يَا أيُّهَا الغَرُّ الجَهُولُ الغَافِلُ | |
|
| المُعرِضُ الغَمْرُ العَمِيُّ الجَاهِلُ |
|
أقْبِلْ إلَيَّ بِوَجْهِ قَلبٍ قَابِلٍ | |
|
| قَولَ النَّصِيحِ فإنَّنِي لَكَ قَايِلُ |
|
إيَّاكَ والدُّنيَا فإنَّ مِثَالَهَا | |
|
| ظِلٌّ أظَلَّ وَعنْ قَلِيلٍ مَايِلُ |
|
هَيَ عَالَمُ الأدْنَى الدَّنِيِّ لِأَنَّهَا | |
|
| تُدنِي الدُّنَاةَ وللصَّفِيِّ تُصَاوِلُ |
|
تَشنِي بَنِي الأُخْرَى وتُرضِي وُلدَهَا | |
|
| وَهُمُ الرُّعَاعُ أسَافِلٌ وأرَاذِلُ |
|
لا عَيبَ فِيهَا غَيرَ كَونِ فَنَائِهَا | |
|
| وَفَنَاءِ مَنْ فِيهَا وَذَلِكَ عَاجِلُ |
|
دَارُ الزَّوَالِ كَفَاكَ مِنهَا إسمُهَا | |
|
| عَنْ رَسمِهَا خَبَرًا بِأنْهُ زَايِلُ |
|
دَارُ الرَّزَايَا والبَلَايَا كُلُّهَا | |
|
| دَارُ الغَرُورِ ولِلغُرُورِ حَبَايِلُ |
|
تُصْمِي مُحِبِّيْهَا بِكُلِّ كَرِيْهَةٍ | |
|
| وَتَبُزُّهُمْ مَا هُوَ مِنْهَا آيِلُ |
|
شَوْهَى عَجُوزٌ لَا تَجُوزُ وَنَابُهَا | |
|
| بَادٍ لَهَا جِلدٌ ثَخِينٌ سَايِلُ |
|
لَعِبٌ ولَهْوٌ زِيْنَةٌ وتَفَاخُرٌ | |
|
| وَتَكَاثُرٌ وتَهَاتُرٌ وتَجَادُلُ |
|
تَختَالُ في خَزِّ الخَيَالِ كأنَّهَا | |
|
| حَورَاءُ بارِعَةُ الجَمَالِ تُبَاعِلُ |
|
وَتَجُولُ فِي حِليٍ بِمَاخُورٍ لَهَا | |
|
| وَبِهَا مِنَ الحُلَلِ الحَريرِ غَلَائِلُ |
|
تُخفِي بِزِينَتِهَا مَقَابِحَ شَينِهَا | |
|
| مَكرًا فَيَنْخَدِعُ الغَوِيُّ الغَافِلُ |
|
مَا أحْسَنَ المَرأَى وأقبَحَ مَا يُرى | |
|
| تَحتَ الرِّيَاشِ مَتى أُزِيلَ الحَايِلُ |
|
غَدَّارَةٌ مَكَّارَةٌ سَحَّارَةٌ | |
|
| مِنْ بَابِلٍ، لا، أينَ مِنهَا بَابِلُ؟ |
|
أبْدَى الإلَهُ صِفَاتَهَا ذَمًّا لَهَا | |
|
| والمُرسَلُونَ مِن الوَرَى وأفَاضِلُ |
|
قَبُحَت سَرَايِرُهَا فَكَانَ كأنَّهُ | |
|
| سِحرٌ ظَوَاهِرُ حَالُهَا مُتَخَايِلُ |
|
نَصَبَتْ مَصَايِدَهَا بِهَا لِمَكَايِدٍ | |
|
| وَلَهَا مِنَ الجَمِّ الغَفِيرِ جَحَافِلُ |
|
مَنَّاعَةٌ نَزَّاعَةٌ صَرَّاعَةٌ | |
|
| جُرثُومَةُ الأمكَارِ فَهِيَ هَثَامِلُ |
|
لا بُدَّ أن تَسقِي الرَّدَى مَن قَدْ دَنَى | |
|
| مِنهَا يَرُومُ وِصَالَهَا وَيُزَاوِلُ |
|
تَتْرَى عَلَى كُلِّ الوَرَى غَارَاتُهَا | |
|
| فِي كُلِّ حِينٍ حَيْنُهَا مُتَوَاصِلُ |
|
مَنْ ذا يُطِيقُ نِزَالَهَا وصِدَامَهَا | |
|
| إلّا جَرِيُّ القَلبِ ذِمرٌ بَاسِلُ |
|
مَا حَيَّةٌ أسعَى وأظلَمُ للفَتى | |
|
| مِنهَا ولا أدهَى عَدوٌّ خَاتِلُ |
|
لا رأيَ إلّا هَجرُهَا وبِعَادُهَا | |
|
| إذ في المآلِ هِيَ الثُّمَالُ القاتِلُ |
|
هَلَّا اعتَبَرتَ بِمَن مَضَى وبِمَنْ بَقَى | |
|
| هَل أدرَكَ المَأمُولَ مِنّهَا آمِلُ |
|
أوَمَا تَرى قُبحَ الصَنَايِعِ فِي الوَرَى | |
