عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > فيصل سليم التلاوي > ناحت مطوقةٌ بباب الطاقِ

فلسطين

مشاهدة
1358

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ناحت مطوقةٌ بباب الطاقِ

من ألفِ عامٍ أو يزيدَ سمعتُها
ناحت مُطوقةٌ ببابِ الطاقِ
فتساقطت حسراتُها في مسمعي
وجعَ الفراقِ ولوعةَ المشتاقِ
فكأنها قد فرَّخت في خافقي
لا في الأراكِ ولا عروقِ الساقِ
وتظلُ ما بينَ الضلوعِ حبيسةً
أو أن تُنازعها الهوى أحداقي
حتى تساقطَ نَوحها وحنينها
كِسَفًا تَساقُطَ دمعيّ الرقراقِ
فأجبتُها: لما عَرَتنيَ رِعشةٌ
لهديلها وحنينها الدفّاقِ
إن الشجى في خاطري بعثَ الشَجى
من زفرةٍ حرّى ومُرِّ مَذاقِ
حالي كحالُكِ يا حمامةُ رغم ما
تجدينَ من قفصٍ ومن أطواقِ
ويزيدُ عنكِ تألمًا وتوجُعًا
نهرُ الأسى من دمعيَ المُهراقِ
أسفي على دنيًا تمرُّ بخاطري
قد أدبرتْ مُذ آذنت بفراقِ
آهٍ على الأيام يُطوى سِفرُها
طيًّا، وليس لدائِها من راقِ
وعلى الأحبة كيف أضحى شملُهُمْ
بَدَدًا، يَهيمُ لغير يوم تلاقي
وعلى الشآمِ العذبِ بُدِّلَ صُبحُهُ
ليلاً وكُبِّلَ مُرغمًا بوثاقِ
أسفي على الشهباءِ عُفِّرَ وجهها
الفتّانُ في الإصباحِ والإغساقِ
أسفي على خان الحرير وأمسه
لم يبقَ في جنباتهِ من باقي
ما ذا أقول لها إذا يوما هفت:
خذني إلى خان الحرير الراقي
أو طاولت بطموحها وتطلعت
صوب العراقِ الماجدِ الخلاّقِ
ورنت إلى هضباتهِ وشطوطهِ
وإلى شُموخِ النخلِ والأعذاقِ
لترى العراق ورافديهِ تَقزّما
لم يبقَ من شطيهِ غير سواقي
فتصيحُ من عجبٍ وجرحٍ نازفٍ
أقسمتُ ما هذا العراقُ عراقي
وكأن بغداد الجريحة لم تكن
يوما تتيهُ بعامرِ الأسواقِ
قد عاد هولاكو لها مُتجحفلأ
بعُصابةِ الأوغادِ والسُرّاقِ
ورنت إلى اليمن السعيدِ بحسرةٍ
حيثُ الأظافر أنشبت بخناقِ
فسمعتها هتفت فشنَّفَ صوتها
أُذنَ الزمانِ ومنتهى الآفاقِ
لا بد من صنعا وإن شطَّ النوى
حتى ولو حُمِلَتْ على الأعناقِ
ماذا دهى الأعرابَ أقفرَ ربعُهُمْ
وخلت منازلهم من الطُرّاقِ
نعبَ الغرابُ على طلولِ ديارهم
فغدت خرائبَ ما بها من باقي
يالهفَ نفسيَّ إذ تَساقطُ أنفسًا
لحمامةٍ ناحت ببابِ الطاقِ
فشكت إليَّ شؤونها وشجونها
فكأنما لمَّت إليَّ رفاقي
وكأنما عاد الزمان بنا معًا
فانفك قيدي بعد طول وثاقي
فيصل سليم التلاوي

مستوحاة من مقطوعةٍ للشاعر العباسي المنازي البندينجي التي مطلعها: (ناحت مطوقة بباب الطاقِ = فجرت سوابق دمعيَ المهراقِ) (1) إشارة للأغنية الحلبية الشهيرة: ( يا عمي خذني معك = عحلب أتفرج وديني خان الحرير = أشتري لِمطرز) 19/9/2016
التعديل بواسطة: فيصل سليم التلاوي
الإضافة: الثلاثاء 2016/09/27 12:49:01 صباحاً
التعديل: الاثنين 2017/01/09 05:22:04 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com