إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أَذْعَنْتِ لِلدَّاعِي كَمَا لَمْ تُذْعِنِي! |
تَرَكْتِنِي غَرِيبَةً وَأُبْتِ نَحْوَ مَوْطِنِي! |
حَلَلْتِ غَيْبًا سَرْمَدِيًّا مُشْتَهًى |
وَلَمْ أَزَلْ هُنَا كَمَا تَرَكْتِنِي |
مَا زَادَ فِي فَوْضَايَ إِلَّا أَدْمُعِي |
وَصَفْحَةٌ بَيْضَاءُ فِيهَا أَلْفُ بَابٍ مُشْرَعٍ |
وَبَعْضُ قَلْبٍ سَاهِمٍ وَبَعْضُ حِبْرٍ أَرْعَنِ |
فِي أَضْلُعِي جَرْسٌ جَرِيحٌ كُلَّمَا أَغْفُو صَحَا |
يَهْتَزُّ فِي سَجَّادَةٍ تَاقَتْ لِهَمْسٍ فِي الضُّحَى |
فِي دَفْتَرِ الْأَذْكَارِ فِي يَاسِينَ |
فِي رُكْنٍ حَمِيمٍ لَمْ يَزَلْ يَنْعَى شَذًى |
صَلَّى بِهِ |
أَوْ سَبِّحَا |
فِي رَكْعَةٍ مَوْجُوعَةٍ |
أَوْ فِي سُؤَالٍ رَاجِفٍ عَنْ زَائِرٍ |
يَرْعَى الْأَسَى مُصَبِّحَا!! |
يَا حَفْصُ مَنْ يَمْحُو أَحَافِيرًا عَلَى مَلَامِحِي |
عِشْرُونَ عُمْرًا فِي يَدِي مَنْقُوشَةٌ |
وَمِثْلُهَا فِي دَفْتَرِ الْجَوَانِحِ |
مَنْ يَطْمِسُ الرُّسُومَ فِيمَا بَيْنَنَا |
وَأَنْتِ فِي هَوَاتِفِي |
فِي غُرْفَتِي عَلَى رُفُوفِ الْأَمْسِ فِي رَأْسِي |
وَفِي خَزَائِنِ الْمَخَاوِفِ |
مَنْ يُشْغِلُ الْحَنِينَ عَنْ تَغَافُلِ السَّوَانِحِ؟! |
لَوْ تَرْجِعِينَ سَاعَةً لِتَقْرَئِي طَلَاسِمِي |
عَلَى جَنَاحِ وَمْضَةٍ تَهُزُّ لِي مَدَارَجَ الْعَوَالِمِ |
لَوْ تَرْجِعِينَ سَاعَةً أَوْ لَحْظَةً أُخْرَى لِذَاكَ الْمَقْعَدِ |
كُنْتُ اعْتَذَرْتُ مِنْكِ عَنْ أَمْسِي وَرُبَّمَا اعْتَذَرْتُ عَنْ غَدِي |
عَمَّا قَصَدْتُ مِنْ سَخَافَاتِي وَمَا لَمْ أَقْصِدِ |
مَاذَا تُرَانِي قَدْ أَقُولُ حِينَهَا؟ |
قَدْ أَكْتَفِي بِالصَّمْتِ! |
قَدْ أَبْكِي! |
وَقَدْ تُفِيقُ فِيّ طِفْلَةٌ مَسْلُوبَةُ التَّمَائِمِ |
يَا حَفْصُ هَلْ وَافَتْكِ فِي الْمَرْقَى إِجَابَاتٌ لِتِلْكَ الْأَسْئَلَةْ |
تِلْكَ الَّتِي مَادَتْ بِتَهْوِيمَاتِنَا الْمُطَوَّلَةْ |
عَنْ لَمْسَةِ الطُّيُوفِ عَنْ مَلَامِحِ السَّدِيمِ |
عَنْ حَقِيقَةٍ تُطُلُّ مِنْ نَوَافِذِ النَّعِيمِ |
