طالَ النَوى حتى تقطَّعتِ المُنى | |
|
| وضَنيتُ حتى رقَّ لي قلبُ الضَّنى |
|
والقلبُ ضاقَ بوَجدِهِ عن صبرِهِ | |
|
| حتى يَرُودُ ولا يُصادِفُ مَسكِنا |
|
دُمْ والْقَنا كالبَدرِ يا شبهاً لهُ | |
|
| في البُعدِ عنَّا والتَنَقُّلِ والسَّنَى |
|
إني على الحالَينِ لا أنساكَ في | |
|
| عُمري ولو أوشكْتُ أنسى مَن أنا |
|
ولقد ذكرتُكَ فاضطربتُ مهابةً | |
|
| وطَرِبتُ فاشتُقَّ النُواحُ من الغِنا |
|
فبكيتُ حتَّى ما بكيتُ لِفاقةٍ | |
|
| من أدمُعي والدَّمعُ يُدرِكُهُ الفَنا |
|
وَوَدِدْتُ لو أبكي البُكاء لأنَّهُ | |
|
| يشفي القلوبَ ولو أضرَّ الأعيُنا |
|
ولقدْ رَكِبتُ الشِعرَ حتى مَلَّني | |
|
| ومَلِلتُهُ فأسأْتُ فيهِ وأحسَنا |
|
وخَلائقُ الرُّوح الأمينِ تقودُني | |
|
| كَرْهاً وتَظلِمُني بإِنشادِ الثَّنا |
|
صِفَةٌ يضيقُ بها الزَّمانُ وهِمَّةٌ | |
|
| تَرَكتْ بها الأيامُ داءً مُزمِنا |
|
ما كلُ من قالَ القصائدَ شاعرٌ | |
|
| هيهاتِ يَطعنُ كلُّ من حَمَلَ القَنا |
|
عَزمَ الشِهابُ على النزولِ بموطِنٍ | |
|
| يوماً فكانَ البُرجُ يَصلُحُ مَوْطِنا |
|
قد صارَ ساحلُ بحرِنا بحراً بهِ | |
|
| ها مَجمَعُ البحرينِ أصبحَ عِندَنا |
|
لا تحسُدوا مِصراً لفائِضِ نيلها | |
|
| أَلنيلُ في مِصرٍ وراحتُهُ هُنا |
|
تحيا البلادُ بهِ فلو هنَّأْتَهُ | |
|
| يوماً بها قالَتْ لنا ولكَ الهنا |
|
شهمٌ إذا أخنى الزَّمانُ بأهلهِ | |
|
| عَصَمتْهُ نفسٌ لا يُراوِدها الخَنا |
|
وإذا حَوَى الأموالَ كان كتاجرٍ | |
|
| يبغي النَّفاقَ مُعجَّلاً ما أمكَنا |
|
شَرَفٌ على كَبِدِ الوَدَاعةِ نازِلٌ | |
|
| ذَهَبَتْ إليهِ مَذَهباً مُستحسنا |
|
ولَطائِفٌ وُصِف النسيمُ بمِثلها | |
|
| في ظِلِ بأْسٍ قد أرَدنَ تحَصُّنا |
|
يا رُكنَ دَوْلةِ آلَ قيسصٍ قد صَبَت | |
|
| قَيسٌ على يمنٍ إليكَ تَيَمُّنا |
|
كانت تنُوخُ لها ذِرَاعاً أيسَراً | |
|
| قِدَماً وكُنتَ لها الذّرَاعَ الأَيمنا |
|
لاذَتْ بساحتِكَ الوُفودُ وأطبَقَتْ | |
|
| مثلَ ازدِحامِ الحجِّ في وادي مِنَى |
|
فيكَ الرَّجاءُ ومنكَ كلُّ كرامةٍ | |
|
| وعليكَ كلُّ مُعَوَّلٍ وبكَ الغِنى |
|