إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
غسقُ المدينةِ يستحيلُ ضُحًى وعتمتها انبهارْ |
ونساؤها المتبرجاتُ نفضنَ أدران النهار |
وخلعن ما سبغَ الصباح على المفاتن من دِثار |
فتوهج الألقُ البهيجُ على روابٍ من نضار |
وتحرّق الظمأ الشهيُّ يُحيلها نوراً ونار. |
شبقُ المدينة حين يوغلُ عريُها ثملاً |
وتغرق في احمرار |
وأنا أهيم كريشةٍ تطفو على زَبَدِ الطوار |
وأنا ابن عوليس الذي ما ملّ طول الإنتظار |
وحدي وهذي الغرفة العزباء شطّ بها المزار |
أقعت على كتف الطريق، تجُبّ فاها مثل غار |
وتمطُّ أحشاءً تُغيّبني ويهمي في لياليها دُوار. |
وحدي وقد رحل القطار |
وطوى البراري والقفار |
وأنا تُركتُ على الرصيف تلفُّني ظُللُ الغبار |
وسندتُ ظهريَ للجدار |
متداعياً كان الجدارُ، كأن ساعة الانهيار |
أزفت، وحاصرني حصار |
لم أستسغ طعم الفرار |
وما جرُؤتُ على تسلق كبرياء الإنتحار |
وغرقت في وحلٍ وعار |
لا مثلهُ ذلُّ الإسار |
ولا تشظي القلب لحظة الانكسار |