إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ما كنت أصنعُ يا تُرى لو كنتُ أصغر؟ |
لو كان قلبي لا يزال يمورُ بالتذكارِ |
والأشعارُ تقطرُ رقةً وتذوبُ سُكَر |
لو أن قافيتي التي هَرِمَت |
تعود لها نضارتها |
فتشرقُ مَبسمًا وتشعُ جوهر |
ما كنتُ يا سمراءُ ساعتها |
ضللتُ الدربَ أو حُلمي تبعثر |
سمراءُ يا سحرَ الوجودِ |
وبسمة الثغر المُعطَّر |
ووجيبَ هذا القلب، خًفقَتهُ |
إذا يومًا توجعَ أو تذكَّر |
سمراءُ لو وافيتني والعمرُ أبكر |
لنثرتُ حقلكِ لؤلؤًا |
وبذرتهُ مسكًا وعنبر |
وجعلتهُ كرمًا على دربٍ * |
وقِبلةَ عاشقينِ وصحنَ مرمر |
لو كنتُ يا سمراءُ أصغر |
لو دارت الأيام دورتها |
أعادتني لرأس النبعِ |
للدربِ الطويلِ |
لخطوتي الأولى |
ولَوْ خطوي تَعَثَر |
لكسرتُ ريشتيَ التي صَبَغَتْ تلاويني |
وأشعاري التي غنيتُها دهرًا |
لكنتُ حبستها في قُمقمٍ |
ما احتجتُ قرطاسًا ودفتر |
لذَريتُها في الريحِ |
واستبدلتها قيثارةً |
بفمِ الزمانِ إذا تباهى أو تبختر |
قيثارةً أزليةً تنسابُ بالشَجِنِ المُقَطَّر |
لو كنت أصغر |
لو كنت أدري أن هذا العمر أيامٌ وساعاتٌ وأقصر |
لضننتُ باللحظاتِ أنفقها |
لأَبلُغَ مادِرًا أو صرتُ أقتَر** |
لو أن هذا الشيب أبطأ أو توانى أو تأخر |
لأتيتُ من لهفٍ إليكِ |
أغُذُّ سيريَ، أنهبُ الفلواتِ |
أطوي عَرْضَها والسَّمْتُ أغبر |
لو كنتُ يا سمراءُ أصغر |
لبذرتُ أيامي على الطرقاتِ |
ثم قعدتُ منتظرًا لأحصد موسمًا |
يأتي به حقلٌ وبيدر |
لكنهُ الوهمُ الذي منَّى، تدَلّى، ثم أدبر |
لا الموسمُ المنشودُ هلَّ |
ولا الجنى المأمولُ أثمر |
أغفى على زَبَدِ الوعودِ |
فما تقدمَ أو تأخر |
لو كنتُ يا سمراءُ أصغر |
كنتُ استمعتُ لناصحٍ |
وعذرتُ لومةَ لائمٍ |
وعَذَلتُ هذا القلب |
عن هَوَسٍ أطار بِلُبهِ |
ورماهُ مشجوجًا مُعَفَّر |
كنتُ استرقتُ خُطايَ |
ما نَهَشَتْ سراديبُ المتاهةِ وقعَ أقدامي |
وكنتُ رجعتُ أدراجي على مهلي |
وكان الدربُ أخضر |
ولكنت ساعتها أفقتُ |
وقلتُ ما قال الحكيمُ وقد تدبَّرَ أو تَفَكَّر: |
لا البعثُ بعثي، لا ولا الجندُ الذين تنكبوا، |
قلبوا لنا ظهر المِجَنِّ، أَعُدُّهُمْ في الناس عسكر. *** |