إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
زمانًا قد تغنينا: |
ألا ليت الفتى حجرُ |
وليت جبينه المشجوجَ في عليائه قمرُ |
ولكنا نقول اليوم: |
غاض الدمُّ، غاض الماءْ |
وجَمّل جبهة الدنيا |
بكل الكِبر والخُيلاءْ |
وزانَ الكون قرعُ حذاء |
له وقع الصواعقِ وارتجاجُ الأرض |
حيث تميدُ من طربٍ ومن إغماء |
وحيث جبينها الوضاءُ |
طاول في علاه النجم والجوزاء . |
ألا من يبلغ الزيديَّ |
أن حذاءَهُ قد طار في علياه |
وحلق في المدى متوغلا من أرضه لسماه |
فما طالته قاماتٌ، وما ارتفعت إليه جباهْ |
ولا لحقت به في مجده من وجدها الكلماتْ |
ولا خفقت بمثل رنينه الرايات |
ولا صدحت بمثل هتافه الدنيا |
ولا طربتْ |
ولا قد شنَّفتْ آذانها يوما عذوبة هذه النغماتْ |
فصاحت والمدى يمتد أغنية |
ترددها الجموع فتملأ الساحات والطرقاتْ |
تبحُ بها الحناجرُ، تنطفي من وهجها الأصواتْ |
تمني كل نفس نفسها |
من وجدها، يا ليتها في مثل هذا اليوم |
ما كانت سوى ما سددته يمين منتظر |
ألا سلمت يد الزيديْ |
ويا ليت الفتى قد كان مسمارا بإحدى فردة النعلين |
وليت الكون أمطرعندها طوفان أحذيةٍ |
يُمني المرء ساعتها |
لأحبابٍ وأصحابٍ |
لوأنهمُ ينالوا نفحةً قدسية منها |
لو أنهمُ تحول كل فردٍ منهمُ فردة |
وأهوت حيث قادتها |
وحيث مضت دليلتها |
مسددة مسيرتها |
وحيث حذاءُ منتظرٍ هوى |
فارتجّ سقف الكون |
وأعطى الأرض لونا أوحدا |
ما جرّبت من قبل هذا اللون |
وكان وداعْ |
على قدر المحبة |
طافحًا بالشوق والذكرى |
وكانت قبلة حرّى |
كأن صميمها شُعَلُ |
ألا فلتسعد القبل. |