أُعيذُ القوافي زاهياتِ المطالعِ | |
|
| مزاميرَ عزّافٍ، أغاريدَ ساجعِ |
|
لِطافاً بأفواه الرُّاة، نوافذاً | |
|
| إلى القلب، يجري سحرهُا في المسامع |
|
تكادُ تُحِسّ القلبَ بين سُطورها | |
|
| وتمسَحُ بالأردانِ مَجرى المدامع |
|
بَرِمْتُ بلوم الَّلائمين، وقولِهم ْ: | |
|
| أأنتَ إلى تغريدةٍ غيرُ راجع |
|
أأنتَ تركتَ الشعر غيرَ مُحاولٍ | |
|
| أمِ الشعرُ إذ حاولتَ غيرُ مطاوع |
|
وهْل نضَبتْ تلك العواطفُ ثَرَّةً | |
|
| لِطافاً مجاريها، غِرارَ المنابع |
|
أجبْ أيّها القلبُ الذي لستُ ناطقاً | |
|
| إذا لم أُشاورْهُ، ولستُ بسامع |
|
وَحدِّثْ فانَّ القومَ يَدْرُونَ ظاهراً | |
|
| وتخفى عليهمْ خافياتُ الدوافِع |
|
يظُنّونَ أنّ الشِّعْرَ قبسةُ قابسٍ | |
|
| متى ما أرادُوه وسِلعةُ بائع |
|
أجب أيُّها القلبُ الذي سُرَّ معشرٌ | |
|
| بما ساءهُ مِنْ فادحاتِ القوارِع |
|
بما رِيع منكَ اللبُّ نفَّسْتَ كُربةً | |
|
| وداويتَ أوجاعاً بتلكَ الروائع |
|
قُساةٌ مُحبّوك الكثيرونَ إنَّهمْ | |
|
| يرونكَ – إنْ لم تَلْتَهِبْ – غيرَ نافع |
|
وما فارَقَتْني المُلْهِباتُ وإنَّما | |
|
| تطامَنْتُ حتّى جمرُها غيرُ لاذعي |
|
ويا شعْرُ سارعْ فاقتَنصْ منْ لواعجي | |
|
| شوارِدَ لا تُصطادُ إنْ لم تُسارِع |
|
ترامْينَ بعضاً فوقَ بعضٍ وغُطّيتْ | |
|
| شَكاةٌ بأخرى، دامياتِ المقاطع |
|
وفَجِّر قُروحاً لا يُطاقُ اختِزانُها | |
|
|
ويا مُضْغَةَ القلبِ الذي لا فَضاؤها | |
|
| برَحْبٍ ولا أبعادُها بشواسِع |
|
أأنتِ لهذي العاطفاتِ مفازَةٌ | |
|
| نسائِمُها مُرْتْجَّةٌ بالزعازِع |
|
حَمَلْتُكِ حتَّى الأربعينَ كأنَّني | |
|
| حَمَلْتُ عَدُوّي من لِبانِ المراضع |
|
وأرْعَيْتِني شَرَّ المراعي وبِيلةً | |
|
| وأوْرَدْتِني مُسْتَوَبآتِ الشَّرائع |
|
وَعَّطْلت مِنّي مَنْطِقَ العقلِ مُلقياً | |
|
| لعاطفةٍ عَمْيا زِمامَ المُتابِع |
|
تَلفَّتُّ أطرافي ألمُّ شتائتاً | |
|
| من الذكرياتِ الذّاهباتِ الرواجع |
|
تحاشَيْتُها دَهْراً أخافُ انبعاثَها | |
|
| على أنَّها معدودةٌ مِنْ صنائعي |
|
على أنَّها إذ يُعْوِزُ الشِّعْرَ رافِدٌ | |
|
| تلوحُ له أشباحُها في الطلائع |
|
فمنها الذي فوقَ الجبينِ لوقعهِ | |
|
| يدٌ،ويدٌ بين الحشا والأضالع |
|
فمنها الذي يُبكي ويُضحِك أمرُهُ | |
|
| فيفتُّر ثغرٌ عِنْ جُفونٍ دوامع |
|
ومنها الذي تدنو فتبعدُ نُزَّعاً | |
|
| شواخِصُهُ مِثْلَ السَّرابِ المُخادع |
|
ومنها الذي لا أنتَ عنهُ إذا دَنا | |
|
| براضٍ ولا منهُ – بعيداً – بجازع |
|
حَوى السِجنُ منها ثُلَّةً وتحدَّرَتْ | |
|
| إلى القبرِ أخرى، وهي أمُّ الفجائع |
|
وباءتْ بأقساهُنَّ كَفّي وما جَنَتْ | |
