إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كرائحةِ الطلْعِ، |
إذْ تتنامى خُيوطَ اشتهاءْ |
كأشرعةِ السفُنِ المرْمَريةِ، |
حينَ يُثيرُ فراقُ المرافئِ |
رَغبَتَها في البكاءْ |
تعِنِّينَ لي في ازدحامِ الينابيعِ |
سِرْبَ لُحونٍ تمرَّدَ ذاتَ صباحٍ |
لتتكئَ الشمسُ ناثرةً شَعْرَها القرْمُزيَّ |
على قريةِ في الجنوبْ |
يُداهِمُها جَذَلُ العائدينَ |
لأرصفةٍ تَحتفي بذَويها قُبيلَ الغروبْ |
*** |
لُهاثُ المزاميرِ |
يَهمي دفيئاً على شفتيكِ مُعَنَّى، |
له شكلُ حزني، |
وتلكَ الليالي القتيلهْ |
ليالٍ كما البحرِ ممطورةٍ بالغِناءْ |
يُهدْهِدُها مِعْزفٌ وجَديلهْ |
*** |
تَمُرِّينَ فوقَ احتراقي الكبيرْ |
أحاديثَ مِرْوحةٍ |
وطُيوراً تُخَبِّئُ أَشياءَها |
في كُرومِ السماءْ |
تخُطِّينَ في شَجرِ الحوْرِ اسمي، |
فأملأُ ذاكرتي |
من نعاسِ مُسافرةٍ في قطارِ المساءْ |
وأَتْلو عليكِ اعترافي الأخيرْ |
حزيران |
بعقوبة |
*** |
كأنه أنا |
آخِرُ مَقاماتِ الحَلاّج |
على جسدي وقفْتُ، |
فصِرْتُ ظِلاّ |
وقايضَني حُضورُ الفقْدِ شكْلا |
فقلتُ لصاحبي: |
كيف الصحارى تُفسِّرُ هجسَنا المائيَّ |
رَمْلا؟ |
تَداولَنا الهبوبُ بها |
غُموضاً، |
وحَمَّلنا |
هواءً مُضْمَحِلاّ |
تَسيلُ وجوهُنا فوقَ المَرايا، |
ويجرِفُنا الهباءُ الفَذُّ |
سَيْلا |
وتحْتَ |
وُعُورةِ الأشياءِ نبكي؛ |
لعلَّ غروبَنا… يلتمُّ نخْلا |
تُرتِّشُنا الفُيوضُ |
مَقامَ عشقٍ؛ |
ونَدخُل… |
في حَفيفِ الوجْدِ نصْلا |
بلا زمنٍ، |
ودُونَ مَدىً نغنِّي، |
فنسقُطُ |
في نُبوغِ السكْرِ قَتْلى |
إلى أينَ المسيرُ؟ |
وقد تَركْنا |
وراءَ أَناقةِ العَتَماتِ أهْلا |
هُمُ الشغفُ الكبيرُ، |
وكلُّ دربٍ لغيرِ سَخائهِمْ |
سيكونُ بُخْلا |
رحيلٌ |
لا يُبلِّلُهُ لِقاءٌ، |
ولا تَرجو لهُ السنَواتُ |
وَصْلا |
سِوى التَّذكارِ |
حينَ يجِفُّ أُفْقٌ |
يمرُّ على أنينِ الروحِ طَلاّ |
هناكَ |
على فَمي القُبلاتُ أَشْهى؛ |
وفي أذُنيَّ طعْمُ الريحِ |
أحْلى |
بلا قَدَمٍ |
أسيرُ إلى بُزوغي، |
إذا قدَمٌ أرادتْ أنْ تَزِلاّ |
وكانَ على بياضِ السيْفِ |
وقتٌ، |
توضَّأ منه إيمائي، |
وصَلّى |
فيا جَذَلَ المُشاةِ إلى هواهمٍ، تلمَّسْ غِبْطتي، |
فالروحُ جذْلى |
وكنْ أَملاً أَتوبُ على يديهِ، |
فيأسُ مَراكبي |
ما عادَ طفْلا |
سيكْفيني من البهَجاتِ |
برْقٌ؛ |
لأصرُخَ في عَرينِ الصمْتِ: |
كلاّ |
ويوقِدُ وحْشتي |
أيُّ انتباهٍ إلى امرأةٍ |
تمرُّ عليَّ عَجْلى |
سيُخفيها الظلامُ بألفِ سرٍ، |
ويترُكُني |
ببابِ اللّيلِ… قُفْلا |
أنا الرائي الذي حَدَسَتْهُ أرضٌ، |
وأينعَ فيهِ |
زهرُ الصحْوِ… هَوْلا! |
أنا الوطنُ الذي اختزلَ المَراثي بقامتِهِ، |
ومِنْ دَمِهِ تَدَلّى |
فكمْ خُضْنا معاً |
ماءً ضَريراً؛ |
وكمْ مَسَّحْتُ عن قَدميهِ وحْلا |
وكم نِمْنا |
على شَظَفِ الأماني، |
نُراوغُ دونَها الموتَ المُطِلاّ |
فيا امرأةً، |
تُرشْرِشُكِ السواقي، |
وتَزدهرُ الأُنوثةُ فيكِ |
حقْلا |
تعالَيْ، |
حِينَ يَغْشى اللّيلُ إسمي؛ |
فرائحةُ البلادِ |
تَجيءُ لَيْلا |