|
| مِنْهَا، أيَرْضَاهَا اللَّبِيبُ العَاقِلُ؟ |
|
أمْ كَيفَ يَطمَعُ فِي البَّقَا مَن ٍقَدْ رَأى | |
|
| مَاذا لَقِيْهُ أوَاخِرٌ وأوَائِلُ؟ |
|
أَيَقَرُّ فَرْعٌ لَا قَرَارَ لِأصْلِهِ؟ | |
|
| كَلَّا، فإنَّ العُدْمَ كُلًا شَامِلُ |
|
أينَ الأُلَى شَادُوا المَصَانِعَ والبِنَا | |
|
| أينَ المُشَادُ وأينَ آلَ النَّازِلُ؟ |
|
أينَ الذي عَنَتِ الرِّقَابُ لِباسِهِ | |
|
| وأَتَتْهُ خَاضِعَةً إليهِ قَبَايِلُ؟ |
|
هَل فِي القُبورِ عَنِ القُصورِ تَنَزَّلوا | |
|
| مِن بَعدَ مَا أَكَلوا فَثَمَّ مَآكِلُ؟ |
|
آنَ الرَّحِيلُ فَمَا المَقِيلُ لِنَازِلٍ | |
|
| تَجرِي بهِ الأنفَاسُ وَهوَ الذَّاهِلُ |
|
لَا المُستَقَرُّ بِهَا وَلَكِن بَعدَهَا | |
|
| دَارُ المَقَرِّ وَلِلقَرَارِ مَنَازِلُ |
|
مَا كَونُهُ فِيهَا يَكونُ بِحَالَةٍ | |
|
| إلّا هُنَيْهَاتٍ وَهُنَّ قَلَايِلُ |
|
مِثْلَ المُهَجَّرِ لَا قَرَارَ لَهُ بِهَا | |
|
| إِلَّا كَمَا هَذَا المُهَجَّرُ قَايِلُ |
|
يَا طَالِبَ الدُّنيَا وَلَذَّةِ عَيشِهَا | |
|
| مُتَجَاهِلًا ويحَ الذي مُتَجَاهِلُ |
|
مَثِّلْ هُدِيتَ الكُلَّ أنَّكَ مَالِكٌ | |
|
| هَلًّا قَرِيبًا أَنتَ عَنهُ رَاحِلُ |
|
لَا خَيرَ فِي خَيرٍ يَزُولُ وهَذِهِ | |
|
| شَرٌّ وَلَيْسَ بِهَا سُرُورٌ كَامِلُ |
|
دَعهَا وَلا تَنظُر إلَيهَا رَغبَةً | |
|
| ومَحَبَّةً فالحُبُّ ذَيلٌ ذايلُ |
|
كَلَّا وَلا تُطِعِ الأمَانِيَّ التِي | |
|
| مِنْ مُقتَضَى الآمَالِ فَهيَ مَجَاهِلُ |
|
هَل أنتَ تُدرِكُ أنَّ عُمرَكَ سَاعةٌ | |
|
| أو دُونَهَا أو فَوقَها أو وَاصِلُ؟ |
|
مَا العُمرُ إلا لَحظَةٌ أو سَاعَةٌ | |
|
| أو يَومُهَا أو شَهرُهَا أو قَابِلُ |
|
وَكَأنَّهُ سَيرُ المُسَافِرِ مَرَّةً | |
|
| فَاليومُ فَرسَخُ والشُّهُورُ مَرَاحِلُ |
|
والحِينُ مِيلٌ والتَّنَفُسُ خُطْوَةٌ | |
|
| وَالعَامُ فَصْلٌ والسُّنُونُ فَوَاصِلُ |
|
بَادِرْ هُدِيتَ العُمرَ قَبْلَ نِفَاقَهِ | |
|
| والحِينَ قَبلَ فِرَاقِهِ يَا قَافِلُ |
|
فَكَأَنَّ بِالأُخرَى دَهَتكَ وَهذِهِ | |
|
| قَد أسْلَمَتكَ لَهَا فَبِيسَ الخَاذِلُ |
|
إنَّ المَنِيَّةَ فَجْأَةٌ فِي لَحظَةٍ | |
|
| تَاتِي وَلَيسَ لَهَا هُنَاكَ مُنَاضِلُ |
|
هَل دَافعٌ لوُرُودِهَا أو مَانِعٌ | |
|
| أم ذَابِلٌ قَد رَدَّهَا ومَنَاصِلُ؟ |
|
أمْ قَد أمِنتَ مِنَ المُهَيمِنِ مَكرَهُ | |
|
| أم آيِسٌ مِنْ رَوحِهِ أم هَازِلُ؟ |
|
إن كَانَ لا، كُنْ للمَتَابِ مُبَادِرًا | |
|
| فَاللهُ للتَّوبِ النَّصُوحِ القَابِلُ |
|
وَأمَارةُ الرُّجعَى إلَيهِ وصِدقُهَا | |
|
| تَركُ الدُّنَا زُهدًا وَحَالُكَ خَامِلُ |
|
إنَّ المُحِبَّ لَهَا عَدوُّ إلَهِهِ | |
|
