
| بِهِ عِلمُ الفَلَاسِفِ كُن دَرِيَّا |
|
وَاسْمَعْ مَا سَأَحْكِيهِ صَحِيْحًا | |
|
| مِنَ القَولِ وَمَا قُلتُ فِرِيَّا |
|
فَإنَّ أَبِي ووَالِدَتِي قَمِيَّا | |
|
| يَقُولَانِ المَقَالَ الفِلزَدِيَّا |
|
فَخَالِدُ وَالدِي صِدقًا وأمِّي | |
|
| فَمَارِيَةٌ وأُمُّهُمَا حَمَيَّا |
|
بَدَتْ قَالَت لَهُ إسْمَعْ كَلَامِي | |
|
| أُنَظِّمُهُ نِظَامًا لُولُوِيَّا |
|
وُجِدْنَا فِي الوُجُودِ بِجُودِ رَبِّي | |
|
| وَرَبِّي كَانَ بِي رَبًّا حَفِيَّا |
|
بِأُفقِ الشَّرقِ أنتَ بِهِ وَإنِّي | |
|
| بِأُفقِ الغَربِ تَهجُرنِي مَلِيَّا |
|
وَكُلٌّ كَانَ فِي الأُولَى صَغِيرًا | |
|
| حَقِيرًا نَاقِصًا نَزْرًا كَمِيَّا |
|
إلَى أنْ كَانَ مَا قَدْ كَانَ كَونًا | |
|
| بِتكوِينِ المُكَوِّنِ سَرْمَدِيَّا |
|
طَلَبتَ العِزَّ مِنْ أُفُقِي وَإِنِّي | |
|
| طَلَبتُ الحَرَّ يَصلِيني صِلِيَّا |
|
رَحَلْنَا فِي رَوَاحِلِنَا سِرَاعًا | |
|
| لَكَونِ مَكَانِنَا وَخْمًا وَبِيَّا |
|
فَلَمَّا أن بَدَاتِ الرَّجْعُ سِرنَا | |
|
| نَجُرُّ السَّيْرَ إيْجَافًا جَفِيَّا |
|
تَلَاقَينَا عَلَى وَسَطٍ كِلَانَا | |
|
| نَجُوبُ فَدَافِدَ الأفْلَاكِ طَيَّا |
|
فَقُلتُ وَقُلتَ لِي قَولِي كَقَولِي | |
|
| إلَى أينَ الرَّحِيلُ غَدًا أُخَيَّا |
|
فَقُلتَ قَصَدتُ بَردَ الغَربِ عَمْدًا | |
|
| وَقُلتُ أرَدتُ بَحرًا مَشرِقِيَّا |
|
وَكُلٌ قَالَ ذَاكَ دَوَاءُ دَائِي | |
|
| وَلَسْتُ بِغَيرِهِ جَزمًا بَرِيَّا |
|
وَقَالَتْ قَدْ أرَى بِدِيَارِ نُوري | |
|
| وأَنتَ تَرى بِيَ النُّورَ البَهِيَّا |
|
فَقُلتُ صَدَقتِ والتَّعرِيفُ إسْمًا | |
|
| فَكُنتُ لَك كَمَا كُنتِ سَمِيَّا |
|
تَشَاكَهَتِ الأسَامِي والمَبَانِي | |
|
| وبِنَّا فِي المَعَالِي قَاطِبِيَّا |
|
لِأنِّي الماءُ لَونًا ثُمْ طَبْعًا | |
|
| وَأَنْتِ النَّارُ جِسمًا صَلدَمِيَّا |
|
حَنِينِي في أنِينِي مِن حَبِيبي | |
|
| وَلَعجُ البَينِ صِرتِ بِهِ ضَنِيَّا |
|
شَجَانِي في مكَانِي بِانتِصَابِي | |
|
| وَخَيَّرَنِي فَصَيَّرَنِي شَجِيَّا |
