|
|
هذا الفتى ذو السبع عشرة ركعة
|
|
|
|
فصحاه من أقصى الصعيد وصوته
|
|
بانت سعاد من المجاز سبقتهُ
|
|
|
|
من أول العشرين أرفع أحرفي
|
فوق الهزيمة والجمال عتادي
|
أو كلما اقترب المكان نأى بنا
|
|
لا نشتكي الأبعاد أوجع غربة
|
هي غربة الأرواح في الأجساد
|
|
من دينِه للحبِّ دونَ سدادِ؟
|
آمنتُ حتى النزف إصبعُ طفلةٍ
|
تكفي لتهزم أعصرَ استبدادِ
|
أحتاجُ أن آبكي بقلبٍ باسمٍ
|
كالشمعِ حين َيضيءُ دونَ حِدادِ
|
أُصغي إلى صمتِ الشهيدِ يقول لي:
|
إنَّ الكتابةَ حالةُ استشهادِ
|
كذِبَ المؤرخُ حين قالَ محايدا:
|
ضَعْفُ الفريسةِ فتنةُ الصيَّادِ
|
هذا الوقوفُ على الحياد خيانةٌ
|
والشِّعرُ مثلُ الحبِّ غيرُ حيادِيْ
|
قَدَرُ القصيدةِ أنْ تُؤرخَ وحدها
|
وجعَ الضحيةِ لا يد الجلادِ
|
أنا لا أطيع الشعرَ حين يطيعني
|
حتى أدينَ بطاعةِ النقَّادِ؟
|
يجري دمي أعلو كما يعلو دمي
|
فيكاد ينبضُ قلبُ كلِّ جمادِ
|
في وقفة الميدان قلت لنائم
|
نومَ الخيانة في سرير فسادِ
|
نمْ ملءَ رعبِكَ عين ُ شعبِك لم تنمْ
|
إلا منامَ السيفِ في الأغمادِ
|
جئناكَ من وجعِ السنينِ جراحُنا
|
عريانةُ الصرخاتِ دونَ ضِمادِ
|
قلنا لك: ارحلْ فابتسمت لنا دما
|
|
من أي أودية الجحيم أتيتنا
|
|
أطلقْ ضِباعَك ما استطعتَ بلحمِنا
|
فلنسمعنَّكَ زأرةَ الآسادِ
|
أمُّ النبوَّاتِ القديمة أرسلتْ
|
موسى إلى فرعونَ ذي الأوتادِ
|
هي مصرُ فاخلعْ كبرياءَك صاغرًا
|
هذا الترابُ لراكعٍ سَجّآدِ
|
وطنٌ تُتِمُّ الشمسُ فيه صلاتَها
|
ضوءًا يشعُّ بِجبهةِ العُبّادِ
|
هي مريمُ العذراءُ أو هي هاجر
|
في وحشة الصحراء حين تنادي
|
أمي وأمُّ المؤمنينَ وأمةٌ
|
في رَكْبِ إبراهيمَ وهْوَ الحادي
|
ظمئت بهاجر وهي تسقي طفلَها
|
بشرى الكرامةِ بالنبي الهادي
|
هل كان يكفي أن نضيءشموعَنا
|
حول المسيح بليلة الميلادِ
|
|
في ليلة الإسراءِ فوقَ الوادي
|
|
|
|
نمشي إليه ولو على الأكباد
|
هو صبرُ أيوبَ الطويل وصتبرُنا
|
للشامتينَ بحزنِنا الوقّادِ
|
لم تُحصِ دمعتَهم كما أحصيتَهم
|
ونسيْتَهم في دفترِ التّعدادِ
|
كَبروا بعيدا عن مزادِك كلما
|
جاعوا لتطغى إثْرَ كلِّ مَزادِ
|
فُقرا وعاديونَ لم تنظرْ لهم
|
وسيدهشونَك بالجمالِ العادي
|
|
هو حكمةُ الأجدادِ في الأحفادِ
|
|
|
في الصيف ابتكر الشتاء قصيدةَ
|
|
ياصيف طيبني الهجير فردَّني
|
رطبًا جنيا في نخيل الوادي
|
عتباك والفقراء أبناء السما
|
|
عصرتهم السبع العجاف وحظهم
|
|
|
وأمسح ظلال اليتم عن أولادي
|
قل لابنتي السمراء، قل لحبيبتي:
|
ابتسمي فبين البسمتين وسادي
|
تعبت خطايَ ولا أزال مسافرا
|
|
|
لأتمَّ لاسمِ الجنةِ استعدادي
|
لو طاوعتني الأبجدية عاشقا
|
لكتبتُ فيك نَشِيْدَةَ الإنشادِ
|
ولقلتُ لابن زريق لا تكتبْ معي
|
نهرُ الفراتِ يفيضُ فوق مِدادي
|
مازرتُ في المنفى البعيدِ مدينةً
|
|
تتخوفينَ الفقد أقتل عادةٍ
|
أنْ توجعي فقدًا وأنْ تعتادي
|
يدكُ ..الحنانُ يدُ الأمومة طيَّبتْ
|
ليدِ الطفولةِ كعكةَ الأعيادِ
|
ويدي أحنُّ من الحنين وغربتي
|
بأس الحديدِ بساعدِ الحدَّادِ
|
وكطائِرين مُصفَّدين بضمةٍ .
|
حُريتانِ ونحنُ في الأصفادِ
|
قد نلتقي في الشوق حتى نلتقي
|
|
قرب الخليج بلا سيوف قبائل
|
|
في أم درمان الصبابة والصبا
|
في قبلة النيلين ذات ودادِ
|
|
في صنعاء في بيروت في بغداد
|
|
في القدس أو بكنيسة الميلاد
|
أو في الجمال المغربي متوجا
|
|
وطني هو المنفى وأنت بعيدة
|
فإّذا التقينا فالبلاد بلادي
|