| وَلَهُ المُحِبُّ عَدُوُّهَا لَا بَاكِلُ |
|
هَذَانِ خَصمَانِ الزَّمَانَ بِأسرِهِ | |
|
| فِي القَلبِ مَا اجتَمَعَا وَرَبِّي فَاصِلُ |
|
أمَّا البُرُودَةُ كَونُهَا وَوُجُودُهَا | |
|
| فِي القَلبِ مَحضَ الفَيضِ إذْ هِيَ نَايِلُ |
|
ذَرْهَا ولا تَرْكَنْ إلَيْهَا بَتَّةً | |
|
| مَنْ رَهبَةٍ عَن رَغبَةٍ يا وَاجِلُ |
|
رَاسُ الخَطَايَا حُبُّهَا ومُحِبُّهَا | |
|
| تَحتَ المَهَانَةِ والمَذَلَّةِ نَاصِلُ |
|
هِيَ جِيفَةٌ ضُمِخَت بِطِيبٍ حِكمَةً | |
|
| وخَبِيصَ بِيشٍ والعُمَاةُ نَوَاهِلُ |
|
رَوضٌ مَرِيعٌ مُعجِبٌ وكأنَّهَا | |
|
| زَرْعٌ نَضِيرٌ لَيسَ فيهِ سَنَابُلُ |
|
هِيَ عَارِضٌ يَجرِي بِصِرٍّ عارِضٍ | |
|
| وَعَلَى البَرِيَّةِ بالرَّزِيَّةِ هَاطِلُ |
|
بَرقٌ تَأَلَّقَ خُلَّبٌ لَا وَابِلٌ | |
|
| مِنهُ فَتَصدَعَ بَالنَّبَاتِ خَضايِلُ |
|
حُلُمٌ تَخَيَّلَ فِي المَنَامِ لِهَاجِعٍ | |
|
| لَيْلًا، وبَعدُ فَنَازِغٌ مَا نَاحِلُ |
|
دَعهَا عَسى الزُّلفى تُنَالُ بِرَحمَةٍ | |
|
| إنْ لَمْ تَكُنْ للغَيرِ فِيكَ حَصَايِلُ |
|
فَاللهُ لَيسَ بِقَابِلٍ غَيرَ الذي | |
|
| طَوعًا لَهُ فِيهِ إلَيهِ بَاذِلُ |
|
وَكَذَاكَ لَا يَنجُو إذًا مِن فَتكِهَا | |
|
| إلّا الذي مِنهَا إلَيهِ خَافِلُ |
|
لَا تَأسَفَنَّ عَلى فِرَاقِ عِنَاقِهَا | |
|
| إنَّ الكَئيْبَ عَلى الفِراقِ حَفَايِلُ |
|
هَوِّن عَلَيكَ طَلَاقَهَا فَفِرَاقُهَا | |
|
| حَتمٌ على رَغمٍ إلَيكَ مُوَاصِلُ |
|
لَا بُدَّ مِنهُ وَلَو هَلَكتَ تَأسُّفًا | |
|
| أو أنَّ جِسمَكَ بالكآبَةِ نَاحِلُ |
|
لَا يَدفَعَنَّ قُدُومَهُ وهُجُومَهُ | |
|
| مَالٌ ولا آلٌ إلَيكَ مُسَاخِلُ |
|
لَا تَطْلُبنَّ عَلى الكَفَافِ زِيَادَةً | |
|
| إنَّ الفُضُولَ عَلى الفُضُولِ مُشَاغِلُ |
|
يَكفِيكَ مِنهَا خِرقَةٌ مَع كِسْرَةٍ | |
|
| مَع شَربَةٍ مَع مَسكَنٍ يَا ثَاكِلُ |
|
انْظُر إلَى مَن قَد مَضَى هَل قَد قَضَى | |
|
| مِنهَا لُبَانَتَهُ وَمَاذَا نَاقِلُ |
|
وانْظُر إلَى مَن قَد بَقِي مَا قَد لَقِي | |
|
| مِنهَا مُلوكُ الأرضِ ثَمَّ أرَامِلُ |
|
مَا أكثَرَ العِبَرَ الجَلِيَّةَ لِلوَرَى | |
|
| وأَقَلَّ مُعتَبَِرًا وَهُنَّ زَلازِلُ |
|
أعمَى القُلُوبَ بِعَدلِهِ سُبْحَانَهُ | |
|
| وأنَارَهُنَّ ونُورُهُنَّ فَوَاضِلُ |
|
فَالخَلقُ فِي نَصَبٍ بِهَا مِنْ حُبِّهَا | |
|
| والمَنعُ بَعدَ الجَمعِ كُلٌّ بَاخِلُ |
|
وَالخَلقُ فِي رَبعِ المَطَامِعِ رُتَّعٌ | |
|
| فِي مَربَعِ الغَيِّ الوَبِيِّ عَبَاهِلُ |
|
فِي وَرطَةٍ مِن فَرْطَةٍ عَن غَفْلَةٍ | |
|
| فِي شَهْوَةِ الأَدنَى الدَنِيِّ مَبَاهِلُ |
|
مَالُوا إلى الوَهمِيِّ وَهمًا مُفرِطًا | |
|
| هَذَا الحَقيقِيُّ الهَنِيُّ الآجِلُ |
|