|
أُذَابُ هَوىً لِحَمِّي ثُمَّ عَظمِي | |
|
| بِلَحمٍ ضَمَّ ثَمْ وَضَمٍّ شَوِيَّا |
|
أُلَاقِي فِي التَّلاقِي مَنْ أُلاقِي | |
|
| فَأُمْسِي ثُمَّ يُمسِي فِي مَلِيَّا |
|
وأُصبِحُ في المَعَادِ لَهُ مُعَادٍ | |
|
| تَبَاعَدَنِي فأُبعِدُهُ قَصِيَّا |
|
جُبِلتُ علَى هَوَاهُ ونَقصِ ما قَد | |
|
| عَدَاهُ رُمتُ مِنْ لُقْيَاهُ حَيَّا |
|
فَقُلتِ بالَّذِي تَهوَى سَريعًا | |
|
| ظَفَرنَا والمُرَادُ لَنَا تَهَيَّا |
|
تَوَافَقْنَا ارْتَفَقْنَا فاتَّفَقنَا | |
|
| فَكُنتُ وَكُنتَ لِي إلْفًا وَفِيَّا |
|
وقُلتِ أَنَا العَجَايِبُ لا تُمَارَى | |
|
| فإنِّي مِنكَ أعجَبُ فِي المُحَيَّا |
|
وَلَا طَرَبٌ يَكُونُ وَلا عِجَابٌ | |
|
| بِغَيرِ تَبَاعُلٍ جَزمًا قَويَّا |
|
لأنِّي أَرضُ أنتَ سمَاءُ أرْضِي | |
|
| سَمَوتَ بِها سَمَاءً فَرْقَدِيَّا |
|
وَصرْتُ النَّفسَ صِرتُ الرُّوحَ مِنْهَا | |
|
| ونَفسِي رَوحُ رُوحِكِ فِي يَدَيَّا |
|
فَقَالَ صَدَقتُ يا هَذَا وَإنِّي | |
|
| لَبَعْلٌ صِرتُ مِنكِ لَكِ الشَّهِيَّا |
|
فَقُلتِ صَدَقتَ بَعلِي هَاكَ مَا قَدْ | |
|
| زَرَى فِي خُلوَةِ رُطَبًا جَنِيَّا |
|
فَذَاقَ وَذَاقَ مَا قَدْ ذَاقَ مِنِّي | |
|
| فَنِعمَ الذَّوقُ ما ذُقْتُ مَرِيَّا |
|
وَبِتنَا نَاعِمَينِ عَلَى فِرَاشٍ | |
|
| نُؤَمِّلُ أن نَجُرَّ الأتْحَمِيَّا |
|
أُحَكِّيْهَا وَتَحْكِي لِي حَدِيثًا | |
|
| تُحَدِّثُنِي الحَدِيثَ السَّامِرِيَّا |
|
وَنَرجُوا أنْ نُعَانِي للمَعَالِي | |
|
| صُبَاحٌ يَطْلُبُ الأَمْرَ العَلِيَّا |
|
وَقَدْ ضَرَّ الفِرَاقُ إذًا بِمَا قَدْ | |
|
| جَرى وِفقَ الرِّفَاقِ لَنَا مَعِيَّا |
|
عَلَى التَّفصِيلِ فِي الأَلفَاظِ قَولًا | |
|
| جَرَى التَّزوِيجُ عَقدًا أحمَدِيَّا |
|
فَمِتنا فِي رِيَاضِ سَمَاءِ أرضٍ | |
|
| نُضَاهِي العنْبَرَ اللَّدنَ الطَّرِيَّا |
|
فَصِرنَا والتُّرَابُ مَعًا سَوَاءٌ | |
|
| تَمَازَجْنَا المِزَاجَ الأكمَلِيَّا |
|
وعُدْنَا وانْجَمَعْنَا وَاجْتَمَعْنَا | |
|
| لِنُحشَرَ وَاحِدًا بَشَرًا سَوِيَّا |
