عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > الكلب هول

مصر

مشاهدة
3065

إعجاب
3

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الكلب هول

كلبٌ ينم على الجُنْاةُ
تمشي العدالة في خُطاهْ
إن قال، أرهفت النيا
بةُ سمعَها، وصغا القضاة
كم أفلت الجاني، فشمَّ
ر ساعديه، واقتفاه
لم يُعْي أهلَ البحث سرُّ
غامضٌ إلا جلاه
يستخرج السرَّ الدفي
نَ، كأنه بعض الحواة
وكأنما هو إذ ترا
ه مشعوذ يتلو رُقاه
عَيُّ اللسان وإنما
في أنفه جُمعتْ قواه
هو لا يحيد عن الصوا
ب، ولا يحابي من رشاه
لا يعْرف القربى ولو
كان الذي يجني أخاه
هيهات! لا إشكالَ فيما
يدَّعيه ولا اشتباه
كم ناطق تبع الهوى
فَلوى بغير الحق فاه
ضلَّ ابنُ آدمَ نهَجَهُ
حتى رأى كلبًا هداه
ما أضعف الإنسان مق
درةً، وأكثرَ ما ادعاه!
قد بات يرعى الأمنَ «هو
لُ»، وغيرُهُ يرعى الشياه
كلبٌ عصاميّ بنتْ
أركانَ دولته يداه
يا رُبَّ مفتخر علي
ك يبيت مجد ما بناه
كلبٌ وضيعُ الأصل لا
ليثٌ، ولا ليثٌ نماه
استقبلوه مصفقي
ن، كأنه بعضُ الغزاة
كم ودَّ شبل شرّى بجد
ع الأنف لو أضحى أباه
خافته دون الله أف
ئدةُ الجبابرة الطغاة
يخشاه من لا أُذْنَ تس
معُهُ، ولا عينٌ تراه
عجبًا يخاف الكلبَ قو
مٌ لا يخافون الإله!
شيخَ الكلاب، أخفت ذئ
بَ الأنس، لا ذئب الفلاة
لهجت بذكرك ألسُنٌ
وروت حوادثَكَ الرواة
وسلبت كلبَ الكهف ما
بيديه من عز وجاه
لم تقض في النوم الحيا
ةَ كما قضى فيه الحياة
لكن سهرتَ على السَّلا
م، وبات ينعم في كراه
صاد الكلابُ فكان صي
دُهم الحمامة والقطاه
وأنفت من صيد البزا
ة قصدت صياد البُزاة
إن طوقوك، فطالما
طوقت أعناق العتاة
أو سلسلوك، فطالما
سلسلت أقدام العصاة
يأيها الواشي، رعا
ك الله من بين الوشاة!
يا ربَّ مظلومٍ له
كُتبت على يدك النجاة
بإشارة منك الحيا
ةُ لمن تشاء، أو الوفاء
للأمن شرطيِّ علي
هِ ساهر يحمي حماه
لا يستقلُّ بمكتب
بين البراعة والدواة
قبض المرتبَ غيرُه
والخبْزُ في الدنيا كفاه
ما زان معصمَه شري
ط، أو تألق منكباه
أدَّى لوجه الله وا
جَبهُ بحزم وانتباه
متواضع بين الجنو
د، يلين إذ يقسو القساة
يا رُبَّ جنديِّ بدا
لك «بيدقًا» في ثوب «شاه»
يمشي فيغضب حين لا
تعنو لطلعته الجباه
قالوا: أتطرى الكلب؟ قل
تُ لهم: ومن أطري سواه؟
يرعى الوداد، وما رأي
ت من الأنام فتىً رعاه
لا أبتغي صلةَ الأنا
م؛ فكلهم مثلي عفاة
كم لذَّ طعم وعودهم
عند المرور من الشفاه
فتبخرت تلك الوعو
دُ؛ كما تبخرت المياه
الصلب بين الناس إن
أنت استندت إليه واه
والليثُ فيهم ساعة ال
جُلَّي يفرُّ فرار شاه
لا يؤمَنون على الأذى
والكلب مأمونٌ أذاه
سألوا الكلاب الحقَّ إذ
وجدوه بين الناس تاه
محمود غنيم

الرسالة 19 من أغسطس سنة 1938م
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2016/01/14 04:28:22 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com