لَا يَعلَمُونَ سِوى ظَواهِرِ ظَهرِهَا | |
|
| فَيَقُولُ كُلٌ نِعمَ هَذَا الكَاهِلُ |
|
ذَرْهُم وَكُن فِي عُزلَةٍ مُتَجَرِّدًا | |
|
| عَنهُم فسِرُّ الخَلقِ شَرٌ جَافِلُ |
|
فَالخَلقُ فِي مَرَسِ الغُرُورِ عِمَايَةً | |
|
| عَنهَا بِهَا كُلٌ إلَيهَا عَايِلُ |
|
وَالخَلقُ فِي الإجمَالِ إسمٌ جَامِعٌ | |
|
| ومُرَادُنَا نَوعٌ أُنَاسِيَ جَامِلُ |
|
طُوبَى لِمَن شَطَّتْ بِهِ فِي عُزلَةٍ | |
|
| آيُ الكِتَابِ وَسُنَّةٌ وَمَسَايِلُ |
|
فِي ذِكرِهِ مِن شُكرِهِ عَنْ فِكرِهِ | |
|
| تَحتَ التَّضَرُّعِ لِلمُهَيمِنِ سَايِلُ |
|
جَانِبْ جَمِيعَ النّاسِ واحذَر مَكرَهُم | |
|
| فَالنّاسُ كالخَنَّاسِ شُغلٌ شَاغِلُ |
|
إلا زَكِيُّ القَلبِ ذَلكَ طَاهِرٌ | |
|
| حَبرٌ تَقِيٌّ ألمَعِيٌّ فَاضِلُ |
|
وَالنَّاسُ أدْويَةٌ ودَاءٌ قَبلَهُ | |
|
| ضَربُ العِدَاءِ وبَعدَهُ فَجَنَادِلُ |
|
وَاحذَرْ مِنَ الشَّيطَانِ بَعدُ فإنَّهُ | |
|
| للجِنِّ حَتى الإنسِ ذَاكَ مُخَاتِلُ |
|
رَجِسٌ خَبِيثٌ مَارِدٌ مُتَمَرِّدٌ | |
|
| كَلبٌ عَقُورٌ نَابِحٌ فَمُجَاوِلُ |
|
وَاعلَم بأنَّ لهُ مَصَايِدَ جَمَّةً | |
|
| بِمَرَاصِدٍ فِيهَا إليكَ دَغَاوِلُ |
|
ضَربٌ جَلِيٌّ والخَفِيُّ أشَدُّهَا | |
|
| في كُلِّ حَالٍ للتَّقِيِّ مُبَاسِلُ |
|
بِئسَ الرَّصِيدُ عَلَى الوَصِيدِ كأنَّهُ | |
|
| تَحتَ المَرَاصِدِ حَابِلٌ أو نَابِلُ |
|
لَكِنَّ أنوَارَ الكِتَابِ وسُنَّةٌ | |
|
| والرَّايُ والإجمَاعُ صُبحٌّ شَاعِلُ |
|
وَمَعَاهِدُ الإيمَانِ في أدرَاجِهَا | |
|
| للخَايفِ الوَجِلِ التَّقِيِّ مَعَاقِلُ |
|
يَا بِيسَ إبلِيسَ الخَسِيسَ وحِزبَهُ | |
|
| أهلَ الرَّدَى الجَمعَ الكَثِيرَ قَوَافِلُ |
|
حَادَ العَمِيُّ عَنِ السَّوِيِّ تَعَمُّدًا | |
|
| بُعدًا لَهُ بِيسَ الغَوِيُّ النَّاكِلُ |
|
تَعِسَ العَصِيُّ تَكَبُّرًا في نفسِهِ | |
|
| جَهْلَا فيَا بِيسَ الجَهُولُ الخَايِلُ |
|
تَعَلَ اللَّعِينُ بنَفسِهِ لا غَيرِهِ | |
|
| حَتّى طَغَى وبَغَى فَظَلَّ الجَافِلُ |
|
عن أمرِ بارِئِهِ كَذَاكَ بِرَبِّهِ | |
|
| هَذَا الطَّرِيدُ فَعَادِلٌ فَمُعَادِلُ |
|
تَبًّا لَهُ سُحقًا لَهُ بُعدًا لَهُ | |
|
| جَزْمًا وبَعدَ البُعدِ وَيلٌ وايِلُ |
|
لَمَّا أبَى نَادَى فأُعطِيَ سُؤلَهُ | |
|
| آلَى ليُغوِيَ كُلَّ مَنْ هُوَ فَاشِلُ |
|
يَأتِي إلَيهِ بِخَيلِهِ وَبِرجلهِ | |
|
| وذَوَابِلٌ بأكُفِّهِم ونَوَاحلُ |
|
يَرْميهِ مِنْ كُلَّ الجِهَاتِ عَدَا التي | |
|
| أعلى فَلَا مِنْهَا إِلَيهِ خَايِلُ |
|
بَلْ رُبَمَا يأتِي بِصُورَةِ نَاصِحٍ | |
|
| وَالمَكْرُ فِي طَيِّ النَّصِيْحَةِ ذَابِلُ |
|
لَا تَغْفَلَنَّ فَلَيسَ عَنكَ بِغَافِلٍ | |
|
| هَذَا العَدوُّ المَارِجِيُّ الصَّايِلُ |