عَنْ كَوْنٍ تَرَيْنَهُ هُنَاكَ مِثْلَمَا |
رَأَيْتِنِي فِي أَمْسِنَا الْقَدِيمِ |
لَا |
لَا تُخْبِرِينِي الْآنَ يَا صَدِيقَتِي |
لَرُبَّمَا قَطَعْتُ بُعْدًا رَابِعًا إِلِيْكِ أَوْ |
أَرْسَلْتُ بَعْضِي فِي الرُّؤَى الْمُؤَوَّلَةْ |
لِأيِّنَا تَسَلَّلَ الْفَنَاءُ يَا رَفِيقَتِي الْمُغَيَّبةْ؟! |
تِلْكَ الَّتِي تَلفَّعتْ بِطُهْرِهَا |
وَاسْتَمْطَرَتْ سَحَائِبَ الدُّعَاءِ |
ثُمَّ غَادَرَتْ |
إِلَى السَّمَاءِ حُرَّةً |
مَحْفُوفَةً بِالْحُبِّ وَالصَّلَاةِ وَالْمَوَاجِعِ الْمُطَيَّبَةْ |
أَمِ الَّتِي تَرْعَى فُتَاتَ الْأَمْسِ فِي دَوَّامَةٍ |
مَنْسِيَّةٍ |
تَلُوكُ كُلَّ لَحْظَةٍ آمَالَهَا المُخَيَّبَةْ |
يَا لَيْتَنَا سِرْنَا مَعًا لِذَلِكَ الْمَقَامْ |
كُنْتُ انْتَهَيْتُ مِنْ حَيَاةٍ قَدْ نَمَا |
خَرِيفُهَا خَلْفِي |
وَمَدَّ ظِلَّهُ أَمَامِي |
مِنْ غُرَبَتِي |
مِنْ هَذِهِ الرُّوحِ الَّتِي |
تَنْسَلُّ مِنِّي ثُمَّ تُزْجِينِي إِلَى حُطَامِي |
يَا حفْصُ مُدِّي لِي يَدَيْكِ إِنَّنِي |
هَوَّمْتُ فِي مَرَامِهَا |
وَتُهْتُ عَنْ مَرَامِي |
إِنِّي أَرَاكِ الْآنَ فِي رَغْدٍ كَمَا لَمْ تَفْعَلِي |
فِي وَجْهِكِ النُّورِيِّ فَيْضٌ مِنْ شَبَابٍ أَوَّلِ |
أُصْغِي لِهَمْسٍ دَافِئٍ مِنْ حُسْنِكِ الْمُرَتَّلِ |
أَرَاكِ طَيْفًا يَقْتَفِيهِ الصُّبْحُ كَيْ يُغَرِّدَا |
وَالنُّورُ يُرسِي مَوْجَهُ بِضَفَّتَيْهِ سَرْمَدَا |
أُحُسُّ عِطْرَكِ الْقَدِيمَ |
جَنَّةً بِالْحُبِّ تَغْمُرُ الْمَدَى |
أَسْتَوْدِعُ الرَّحْمَنَ رَسْمًا مُسْتَكِينًا فِي دَمِي |
هَوَاجِسِي فِي تَيْنِكَ الْعَيْنَينِ |
تَارِيخِي عَلَى ذَاكَ الْفَمِ |
عِقْدِي بِذَاكَ الْجِيدِ |
وَشْمِي فَوْقَ ذَاكَ الْمِعْصَمِ |
أَسْتَوْدِعُ الرَّحْمَنَ قَلْبًا فِي طَرِيقِهِ مَضَى |
أَمَّلْتُ مِنْهُ سَاعَةً |
مِنْ أُنْسِنَا |
فَأَعْرَضَا |
سَلّمْتُهُ لِلْغَيْبِ |
ثُمَّ عُدْتُ أَسْتَجْدِي الرِّضَا |
أَسْتَوْدِعُ الرَّحْمَنَ صَدْرًا سَاكِنَ الشَّكْوَى |
وَجَفْنًا مُغْمَضَا |