|
ويَخْرُجَ طِفلُنَا مِنَّا سَريعًا | |
|
| غُلَامًا كَامِلًا بَرَّا تَقِيَّا |
|
فَكُنتُ الرُّوحَ مِنهُ بِجِسْمِ أُختِي | |
|
| وَكَانَ النَّفسُ فِيهِ بِهِ نَقِيَّا |
|
عُقَيْبَ قِيَامَةٍ رَجْفًا وَخَسْفًا | |
|
| وَطَيًّا للسَمَاءِ سَجَنْجَلِيَّا |
|
وَسَلَّ الرَّاسِيَاتِ مَعًا هَبَاءً | |
|
| ومَدَّ الأَرضِ قَاعًا فَرفَرِيَّا |
|
ونَفخَ الصُّوْرِ مِنْ مِيكالَ رَدًّا | |
|
| إلَى الإحْيَاءِ بَعدَ المَوتِ حَيَّا |
|
هُنَالِكَ قَامَ بَعدَ النَّفخِ أمْرًا | |
|
| وكُلٌّ كَانَ مِنْ وَجَلٍ جَثِيَّا |
|
وَصَالَ وَقَالَ صِدْقًا يَا إلَهِي | |
|
| أنَا الصِّدِّيقُ قَرِّبنِي نَجِيَّا |
|
أنَا الحُرُّ الذي قَدْ قَامَ جَورِي | |
|
| وَلَمْ أكُ قَبلَ حَشرِي ذَا بَغِيَّا |
|
تَمَذْهَبْتُ المَذَاهِبَ بَعْضَ عُمْرِي | |
|
| انْتَسَبْتُ قَدَرِيًّا مُرْجِئِيَّا |
|
حَنِيفِيًّا وَأيضًا شَافِعِيًّا | |
|
| وَوَقْتًا حَنْبَلِيًّا مَالِكِيَّا |
|
وَشِيْعِيًّا وَحِينًا أَشْعَرِيًّا | |
|
| وَمِنْ بَعْدٍ إِبَاضِيًّا رَضِيَّا |
|
فَدَعْنِي مِنْهُمُ طُرًّا جَمِيْعًا | |
|
| خَلِيلِي حِيْنَ كُنْتُ الخَارِجِيَّا |
|
وَصِرْتُ الآَنَ رَوْحَانِيْ حَكِيْمًا | |
|
| خَرَقْتُ بِهِ الحِجَابَ الحِنْدِسِيَّا |
|
فَحُزْتُ المُلْكَ لِلمَلَكُوْتِ سَيْرًا | |
|
| بِأَنْوَارٍ رَقَيْتُ بِهَا رُقِيَّا |
|
وَصِرتُ الحُرَّ مِنْ رِقٍّ بِرِقٍّ | |
|
| وَكُنتُ العَبدَ أُدْعَى الفَارِسِيَّا |
|
وَبَارَيتُ الكَوَاكِبَ فِي ضِيَائي | |
|
| فَحُزتُ الفَخْرَ فَخْرًا أقدَمِيَّا |
|
أنَا المَوْلَى وَلِلْمَولَى وَلِيٌّ | |
|
| غَدَوتُ مَعَ العُلَى أثَرًا عَلِيَّا |
|
أنَا المَعْرُوفُ والمَشْهُورُ أَمْرِيْ | |
|
| أُسَمِّيْ المَاءَ نَارًا مَارِجِيَّا |
|
أنَا السَّبعُ الشِّدَادُ رَجَعتُ أرْضًا | |
|
| أَبَارَ نُحَاسَ صِرتُ إذًا صَدِيَّا |
|
أَنَا الرَّوضُ المُقَدَّسُ صِرتُ شَخْصًا | |
|
| أَرُضُّ الأَرضَ جَبَّارًا عَتِيَّا |
|
أنَا كُلُّ الجِهَاتِ غَدَوتُ شَمْسًا | |
|