|
لِصٌ يُوَسوِسُ بِالشُّرُورِ كأنَّهُ | |
|
| ذِيبٌ وَلَكِنَّ الصُّدُورَ مَزَاوِلُ |
|
لَا زَالَ يَقرَعُ كُلَّ بَابٍ مُرْتَجٍ | |
|
| فِي القَلبِ ذَلكَ عَنهُ صِدقًا قَافِلُ |
|
والقَلبُ فِيهِ لآلئٌ مَكنُونَةٌ | |
|
| وَبِهِ إلَيهِ مَدَارِجٌ وَمَدَاخِلُ |
|
يَسعَى لِيُفسِدَهُ فَيُطفِيَ نُورَهُ | |
|
| وإلَيْهِ بِالنَّفسِ النَّحِيسَةِ دَاخِلُ |
|
وَالقَلبُ مُعتَرَكُ النُّهَى حَتَّى الهَوَى | |
|
| هَذَا لِهَذَا بِالجُنُودِ مُقَاتِلُ |
|
هَذَا وإنَّكَ قَد ذَهَبتَ بِنَكبَةٍ | |
|
| يَا مَنْ لِهَوجَلِ جَهلَهِ هُوَ هَاجِلُ |
|
فالخَلقُ فالشَّيطَانُ نَفسُكَ فالدُّنَا | |
|
| كُلٌ إلَيكَ مُقَارِعٌ ومُنَازِلُ |
|
كَيفَ النُّعَاسُ عَلى العَمَاسِ عِمَايَةً | |
|
| وإلَيكَ إبليسُ اللّعينُ مَقَاوِلُ |
|
يَسعَى إلَيكَ بِجَهدِهِ في جُندِهِ | |
|
| وَلَهُ مَخَادِعُ جَمَّةٌ وَشَوَاكِلُ |
|
يَبغِي بِكَ الوَتْغَ الذَّرِيعَ عَدَاوَةً | |
|
| وإلَيهِ مِن قَدَرِ اللَّعِينِ فَعَاتِلُ |
|
طَهِّرْ هَدَاكَ اللهُ قَلبَكَ إنَّهُ | |
|
| لمَعَارِفِ الأسرَارِ فِيهِ جَدَاوِلُ |
|
وَاحرِصْ عَلَى سَدِّ المَدَاخِلِ كُلِّهَا | |
|
| لِتَفِلَّ سَورَتَهُ فَهَذا ذَاجِلُ |
|
وَالنَّفسُ كَالشَّيطَانِ فَاحْذَرْ أمْرَهَا | |
|
| فَهِيَ الرَّصِيدُ عَدَاوَةً والحَائلُ |
|
لَيْسَا سَوَاءً هَذِهِ فِي كَونِهَا | |
|
| أدْهَى أشَرُّ أمَرُّ فَهِيَ فَرَاكِلُ |
|
صَعبَى جَمُوحٌ لَيسَ بِي مُنقَادَةً | |
|
| فِيهَا لِرَكلِ الرَّاكِلينَ مَرَاكِلُ |
|
مَا النَّاسُ مَا الخَنَّاسُ مَا حَالُ الدُّنَا | |
|
| مِنهَا؟ بَلَى أَردَى، فأينَ عَنَاكُلُ؟ |
|
عُجِنَتْ بأنوَاعِ الخَبَائثِ جُلُّهَا | |
|
| مِضمَارُ شَيطَانٍ حِمَارٌ رَافِلُ |
|
جَمَّاعُ أنواعِ الشُّرُورِ جَمِيعِها | |
|
| شَرَعًا بإجمَاعِ الجَميعِ مَآجِلُ |
|
تَسعَى بِمَيْدَانِ الهَوَى حَتَّى الرَّدَى | |
|
| وَلَهَا لَفِي الشَّهَوَاتِ سَنْحٌ جَاذِلُ |
|
رَدءُ اللَّعِينِ هِيَ المُعِينُ لَهُ بِهَا | |
|
| جَزْمًا لِعَينِ القَلبِ صَرْفًا سَامِلُ |
|
ما هَمَّهَا إلَّا مُتَابَعةُ الهَوَى | |
|
| فَهِيَ الرَّذِيلَةُ والصِّفَاتُ رَذَايِلُ |
|
وَلَهَا اهتِزَازٌ صَوبَ مَورِدِ حَظِّهَا | |
|
| وَلَدَى الحُقُوقِ فَنَفرَةٌ وتَكَاسُلُ |
|
ما رَوحُهَا إلا مَنَالَ حُظُوظِهَا | |
|
| وَمَدَارِكَ اللَّذَّاتِ وَهِيَ غَوَائِلُ |
|
فَهِيَ الّتي مِن شُومِهَا أمَّارَةٌ | |
|
| بالسُّوءِ وَهِيَ فأمْرُهَا مُتَراسِلُ |
|
وَهِيَ التي في سُوئِهَا مَحْبُوبَةٌ | |
|
| مِنْهَا الرِّضَى عَنْهَا وَبِيٌّ غَايِلُ |
|
وَالحُبُّ مِن قَولِ الرَّسولِ بأنَّهُ | |
|
| يُعمِي يُصِمُّ وذَاكَ قَولٌ وَافِلُ |
|
