للشوقِ عِندكَ مُقعِدٌ ومُقيمُ | |
|
| ذاك الصِّحيحُ وأنتَ منهُ سقيمُ |
|
إن كانَ هذا الشوقُ داءً حادثاً | |
|
| فالحُبُّ داءٌ في الفُؤادِ قديمُ |
|
في كُلِّ قلبٍ للصَّبابةِ مَنزِلٌ | |
|
| ولكلِّ صَبٍّ مشرَبٌ معلومُ |
|
والحُبُّ أشبَهُ بالحبيبِ كَرامةً | |
|
| فكريمُهُ حيثُ الحبيبُ كريمُ |
|
جَرَتِ القُلوبُ على الخِلافِ لحكمةٍ | |
|
| إنَّ الذي خَلَقَ القُلوبَ حكيمُ |
|
لولا التَّفاوتُ في البريَّةِ لم يكُنْ | |
|
| وَجهٌ بمَصحلةِ العبادِ يقومُ |
|
في كل عينٍ نُزهةٌ وطُلاوةٌ | |
|
|
ولَعلَّ بعضَ السيئاتِ بزَعمِهمْ | |
|
| حَسَنٌ وبعضَ الطيباتِ ذميمُ |
|
ولَرُبَّ عاذِرِ نفسِهِ في خَلَّةٍ | |
|
| يَنْهاكَ عنها ناصحاً ويلومُ |
|
وإذا انتهيتَ ظلمتَ نفسكَ مرَّةً | |
|
| فلَعلَّ بعضَ الناصحينَ ظَلُومُ |
|
أهلُ الزَّمانِ على خِلافٍ لازمٍ | |
|
| مِثلَ الزَّمانِ وفي الخِلافِ لُزومُ |
|
أحكامُ دَهرٍ ليسَ يَعلَمُ سِرَّها | |
|
|
أنتَ المُشارُ إليه في ما نَدَّعي | |
|
| يا مَن لهُ المنطوقُ والمفهومُ |
|
يا بحرَ فيضٍ والبحارُ جداولٌ | |
|
| يا بدرَ تمٍّ والبُدورُ نجومُ |
|
يا سيّداً جادَ الزَّمانُ لنا بهِ | |
|
| خَجَلاً لمن قال الزَّمانُ لئيمُ |
|
لكَ في الكلامِ فوائدٌ منثورةٌ | |
|
| حَكَمت بأن يُهدَى لكَ المنظومُ |
|
تلك الحقائقُ في عُلاكَ تحجَّبت | |
|
| وبَدَت لعين الناظرِينَ رُسومُ |
|
اطعلتَ من سِحرِ البيانِ لطائفاً | |
|
| سُحَراءُ بابلَ دُونَهُنَّ تَهيمُ |
|
أحيا عُلومَ الأوَّلين بك الذي | |
|
| يُحيِى عِظامَ المَيْتِ وَهْيَ رميمُ |
|
هذا سلَيمانُ الوَرَى لكنَّهُ | |
|
| في طاعةِ الرَّحمن إبراهيمُ |
|
لا تُنكِرُ الإفرنجُ رِفعةَ شأنهِ | |
|
| والتُركُ قد شَهِدت لهُ والرُّومُ |
|
دَينٌ علينا حمدُهُ ومديحُهُ | |
|
| ولكلِّ دَينٍ طالبٌ وغريمُ |
|
ولعلَّ عُذرَ المَرْءِ وَهْوَ مُقصِّرٌ | |
|
| أدنَى قَبُولاً منهُ وَهْوَ عقيمُ |
|
ويلاهُ قد ضاعَ الزََّمانُ ورَكْبُنَا | |
|
| في كلِّ وادٍ لا يزالُ يَهيمُ |
|
يا طِيبَ أيَّامِ الصِّبا لو أنَّها | |
|
| دامت وغيرُ الله ليسَ يدومُ |
|
عَبِثَتْ بيَ الأيَّامُ وهيَ سفيهةٌ | |
|
| فشكوتُها للصبرِ وهوَ حليمُ |
|
وإذا شكوتَ لسامعٍ خفَّ البِلَى | |
|
| فكأنما قُسِمَتْ عليهِ هُمومُ |
|
يا أيُّها الحَبرُ الذي قُلنا لهُ | |
|
| بحراً فقيلَ إذنْ لهُ المظلومُ |
|
ما بالُنا ندعوكَ بحراً بيننا | |
|
| والبحرُ يغرَقُ فيكَ وهو مُليِمُ |
|
عَرَفتْ مُلوكُ العصرِ قَدْرَك حيثُما | |
|
| ألقى عَصاك الحافظُ القَيُّومُ |
|
فحُبِيتَ من زُهر النجوم بطالعٍ | |
|
| يُنبِي بسعدِ طُلوعهِ التقويمُ |
|
أُثني عليك بما علمتُ وفاتَني | |
|
| ما فوقَ عِلمِي سِرُّهُ المكتومُ |
|
فإذا عَفوتَ فقد وَفى حُسْنُ الرِّضى | |
|
| وإذا اعتذرتُ فقد وَفَى التَّسليمُ |
|