| تُوَقِّدُ فَدفَدَ اللَّيلِ الضَّحِيَّا |
|
أنَا المَلِكُ المُعَظَّمُ فِي البَرَايَا | |
|
| وَكُنتُ أنَا الكَوَاكِبِ والعَلِيَّا |
|
وَلِي قَعْرُ الجَحِيمِ نَعِيمُ جِسْمٍ | |
|
| أُقَاتِلُهَا قِتَالًا خَالِدِيَّا |
|
لِأنِّي النَّارُ وَابنُ النَّارِ حَقًّا | |
|
| وَآكُلُهَا وَأَشرَبُهَا هَنِيَّا |
|
أَلَذُّ بِحَرِّهَا حُبًّا لأنِّي | |
|
| غَدَيتُ بِها وصِرتُ جَهَنَّمِيَّا |
|
لِذَاتِ الرَّجعِ رُوحِي ثُمَّ نَفسِي | |
|
| لِذَاتِ الصَّدعِ مَا أبْقَى سَُمَِيَّا |
|
عَجِبتُ بِهِ جَنِينًا كَانَ حَيًّا | |
|
| لِإنْسٍ صَارَ رُوحًا مَلَكِيَّا |
|
جَنُوبِيًّا وَغَربًا مَشْرِقِيَّا | |
|
| يَمَانِيًّا وأرضًا شَمْأَلِيَّا |
|
نَبَاتًا صَارَ إنْسَانًا عَيَانًا | |
|
| وحَيَوَانًا وطَيْرًا فَاخِتِيَّا |
|
جَوَادًا ألمَعِيًّا لَوذَعِيًّا | |
|
| وَجُودٌ فِي الوُجُودِ جَرَى جَريَّا |
|
كَأَنَّ الثَّغْرَ مِنْهُ قَدْ عَرَتْهُ | |
|
| مِنَ اليَاقُوتِ سِمْطًا جَوْهَرِيَّا |
|
كَأنَّ الطِّبَّ بُقْرَاطًا بِأحْوَى | |
|
| حَوَى عِلمًا صَحِيحًا فَلْسَفِيَّا |
|
كَأنَّ لَهُ بِسِرِّ السِّرِّ ومَضًا | |
|
| مَنَ الأسْرَارِ سِرًّا آصِفِيَّا |
|
كَأنَّ العَُرفَ مِنْهُ المَِسْكُ نَشْرًا | |
|
| وَلمْ يَكُ مَسَّ مِسْكًا أذْفَرِيَّا |
|
كَأنَّ لَهُ قَسَاوَةَ صَلدِ صَخرٍ | |
|
| يُهزهِزُ في الهَزاهِزِ سَمْهَرِيَّا |
|
كَأنَّ اللَّيْثَ وَثَّابًا إذَا مَا | |
|
| رَأى عِجْلًا حَنِيْذًا مَعدَنِيَّا |
|
كَأنَّ لَهُ لعُسرٍ غَالَ جَارًا | |
|
| لَهُ فِي العُسْرِ بَطْشًا مُوسَوِيَّا |
|
كَأنَّ لَهُ لِطَبعٍ فِيهِ يَسْطِي | |
|
| عَلَى الأجسادِ بَطشًا هَاشِمِيَّا |
|
كَأنَّ لَهُ مِن الوَسمِيِّ أصْلًا | |
|
| يُبَارِي وَبْلهُ سَحًّا رَويَّا |
|
كَأنَّ عليهِ رَدُّ القَرضِ فَرْضًا | |
|
| بِأضْعَافٍ يُضَاعِفُهَا سَخِيَّا |
|
كَأنَّ الكَفَّ مِنْهُ البَحرُ جَدوَى | |
|
| لِبَحرٍ مَدَّ بَحْرًا عَسْجَدِيَّا |
|
وَلَكِنْ فِيهِ للجُهَّالِ شُحٌ | |
|
| وَإنْ تَرَكَ الخَبِيرَ بِهِ غَنِيَّا |
|