أعْجِبْ بِمَنْ يَسْعَى لِيُصلِحَ جِسْمَهُ | |
|
| وَلِهَذِهِ النَّفسِ الخَسِيسَةِ هَامِلُ |
|
وَهِيَ النَّفِيسَةُ ذَاتُهَا هِي ذَاتُهُ | |
|
| فَهِيَ الحَقيقَةُ والجُسُومُ هَيَاكِلُ |
|
هِيَ جَوهَرُ الجِسمِ الكَثِيفِ وسِرَّهُ | |
|
| إنْ كُنتَ تَدرِيهَا فأنت النَّايِلُ |
|
لَكِنْ بِهَا وَكسٌ فَكَمِّل وَكْسَهَا | |
|
| فَالوَكْسُ للتَكمِيلِ مِنهَا قَابِلُ |
|
ومِنَ العَجَايِبِ كَونَهَا مَحبُوبَةً | |
|
| وَهِيَ العَدُوَّةُ أهلَهَا ودَهَاكِلُ |
|
لَولَاهَا ما قَدَرَ اللَّعِينُ بِحِيلَةٍ | |
|
| أبَدًا وَلو بَاتَ الحِبَالَ يُبَاتِلُ |
|
كَيفَ البِّعَادُ لَهَا وَكَونُ وُجُودِهَا | |
|
| مَا بَينَ جَنبَيْ مَن لَهَا هُوَ حَامِلُ |
|
أَمْ كَيفَ يَقْلِي مَنْ يَوَدُّ جِبِلَّةً | |
|
| لا كَانَ ذَاكَ وإنْ ألَجَّ العَاذِلُ |
|
لَا رأيَ إلّا زَجرُهَا عَنْ أمْرِهَا | |
|
| جَبْرًا فَشَريُ الجَبرِ أَريٌ عَاسِلُ |
|
وَالنَّهيُ عَنْ دَاعِي الهَوَى تَحتَ النُّهَى | |
|
| فِي كُلِّ حَالٍ حَادِلٌ فَمُجَادِلُ |
|
قَدِّسْ هُدِيتَ النَّفْسَ مِن أدْنَاسِهَا | |
|
| فالسِّرُّ كُلُّ السِّرِّ مِنْهُ حَاصِلُ |
|
وَانْخَلْ جَميعَ أمُورِهَا يَا ذَا النُّهَى | |
|
| وارمِ النَّخَالَةَ جَانِبًا يَا نَاخِلُ |
|
وَلَهَا بِحَمدِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ | |
|
| أسْرَارُ أنوَاعِ العُلُومِ مَنَاحِلُ |
|
لَا بُدَّ مِنْ تأدِيبِهَا وعِلَاجِهَا | |
|
| فالبُرءُ فِي تَهذيبِهَا مُتَكَافِلُ |
|
لَا تُرْسِلَنَّ عَنَانَهَا وَاشمَخْ بِهَا | |
|
| فِي الذُّروَةِ العَليَاءِ يَا مُتَثَاقِلُ |
|
لَا تَخدِمَنَّ بِهَا هَوَى جُثْمَانِهَا | |
|
| أبَدًا فَذَاكَ هُوَ الحَضِيضُ السَّافلُ |
|
فَالجِسمُ كَالصَّدَفِ الكَثِيفِ وَسِرُّهُ | |
|
| نَفْسٌ وَرُوحٌ ثُمَّ عَقْلٌ بَاجِلُ |
|
وَالعَقْلُ نُورٌ والنُّفُوسُ جَوَاهِرٌ | |
|
| وَالرُّوحُ غَيْبٌ وَالجُسُومُ مَحَامِلٌ |
|
مَا الجِسمُ إلَّا صُورَةٌ لِقِيَامِهَا | |
|
| فِيهِ لَهُنَّ مَغَابِنٌ وأيَاطِلُ |
|
أُعجُوبَةٌ فِي الصُّنعِ مِنْهُ ظَاهِرٌ | |
|
| للنَّاظِرينَ فَكيفَ مِنهُ دَوَاخِلُ |
|
جِلدٌ وَلَحمٌ ثُمَّ دَمٌّ أَعظُمٌ | |
|
| فِيهِ بِهِنَّ أنَامِلٌ وَمَفَاصِلُ |
|
فَالفَرعُ مِن مَاءٍ مَهِينٍ كَونُهُ | |
|
| والأَصلُ مِن طِينٍ مَتِينٍ نَاشِلُ |
|
سُبْحَانَ بَارِيهِ مُقَدِّرَ شَكلِهِ | |
|
| بَيتًا بَدِيعَ الشَّكلِ أينَ مُشَاكِلُ |
|
مِنْ غَيرِ مَسٍّ لا وَلَا لَمسٍ لَهُ | |
|
| قُلْ لِي فإنِّي فِي المَقَالِ مُسَايِلُ |
|
إنْ كَانَ لَا وَعَلِمتَ ذَاكَ بِأنَّهُ | |
|
| هُوَ خَالِقٌ بَلْ رَازِقٌ بَلْ كَافِلُ |
|
فإلَى مَتَى هَذَا التَّمَادِي خِسَّةً | |
|
