عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محمد مهدي الجواهري > الثورة العراقية

العراق

مشاهدة
6726

إعجاب
6

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الثورة العراقية

لعل الذي ولى من الدهر راجع
فلا عيش إن لم تبق إلا المطامع
غرور يمنينا الحياة: وصفوها
سراب وجنات الأماني بلاقع
نسر بزهو من حياة كذوبة
كما افتر عن ثغر المحب مخادع
هو الدهر قارعه يصاحبك صفوه
فما صاحب الأيام إلا المقارع
إلى ما التواني في الحياة وقد قضى
على المتواني الموت هذا التنازع
ألم تر أن الدهر صنفان أهله
أخو بطنه مما يعد وجائع
إذا أنت لم تأكل أكلت، وذلة
عليك بأن تنسى وغيرك شائع
تحدث أوضاع العراق بنهضة
ترددها أسواقه والشوارع
وصرخة أغيار لإنهاض شعبهم
وإنعاشه تستك منها المسامع
لنا فيك يانشء العراق رغائب
أيسعف فيها دهرنا أم يمانع
ستأتيك يا طفل العراق قصائدي
وتعرف فحواهن إذ أنت يافع
ستعرف ما معنى الشعور وكم جنت
لنا موجعات القلب هذي المقاطع
بني الوطن المستلفت العين حسنه
أباطحه فينانة والمتالع
يروي ثراه الرافدان وتزدهي
حقول على جنبيها ومزارع
تغذيه أنفاس النسيم عليلة
تذيع شذاهن الجبال الفوارع
أأسلمتوه وهو عقد مضنة
يناضل عن أمثاله ويدافع
وقد خبروني أن في الشرق وحدة
كنائسه تدعو فتبكي الجوامع
وقد خبروني أن للعرب نهضة
بشائر قد لاحت لها وطلائع
وقد خبروني أن مصر بعزمها
تناضل عن حق لها وتدافع
وقد خبروني أن في الهند جذوة
تهاب إذا لم يمنع الشر مانع
هبوا أن هذا الشرق كان وديعة
فلابد يوماً أن ترد الودائع
ويوم نضت فيه الخمول غطارف
يصان الحمى فيهم وتحمى المطالع
تشوقهم للعز نهضة ثائر
حنين ظماء أسلمتها المشارع
هم افترشوا خد الذليل وأوطئت
لأقدامهم تلك الخدود الضوارع
لقد عظموا قدرا وبطشا وإنما
على قدر أهليها تكون الوقائع
وما ضرهم نبوا السيوف وعندهم
عزائم من قبل السيوف قواطع
إذا استكرهوا طعم الممات فأبطأوا
أتيح لهم ذكر الخلود فسارعوا
وفي الكوفة الحمراء جاشت مراجل
من الموت لم تهدأ وهاجت زعازع
أديرت كؤوس من دماء بريئة
عليها من الدمع المذال فواقع
هم أنكأوا قرحا فأعيت أساته
وهم اوسعوا خرقا فأعوز راقع
بكل مشب للوغى يهتدى به
كما لاح نجم في الدجنة ساطع
ومما دهاني والقلوب ذواهل
هناك وطير الموت جاث وواقع
وقد سدت الأفق العجاجة والتقت
جحافل يحدوها الردى وقطائع
وقد بح صوت الحق فيها فلم يكن
ليسمع، إلا ما تقول المدافع
كمي مشى بين الكمات وحوله
نجوم بليل من عجاج طوالع
يعلمهم فوز الأماني ولم تكن
لتجهله لكن ليزداد طامع
وما كان حب الثورة اقتاد جمعهم
إلى الموت لولا أن تخيب الذرائع
هم استسلموا للموت، والموت جارف
وهم عرضوا للسيف، والسيف قاطع
بباخرة فيها الحديد معاقل
تقيها وأشباح المنايا مدارع
وإن أنس لا أنس الفرات وموقفا
به مثلت ظلم النفوس الفظائع
غداة تجلى الموت في غير زية
وليس كراء في التهيب سامع
تسير وألحاظ البروق شواخص
إليها وأمواج البحار توابع
تراها بيوم السلم في الحسن جنة
بها زخرفت للناظرين البدائع
على أنها والغدر ملء ضلوعها
على النار منها قد طوين الأضالع
مدرعة الأطراف تحمي حصونها
كمأة بطيات الحديد دوارع
ألا لا تشل كف رمتها بثاقب
حشتة المنايا فهو بالموت ناقع
من اللآء لا يعرفن للروح قيمة
سواء لديها شيب ورضائع
فواتك كم ميلن من قدر معجب
كما ميل الخد المصعر صافع
أتتها فلم تمنع رداها حصونها
وليس من الموت المحتم دافع
هنالك لو شاهدتها حين نكست
كما خر يهوي للعبادة راكع
هوت فهوى حسن وظلم تمازجا
بها وانطوى مرأى مروع ورائع
فان ذهبت طي الرياح جهودنا
فعرضك يا أبناء يعرب ناصع
ثبت وحسب المرء فخراً ثباته
كما ثبتت في الراحتين الأصابع
ومحي لليل التم يحمي بطرفه
ثغوراً أضاعتها العيون الهواجع
تكاد، إذا ما طالع الشهب هيبة
تخر لمرآه النجوم الطوالع
مدبر رأي كلف الدهر همه
فناء بما أعيا به وهو ظالع
مهيب إذا رام البلاد بلفظة
تدانت له أطرافهن الشواسع
ينام باحدى مقلتيه ويتقي
بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع
يحف به كل أبن عم إذا رنا
إلى الحي ردت مقلتيه المدامع
يرى أينما جال اللحاظ مهاجما
يصول وما في الحي عنه مدافع
تثور به للموت أبية
وتأبى سوى عاداتهن الطبائع
يطارحه وقع السيوف إذا مشى
كما طارح المشتاق في الأيك ساجع
وقد راعني حول الفرات منازل
تخلين عن ألافها، ومرابع
دزائر من بعد الأنيس توحشت
وكل مقام بعد أهليه ضائع
جرى ثائراً ماء الفرات فما ونى
عن العزم يوماً موجه المتدافع
حرام عليكم ورده ما تزاحمت
على سفحه تلك الوحوش الكوارع
هم وجدوا حول الفرات أمانياً
لطافاً أضلتها نفوس نوازع
ولو قد أمدته السيوف بحدها
لغص بموار من الدم كارع
ومهر المنى سوق من الموت حرة
بها يرخص النفس العزيزة بائع
فلا توحدوه إنه يستمدكم
بأنفاسه تياره المتتالع
على أي عذر تحملون وقد نهت
قوانينكم عن فعلكم والشرائع
على رغم روح الطهر عيسى أذلتم
براء ذماء هونتها الفظائع
فيا وطني إن لم يحن رد فائت
عليك فان الدهر ماض وراجع
وأحلامنا منها صحيح وكاذب
وأيامنا منهن معط ومانع
كما فرق الشمل المجمع حادث
فقد يجمع الشمل المفرق جامع
وما طال عصر الظلم إلا لحكمة
تنبيء أن لابد تدنو المصارع
محمد مهدي الجواهري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2015/12/24 04:41:48 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com