يَا هَاوِيًا يَهوِي بالاهْوَاءِ فِي سُفْلِ | |
|
| وَوَالِهًا لِمَلَاهِي لَهْوِهِ الوَبِلِ |
|
بِمَجهَلِ الجَهْلِ جَوبًا جَابَ مُنتَهِجًا | |
|
| نَهجَ المُضِلَّةِ بالإصبَاحِ والطَّفَلِ |
|
مُبَلبَلَ البَالِ للآمَالِ مُنجَذِبًا | |
|
| لَا يَهتَدِي بُهدَى الهَادِينَ للسُّبُلِ |
|
هَلَّا تَجُوزُ فَجُزْ عَن ذَاكَ مُستَمِعًا | |
|
| مَاذا أَفُوهُ بِهِ نُطْقًا بِلَا خَجَلِ |
|
كُلُّ المَنَاهِجِ وَتْغٌ نَهجُ مَسْلَكِهَا | |
|
| إلّا صِرَاطَ الهُدَى شَرْعًا بِلَا جَدَلِ |
|
فَاتْمُكْهُ بالعِلمِ تبلُغ غَايَةَ الأَمَلِ | |
|
| إنْ أنتَ قَارَنتَهُ يَا صَاحِ بالعَمَلِ |
|
وَاشْرَبْ كُؤُوسًا مِنَ التَّوحِيدِ صَافِيَةً | |
|
| مَمْزُوجَةً بِرَجَاء الوَاحِدِ الأَزَلِ |
|
وَاسْتَشْعِرِ الحَزْمَ لَا تَأمَنْ إذًا أبدًا | |
|
| مَكْرَ الإلَهِ وَكُنْ مِنْهُ عَلَى وَجَلِ |
|
وَاطلِسْ أَطِيْرَكَ بالتَّوبِ النَّصُوحِ لَهُ | |
|
| وَاغسِلهُ عَنكَ بِدَمعٍ مِنكَ مُنهَمِلِ |
|
واستَظهِرِ اللهَ عَونًا في الرَّحِيلِ عَلى | |
|
| قَطْعِ الصِّرَاطِ بِلُجبٍ مِنكَ مُعتَدِلِ |
|
وَالبَس رِيَاشَ الحَيَا والحِلمِ مُدَّكِرًا | |
|
| وَاخْلَع لِبَاسَ الخَفَى المَنْسُوجِ بالخَطَلِ |
|
وَاعبُدهُ صِدقًا وَلَا تُشْرِك بِهِ أحَدًا | |
|
| فَهْوَ الغَنِيُّ عَنِ المَوشُوحِ بالدَّخَلِ |
|
وَاقبِلْ إلَيهِ بِقَلبٍ مُقبِلٍ جَذِبٍ | |
|
| إقْبَالَ ذِمرٍ عَن الأكوَانِ مُنبَتِلِ |
|
مُسْتَفتِحًا بِمَفَاتِيحِ الدُّعَاءِ لَهُ | |
|
| بَابَ القُبُولِ بِقَلبٍ مِنكَ مُبْتَهِلِ |
|
وَاذكُرْهُ جَزْلًا تَعَالَى سَرمَدًا أبَدًا | |
|
| ذِكْرَ الذَّكُورِ بِذِكْرِ اللهِ مُجْتَدِلِ |
|
وَالمُسْتَحِيْلَ فَلَا تَسْعَى لِمَطلَبِهِ | |
|
| إنَّ اللَّبِيبَ عَنِ الفَانِي لَفِي شُغَلِ |
|
لا تَغْرُرَنَّكَ دُنيَا لَا دَوَامَ لَهَا | |
|
| فإنَّهَا مِثْلَ أُمِّ الفَتْحِ فِي المَثَلِ |
|
لَا يَطِبِيَنَّكَ مِنهَا حُسنُ مَنظَرِهَا | |
|
| إنَّ الثُّمَالَ لَفي أنيَابِهَا العُضَلِ |
|
فَجَرِّدِ العَزمَ زُهدًا مِنكَ مُنجَرِدًا | |
|
| إلَى التَّوَكُلِ تَجْرِيدًا بِلَا وَهَلِ |
|
وَانْهَلْ مَنَاهِلَ حَمدِ اللهِ مُبْتَهِلًا | |
|
| بالشُّكرِ مُستَمرِءًا عَلًّا عَلى نَهَلِ |
|
وَاسكُنْ بِصِدقٍ لِحُكمِ الوَقتِ مُندَمِجًا | |
|
| تَحتَ القَضَاء بِصَبرٍ غيرِ مُنفَصِلِ |
|
واقْبِلْ عَلَى النَّفسِ بالتَّقدِيسِ مُنتَزِعًا | |