| وإلَى مَتى تَحتَ التَّعَامِي رَاجِلُ |
|
قُلْ لِي فإنِّي فِي الخِطَابِ مُرَاجِعٌ | |
|
| وَأَقُولُ فيهِ وَلا إلَيكَ أُدَامِل |
|
أينَ الحِفَاظُ نَسِيتَهُ عَنْ حِفظِهِ | |
|
| أينَ الحَيَا عَن ذِكرِهِ مُتَذَاهِلُ |
|
تَعصِي مُصَوِّرَكَ الحَكِيمَ وَرِزْقُهُ | |
|
| مِنْ غَيرِ مَنٍّ مِنهُ قَطعًا آكِلُ؟ |
|
مَا أنتَ إلّا عَبدُ سُوءٍ فَارِهٍ | |
|
| فِي نُزْهَةِ الدُّنيَا بِهَا مُتشَاغِلُ |
|
عَنْ رَبِّهِ عَنْ أمرِهِ عَنْ نَفسِهِ | |
|
| فِي عُزْلَةٍ فِي غَفلَةٍ مُتَغَافِلُ |
|
مَا أنتَ إلّا نَذْلَةٌ يَا سِفلَةً | |
|
| وَعَلَى السَّفَاهَةِ نَاسِلٌ فَمُشَاهَلُ |
|
ارجِعْ إلَيهِ فَطِعْ لَهُ فِي أمرِهِ | |
|
| واتْرُكْ مَعَاصِيهِ وأنت حُلَاحِلُ |
|
طُوبَى لِمَنْ نَهْجَ الهِدَايَةِ نَاهِجٌ | |
|
| وَلِنَفسِهِ مِنْ كُلِّ رِجسٍ غَاسِلُ |
|
بَينَ الرَّجَا والخَوفِ كَونُ عُبُورِهِ | |
|
| وَلِنَفسِهِ تَحتَ المَصَاقِلِ صَاقِلُ |
|
وَلَهَا بِأعبَاءِ العِبَادَةِ مُثْقِلٌ | |
|
| حَمْلًا ولِلشَّهَوَاتِ عَنهَا فَاصِلُ |
|
حتَى جَلَى مِرآتَهَا فَتَلألَأَت | |
|
| فِيهَا شُمُوسُ حَقَايِقٍ وَشَمَايِلُ |
|
وَخَلَا بِهَا فِي المُلكِ ثُمَّ كَدَى بِهَا | |
|
| فِي فُسحَةِ المَلَكُوتِ جَوبًا جَايِلُ |
|
وَرَقَى مَقَامَاتِ اليَقِينِ إذًا بِهَا | |
|
| وَلَهَا بِدَأماء المَعَارفِ مَاقِلُ |
|
وَأذَاقَهَا كَاسًا دِهَاقًا رَاوِيًا | |
|
| مِنْ صَفوَةِ الحُبِّ الذي هُوَ تَابِلُ |
|
وَأذَادَهَا عَنْ كُلِّ شَيءٍ دُونَهُ | |
|
| وَالدَّمعُ خَوفَ المَنعِ هَامٍ هَاطِلُ |
|
فَغَدَتْ بَضَاضَتُهَا حَدِيدًا نُورُهَا | |
|
| وَلَهَا بِشَيَّافِ المَحَبَّةِ كَاحِلُ |
|
هَكْرًا وإنْ تَعْجَبْ بِهِ فِي أمرِهَا | |
|
| فَهُوَ العُجَابُ لَدَيكَ مِنْهَا مَاثِلُ |
|
هذا لِأَنَّ حُضُورَهَا بِمَغِيبِهَا | |
|
| وَمَغِيبُهَا وَحُضُورُهَا مُتَشَاكِلُ |
|
وَدُنُوُّهَا فِي بُعدِهَا وَحيَاتُهَا | |
|
| فِي مَوتِهَا كُلٌّ بِهِ مُتَقَابِلُ |
|
حَتَّى الغِنَى فِي فَقرِهَا وعَذَابُهَا | |
|
| مِنهُ وُجُودُ العَذبِ يَا مُتَسَاهِلُ |
|
يَا أيُّهَا الخِلُّ الصَفِيُّ المُرْتَضَى | |
|
| وَالخَانِرُ الفَطِنُ اللَّبِيبُ المَاهِلُ |
|
إنْ رُمْتَ تَخْتَرِقُ الطِبَاقَ إلَى العُلى | |
|
| لِتَنَالَ مَا قَدْ نَالَ ثَمَّ أمَاثِلُ |
|
وَكَذَا أَرَدتَ بُلُوغَ عِزٍّ سِرُّهُ | |
|
| عَالٍ عَلَى أَعلَى الكَوَاكِبِ طَايِلُ |
|
فَاللهَ قُل، واترُكْ عَدَاهُ فإنَّهُ | |
|
| مَا قَدْ خَلَاهُ مِنَ المَطَالبِ بَاطِلُ |
|
حَقُّ الوُجُودِ لِذَاتِهِ وَوُجُودُهُ | |
|
| حَقٌ قَدِيمٌ دَايِمٌ لَا حَايِلُ |
|
لَا تَطلُبنَّ سِوَاهُ قَطُّ لِأَنَّهُ | |
|
