إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
: يا سَيِّدي ؛ الدُّولابُ لَمْ يَنفَعْ! وَ لا حَتَّى بِساطُ الرِّيحِ! هَذا الطِّفلُ مَوصُولُ العِنادِ مَعَ الحَقارةْ!! |
: يا كِرُّ ؛ جَرَّبْ مَعْهُ مِيزانَ الحَرارةْ |
: هَلَكَ الفَتَى يا سَيِّدي أَو كادَ فِي تِلكَ القَرارةْ |
وَ أَظُنُّهُ فَوقَ الذي عاناهُ يَشكُو مِنْ نَزيفٍ فِي الطُّحالِ أَوِ المَرارةْ |
: هاتُوا الصَّبِيَّ مِنَ النَّظارةْ |
جَرُّوهُ في زَرَدِ السَّلاسِلِ جِيفَةً أَضفَى عَلَيها البَولُ رائِحَةَ القَذارةْ |
ضِلعانِ مَكسُورانِ جُمجُمَةٌ مُشُوَّهَةٌ وَ أَسنانٌ مُثَلَّمَةُ العِبارةْ .. |
: قِفْ هَهُنا |
وَ هَوَى الصَّغيرُ عَلَى البَلاطِ فَلَمْ تَعُدْ رِجلاهُ تَحتَمِلانِهِ |
: يا ابنَ ال .. |
: تَمَهَّلْ سَيِّدي دَعنِي أُخَبِّرْكَ الحَقيقَةَ كُلَّها لَقَدِ اعتَرَفتُ بِما تُريدُ وَ لَمْ يَعُدْ عِندي الذي أُخفِيهِ |
: هاتِ المَحضَرَ ؛ اكتُبْ عِندَكَ: |
المَوقُوفُ أَكَّدَ أَنَّهُ المَسؤُولُ عَنْ حَرقِ الوَزارةْ |
: يا سَيِّدي ؛ وَ عَنِ انقِلابِ الدِّشِّ مِنْ سَطحِ العَمارةْ |
وَ عَنِ اختِفاءِ اللَّمبَةِ الخَضراءِ مِنْ ضَوءِ الإِشارةْ |
وَ أَنا الذي أَطلَقتُ فِي الشَّعبِ الشَّرارةْ |
وَ نَزَعتُ قُفلَ الصَّمتِ عَنْ بابِ المَغارةْ |
فَتَدَحرَجَتْ مِنها أَكاذِيبُ الحَضارةْ |
وَ أَنا رَجَمتُ البَرلَمانَ التَّافِهَ المَشبُوهَ عَمدًا بِالحِجارةْ |
وَ أَنا الذي طالَبتُ بِالإِصلاحِ لا أَدري بِهاجِسِ يَقظَتي أَمْ الاستِخارةْ |
زِدْ فَوقَ هَذا سَيِّدي: |
أَنا مَنْ سَرَقتُ اللُّؤلُؤَ المَكنُونَ مِنْ بَطنِ المَحارةْ |
وَ خَلَطتُ مَعجُونَ الحَشيشَةِ بِالنِّشارةْ |
وَ أَنا الذي لَغَّمتُ فِي المَرِّيخَ أَبوابَ السَّفارةْ |
وَ أَنا الذي يا سَيِّدي فَجَّرتُ أَبراجَ التِّجارةْ |
وَ أَنا أَنا استَهزَأتُ بِالمُستَبشِرينَ وَ بِالبِشارةْ |
وَ عَفَطتُ لِلتَّاريخِ مُنذُ استَأسَدَتْ في الغابِ فارةْ |
وَ أَنا الذي استَهلَكتُ بَيتَ المالِ فِي تَدعِيمِ أَركانِ الإِمارةْ |
وَ جَعَلتُ فِيها مَجلِسَ الشُّورَى مَحِلًّا لِلنِّجارةْ |
وَ أَنا قَلَبتُ وَزارةَ الأَوقافِ بَيتًا لِلدَّعارةْ |
وَ أَنا الذي أَغوَيتُ سَجَّانَ النَّظارةِ بِالإِثارةْ |
وَ أَنا الذي .. |
وَ أَنا الذي .. |
لَمْ أَدرِ قَبلَ اليَومِ ما فَضُّ البَكارةْ! |
لَمْ أَدرِ أَنَّ السِّجنَ مِنْ لَفظِيَّةِ الجِنسِ استِعارةْ! |
وَ بِأَنَّ لِلسَّجَّانِ ثَأرًا فِي قَفايَ! وَ أَنَّ لِلحُرَّاسِ غارةْ! |
يا سَيِّدي .. |
فاتَ الأَوانُ ؛ وَ لَمْ يَعُدْ في مَوقِدِ الأَحلامِ نارةْ |
هَذا اعتِرافٌ كامِلٌ |
وَقَّعتُهُ مِنْ بَعدِ ما جَرَّبتُ مِيزانَ الحَرارةْ |
وَ زَعَمتُ أَنواعَ الشَّطارةْ |
وَ الآنَ تُبتُ عَنِ الشَّطارةْ |
فَأَنا الحِمارُ ابنُ الحِمارِ ابنُ الحِمارةْ!! |
وَ أَنا الذي .. |
يا سَيِّدي وَ اللَّهِ ما أَدرَكتُ سِرَّ الزَّيتِ إِلَّا عِندَ إِقحامِ الخِيارةْ!! |