|
| عَن كُلِّ فُحشٍ وَمَا قَد كَانَ مِن دَخَلِ |
|
وَاحذَرْ مَكَايِدَهَا واحذَرْ مَصَايِدَ مَن | |
|
| قَدْ صَارَ عَونًا لَهَا المنبُوذَ بالشَّلَلِ |
|
وإنْ أتَتْكَ بِنُصحٍ فَاتَّهِمْهُ وَلَا | |
|
| تَرْكَنْ إليهِ وَلو جاءَتكَ بالعِلَلِ |
|
فإنَّهَا أبَدًا تَهْوَى مَهَالِكَهَا | |
|
| إن أُهمِلَتْ جَمَحَتْ وَثْبًا إلى الزَّلَلِ |
|
فَامسِك قِوَاهَا ولا تُرسِل شَكِيمَتَهَا | |
|
| في كُلِّ أمرٍ فَليسَ الأمرُ بِالجَلَلِ |
|
وبِالبُكُورِ فألزِمهَا مَسَارِطَهُ | |
|
| وبِالعِشِيِّ فَحَاسِبْهَا بِلا هَمَلِ |
|
وَارْمِس مَحَاسِنَهَا واثْبِت مَقَابِحَهَا | |
|
| وَعَن زَنَاكَ لَهَا فَانْزَعْ بِلَا مَهَلِ |
|
ثُمْ انْفِهَا باحتِرَاقِ الإشتِيَاقِ لِمَنْ | |
|
| في الكَونِ كَوَّنَهَا في أرفَعِ العَطَلِ |
|
وَافْرِ الفَنَا فِي فَنَاهَا مِن فَنَاكَ لَهَا | |
|
| لا تَنظُرَنْهُ بِصُبحٍ لَا وَلَا أُصُلِ |
|
فَفِي الفَنَا لَحَيَاةُ النَّفسِ مُودَعَةٌ | |
|
| إنْ رُمتَ ذَاكَ فَبَادِرْ ذاكَ في عَجَلِ |
|
وَامْتَحْ إلَيْهَا مِنَ الإخْلَاصِ رَاوِيَةً | |
|
| تَرْوِي صَدَاهَا مِنَ التنفِيثِ فِي الفَشَلِ |
|
وَاسْتَخرِجِ الخُبْثَ مِنْهَا مِن مَكَامِنِهَا | |
|
| حَتّى تُضِيءَ كَمِثلِ الشَّمسِ في الحَمَلِ |
|
تَبدو فَتَطلُعُ فِيهَا مِن مَطَالِعِهَا | |
|
| شَمسُ اليَّقيِنِ فَتُجْلِي ظُلمَةَ الوَجَلِ |
|
إذَا رَأيتَ بِذَاكَ الكَشفِ سَاطِعَةً | |
|
| لا تَدْهشَنَّ ولَا تَربَعْ لَفِي الجَدَلِ |
|
كَلَّا ولا تَتْرُكَنَّ النَّفسَ سَاكِنَةً | |
|
| فِيمَا لَقِيتَ وَلَو نَادَتكَ بالكَسَلِ |
|
وَارحَلْ، تَجِدنَ عَنِ الأغْيَارِ أجمَعَهَا | |
|
| أنَّ الوَقُوفَ معَ الآثَارِ ذُو وَكَلِ |
|
حَتَّى تَرَى الحَقَّ عَينَ الحَقِّ مِنكَ وَلَا | |
|
| تَقنَعْ بِدُونِ الذي قَد قُلتُ يَا أمَلِي |
|
وَجُدَّ فِي السَّيرِ لَقوًا مُسْرِعًا دَرِبًا | |
|
| حَتَّى تُوَافِي الذي وَافَاكَ بالأجَلِ |
|
فَتَسْعَدَنْ بِنَعِيمٍ لا نَفَادَ لَهُ | |
|
| فِي جَنَّةِ الخُلدِ ذَاتِ الحُورِ والخَوَلِ |
|
وإن أبَيتَ قُبُولَ النُّصحِ مُزدَرِيًا | |
|
| نَهجَ الإلَهِ فَيَا خُسرَاكَ مِن رَجُلِ |
|
يَومَ المَصِيرِ يَصِيرُ الغِبُّ هَاوِيَةً | |
|
| إن حَانَ حَينُكَ في غَيٍّ وَفي خَبَلِ |
|
تَدعوا ثُبُورًا أذَا مَا النَّفسُ هَيكَلَهَا | |
|
| يَومَ الجَزَاءِ بِحَرَّ النَّارِ مِنكَ صُلِي |
|