| بَاقٍ وَكُلُّ الغَيرِ شَيءٌ آفِلُ |
|
أُنظُرْ إلَى المَوجُودِ تَعلَمْ أنَّهُ | |
|
| فِعْلٌ وَمَفْعُولٌ وَرَبٌّ فَاعِلُ |
|
قَدْرٌ وَمَقدُورٌ ورَبٌّ قَادِرٌ | |
|
| خَلْقٌ وَحَقٌ فِي القَضِيَّةِ عَادِلُ |
|
وَالكَائِنَاتُ جَمِيعُهَا فِي كَونِهَا | |
|
| كُلٌّ إِلَيهِ مَرَاتِجٌ وَدَلَايِلُ |
|
وَجَمِيعُ مَا تَحتَ الوُجُودِ بِأسْرِهِ | |
|
| مِنْ جُودِهِ المَوجُودِ فَهُوَ رَسَايِلُ |
|
حَتَّى الشَّرَايِعُ والحَقَايِقُ كُلُّهَا | |
|
| نُورُ الطَرِيقَةِ للمُريدِ مَشَاعِلُ |
|
لَا تَدْهَشَنَّ مِنَ البَرِيقِ وَلَا تَكُن | |
|
| فِي حِيرَةٍ وَعَمَى كَأنَّكَ بَاقلُ |
|
فَالصَّالِحَاتُ لَوَازِمٌ ونَوَافِلُ | |
|
| كُلٌّ إلَيهِ مَنَاهِجٌ وَوَسَايِلُ |
|
وَجَمِيعُ أنوَاعِ الدِّيَانَةِ كُلُّهَا | |
|
| للرَّايِدِينَ مَكَارِعٌ وَمنَاهِلُ |
|
فَانْهَلْ وَعَلَّ وَلَا تَمَلَّ نَمِيرَهَا | |
|
| يَا نَاهِلًا نِعمَ الذي هُوَ وَاغِلُ |
|
وَاعْمَلْ وَلَا تَعْجَلْ وأوغِلْ دِينَهُ | |
|
| بِالرِّفقِ مِنكَ مَحَبَّةً يَا عَامِلُ |
|
نِعمَ المُرِيدُ مِنَ العَبِيدِ لِرَبِّهِ | |
|
| لَا غَيرَهُ أبَدًا يُرِيدُ مُقَابِلُ |
|
فِي خَالِصِ الإخْلَاصِ مَاصَ بِنَفسِهِ | |
|
| وَلِرَبِّهِ فِيهِ إلَيهِ مُعَامِلُ |
|
مُسْتَغرِقَ الأوقَاتِ فِي طَاعَاتهِ | |
|
| لِأدَاءِ كُلِّ الوَاجِبَاتِ مُعَاجِلُ |
|
لَا يَنظُرَنَّ إلى سِوَاهُ لِأنَّهُ | |
|
| فِي جَنبِ ما أحْبَاهُ شَيءٌ مَاصِلُ |
|
فَانْهَجْ إلَيهِ مُجَاهِدًا فِيهِ لَهُ | |
|
| حَقَّ الجِهَادِ فإنَّهُ لَكَ جَاعِلُ |
|
هَاجِرْ مِنَ الكَونِ الكَثِيفِ مُهَاجِرًا | |
|
| كُلَّ الذي هُوَ للمُهَاجِرِ ثَاقِلُ |
|
كَلَّا وَلَا تَطلُبْ هُنَالِكَ غَيرَهُ | |
|
| جَزْمًا فَرَومُ الغَيرِ رَأيٍّ فَايِلُ |
|
وَادفِنْ وُجُودَكَ فِي الخُمُولِ فإنَّهُ | |
|
| مَا لَيسَ يُدفَنُ فِي الزِّرَاعَةِ قَاحِلُ |
|
فإذَا دَفَنتَ النَّفسَ أطبَاقَ الثَّرَى | |
|
| بَسَقَتْ إلَى أعلَى العُلى يا فَاسِلُ |
|
وَاشْكُرهُ عَنْ عِلمٍ بِهِ وبأمْرِهِ | |
|
| أبَدًا وَلا تَكفُرْ بِهِ يَا سَايِلُ |
|
فالشُّكرُ سِرٌ ذُوهُ حَيٌّ دَائِمًا | |
|
| وَالكُفرُ مَوتٌ فِي الحَقِيقَةِ هَايِلُ |
|
وَالعِلمُ نُورٌ كالنَّهَارِ مِثَالُهُ | |
|
| والجَهلُ في الأمثَالِ لَيلٌ لَايِلُ |
|
وَالعِلمُ أشرَفُ خَصْلَةٍ فِي نَفسِهِ | |
|
| صِفَةُ المُهَيمِنِ شَرَّفَتهُ خَصَايِلُ |
|
وَالعِلمُ أفضَلُ جَوْهَرٍ وَبِفَضلِهِ | |
|
| كَانَتْ إلَى الأعمَالِ ثَمَّ فَضَايِلُ |
|
بَحرٌ مِنَ الأسرَارِ لا يُلقَى لَهُ | |
|
| قَعرٌ وَلا يُلقَي إلَيهِ سَاحِلُ |
|
قُلْ أيَّ شيءٍ نَالَ مَنْ قَد فَاتَهُ | |
|
| بَلْ أيُّ شَيءٍ فَاتَ مَنْ ذَا نَايِلُ |
|