|
| مِن الضُرِّ مما تَتَّقيهِ مسامعي |
|
ومكبْوتةٍ لم يشفَعِ الصَّفْحُ عندَها | |
|
| مددتُ إليها مِنْ أناةٍ بشافِع |
|
غَزَتْ مُهجتي حتَّى ألانَتْ صَفاتَها | |
|
| ولاثَتْ دمي حتى أضَرَّتْ بطابَعي |
|
رَبتْ في فؤادٍ بالتشاحُنِ غارِقٍ | |
|
| مليءٍ، وفي سمَّ الحزازاتِ ناقع |
|
كوامِنُ مِنْ حِقْدٍ وإثمٍ ونِقْمَةٍ | |
|
| تَقَمَّصْنَني يَرْقُبْنَ يومَ التراجُع |
|
وُقْلتُ لها يا فاجراتِ المَخادِع | |
|
| تَزَيَّيْنَ زِيَّ المُحصَناتِ الخواشع |
|
وقَرْنَ بصدْرٍ كالمقابر مُوحشٍ | |
|
| ولُحْنَ بوجهٍ كالأثافيِّ سافِع |
|
وكُنَّ بريقاً في عُيوني، وهِزَّةً | |
|
| بجسمي، وبُقْيا رَجفَةٍ في أصابعي |
|
وأرعَبْنَ أطيافي وشَرَدْنَ طائفاً | |
|
| مِن النوم يَسري في العيون الهواجع |
|
ودِفْنَ زُعافاً في حياتي يُحيلُها | |
|
| إلى بُؤرةٍ من قسوةٍ وتقاطُع |
|
وعلَّمْنَني كيفَ احتباسي كآبَتي | |
|
| وكيفَ اغتصابي ضِحكةَ المُتَصانِع |
|
وثُرْنَ فظيعاتٍ إذا حُمَّ مَخْرَجٌ | |
|
| وقُلْنَ ألسنا من نَتاجِ الفظائع |
|
ألسنا خليطاً مِنْ نذالةِ شامتٍ | |
|
| وَفْجرَةِ غَدّارٍ وإمْرَةِ خانع |
|
تحلَّبَ أقوامٌ ضُرُوعً المنافِع | |
|
| ورحتُ بوسقٍ من أديبٍ وبارع |
|
وعَلَّلتُ أطفالي بَشرِّ تعلِّةٍ | |
|
| خُلودِ أبيهم في بُطونِ المجامع |
|
وراجعتُ أشعاري سِِجَّلاً فلم أجِدْ | |
|
| بهِ غيرَ ما يُودي بِحِلْمِ المُراجِع |
|
ومُسْتَنْكرٍ شَيْباً قُبيلَ أوانهِ | |
|
| أقولُ له: هذا غبارُ الوقائع |
|
طرحتُ عصا التِّرحالِ واعتَضتُ متْعباً | |
|
| حياةَ المُجاري عن حياةِ المُقارِع |
|
وتابَعْتُ أبْقَى الحالَتْينِ لمُهجتي | |
|
| وإنْ لم تَقُمْ كلْتاهُما بِمطامعي |
|
ووُقِّيتُ بالجبنِ المكارِهَ والأذى | |
|
| ومَنْجى عتيقِ الجُبن كرُّ المَصارِع |
|
رأيتُ بعيني حينَ كَذَّبْتُ مَسْمَعي | |
|
| سماتِ الجُدودِ في الحدود الضَّوارع |
|
وأمعنتُ بحثاً عن أكفٍُّ كثيرةٍ | |
|
| فألفيتُ أعلاهُنَّ كَفَّ المُبايع |
|
نأتْ بي قُرونٌ عن زُهيرٍ وردَّني | |
|
| على الرُّغمِ منّي عِلْمُهُ بالطبائع |
|
أنا اليومَ إذ صانعتُ، أحسنُ حالةً | |
|
| وأُحدوثةً منّي كغير مصانع |
|
خَبَتْ جذوةٌ لا ألهبَ اللهُ نارَها | |
|
| إذا كانَ حتماً أنْ تَقَضَّ مضاجعي |
|
بلى وشكرتُ العْمرَ أنْ مُدَّ حَبْلُه | |
|
| إلى أنْ حباني مُهلةً للتراجُع |
|
وألْفَيتُني إذ علَّ قومٌ وأنهلوا | |
|
| حريصاً على سُؤرِ الحياةِ المُنازَع |
|
تمنَّيتُ مَنْ قاسَتْ عناء تطامُحي | |
|
| تعودُ لِتَهْنا في رَخاءِ تواضعي |
|
فانَّ الذي عانَتْ جرائرَهُ مَحَتْ | |
|
| ضَراعتُهُ ذَنْبَ العزيزِ المُمانِع |
|