عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > سورية > عمر هزاع > ميزان الحرارة

سورية

مشاهدة
589

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ميزان الحرارة

: يا سَيِّدي ؛ الدُّولابُ لَمْ يَنفَعْ! وَ لا حَتَّى بِساطُ الرِّيحِ! هَذا الطِّفلُ مَوصُولُ العِنادِ مَعَ الحَقارةْ!!
: يا كِرُّ ؛ جَرَّبْ مَعْهُ مِيزانَ الحَرارةْ
: هَلَكَ الفَتَى يا سَيِّدي أَو كادَ فِي تِلكَ القَرارةْ
وَ أَظُنُّهُ فَوقَ الذي عاناهُ يَشكُو مِنْ نَزيفٍ فِي الطُّحالِ أَوِ المَرارةْ
: هاتُوا الصَّبِيَّ مِنَ النَّظارةْ
جَرُّوهُ في زَرَدِ السَّلاسِلِ جِيفَةً أَضفَى عَلَيها البَولُ رائِحَةَ القَذارةْ
ضِلعانِ مَكسُورانِ جُمجُمَةٌ مُشُوَّهَةٌ وَ أَسنانٌ مُثَلَّمَةُ العِبارةْ ..
: قِفْ هَهُنا
وَ هَوَى الصَّغيرُ عَلَى البَلاطِ فَلَمْ تَعُدْ رِجلاهُ تَحتَمِلانِهِ
: يا ابنَ ال ..
: تَمَهَّلْ سَيِّدي دَعنِي أُخَبِّرْكَ الحَقيقَةَ كُلَّها لَقَدِ اعتَرَفتُ بِما تُريدُ وَ لَمْ يَعُدْ عِندي الذي أُخفِيهِ
: هاتِ المَحضَرَ ؛ اكتُبْ عِندَكَ:
المَوقُوفُ أَكَّدَ أَنَّهُ المَسؤُولُ عَنْ حَرقِ الوَزارةْ
: يا سَيِّدي ؛ وَ عَنِ انقِلابِ الدِّشِّ مِنْ سَطحِ العَمارةْ
وَ عَنِ اختِفاءِ اللَّمبَةِ الخَضراءِ مِنْ ضَوءِ الإِشارةْ
وَ أَنا الذي أَطلَقتُ فِي الشَّعبِ الشَّرارةْ
وَ نَزَعتُ قُفلَ الصَّمتِ عَنْ بابِ المَغارةْ
فَتَدَحرَجَتْ مِنها أَكاذِيبُ الحَضارةْ
وَ أَنا رَجَمتُ البَرلَمانَ التَّافِهَ المَشبُوهَ عَمدًا بِالحِجارةْ
وَ أَنا الذي طالَبتُ بِالإِصلاحِ لا أَدري بِهاجِسِ يَقظَتي أَمْ الاستِخارةْ
زِدْ فَوقَ هَذا سَيِّدي:
أَنا مَنْ سَرَقتُ اللُّؤلُؤَ المَكنُونَ مِنْ بَطنِ المَحارةْ
وَ خَلَطتُ مَعجُونَ الحَشيشَةِ بِالنِّشارةْ
وَ أَنا الذي لَغَّمتُ فِي المَرِّيخَ أَبوابَ السَّفارةْ
وَ أَنا الذي يا سَيِّدي فَجَّرتُ أَبراجَ التِّجارةْ
وَ أَنا أَنا استَهزَأتُ بِالمُستَبشِرينَ وَ بِالبِشارةْ
وَ عَفَطتُ لِلتَّاريخِ مُنذُ استَأسَدَتْ في الغابِ فارةْ
وَ أَنا الذي استَهلَكتُ بَيتَ المالِ فِي تَدعِيمِ أَركانِ الإِمارةْ
وَ جَعَلتُ فِيها مَجلِسَ الشُّورَى مَحِلًّا لِلنِّجارةْ
وَ أَنا قَلَبتُ وَزارةَ الأَوقافِ بَيتًا لِلدَّعارةْ
وَ أَنا الذي أَغوَيتُ سَجَّانَ النَّظارةِ بِالإِثارةْ
وَ أَنا الذي ..
وَ أَنا الذي ..
لَمْ أَدرِ قَبلَ اليَومِ ما فَضُّ البَكارةْ!
لَمْ أَدرِ أَنَّ السِّجنَ مِنْ لَفظِيَّةِ الجِنسِ استِعارةْ!
وَ بِأَنَّ لِلسَّجَّانِ ثَأرًا فِي قَفايَ! وَ أَنَّ لِلحُرَّاسِ غارةْ!
يا سَيِّدي ..
فاتَ الأَوانُ ؛ وَ لَمْ يَعُدْ في مَوقِدِ الأَحلامِ نارةْ
هَذا اعتِرافٌ كامِلٌ
وَقَّعتُهُ مِنْ بَعدِ ما جَرَّبتُ مِيزانَ الحَرارةْ
وَ زَعَمتُ أَنواعَ الشَّطارةْ
وَ الآنَ تُبتُ عَنِ الشَّطارةْ
فَأَنا الحِمارُ ابنُ الحِمارِ ابنُ الحِمارةْ!!
وَ أَنا الذي ..
يا سَيِّدي وَ اللَّهِ ما أَدرَكتُ سِرَّ الزَّيتِ إِلَّا عِندَ إِقحامِ الخِيارةْ!!
عمر هزاع
بواسطة: عمر هزاع
التعديل بواسطة: د. عمر هزاع
الإضافة: الأربعاء 2017/02/22 11:05:54 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com