إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
السيد البرميل |
قفاه بطنه وبطنه قفاه ذرب اللسان |
يحفظ شعر المتنبي، ويقول الشعر أحيانا بلا أوزان |
لكنه يخطئ في الإملاء والإعراب |
يلقط في عيونه الحروف والخطوط والأرقام |
يحصي نقود العابرين وهي في جيوبهم تنقص أو تزداد |
يعيد ما يقول أو قاله الإمام |
في خطبة الجمعة أو في مأتم يقام |
يتقن فن الكذب والتزوير في الأحكام |
يركب كل موجة، لكنه يسقط قبل شاطئ الأمان |
ثدياه ثديا مومس عارية في الشمس |
تفتح ساقيها لقاء فلس |
له قرون التيس والخرتيت |
وضحكة الخنيث |
لسانه حبل غسيل في الضحى وفي الدجى منشار |
تنشر فيه جثث الأموات |
وقطع الحديد والأحجار |
وخرقة تمسح فيها كلمات الله |
رأيته في مدن الشرق وفي أسواقها يبصق في عيونه الحدّاد |
وبائع الخضار والعطار |
وهو على الرصيف في مذلة القواد |
ممدّدٌ يتبع في عيونه وقع خطى الأصوات والشفاه |
ويقرأ المكتوب في دفاتر الأطفال |
ومزق الجرائد الصفراء |
وكتب الأسفار |
ويتبع الطيور للمنفى ويبني حولها أسوار |
وينصبُ الشِّراك |
لعاشق النور الذي تأكله النسور فوق السور |
وهو على صليبه مرتحل وكائن موجود |
ورافض مرفوض |
والسيد البرميل |
يظهر في كل زمان ومكان شاهدا، مزورا قواد |
في حرم الطغاة |
وفي طوابير اللصوص وصفوف مخبري السلطان |
يسرق أسلاب الضحايا ساعة الإعدام |
يتلو على الجلاد والضحية الآيات |
وعبر التاريخ والعظات |
وينتهي كما انتهى اللصوص والشطار |
عبدا إلى أسياده وخادما للبيع والإيجار. |