خَطَرَت وَفي قَلبي لِذاكَ خُفوقُ | |
|
| وَرَنَتْ فَكُلُّ الصاحِبين رَشيقُ |
|
هَيفاءُ مالَ بصَبِّها سُكُر الهَوى | |
|
| لَمَّا تَمايَلَ عِطفُها المَمشوقُ |
|
قاَمت تُديرُ لَنا الرَّحيقَ وَلَيتَها | |
|
| طَلَبَت مُجانَسَةً فَدارَ الرِّيقُ |
|
وَشَدَت فَأَطرَبَتِ الجَمادَ وَهَيَّجَتْ | |
|
| حَتَّى عَلِمنا كَيفَ يُحيِي البوقُ |
|
ناظرتُها فَسكرتُ مِن لحَظاتِها | |
|
| وَشَرِبتُ خَمرتَها فَكَيفَ أُفِيقُ |
|
وَرَأَيتُ رِقَّةَ خَصرِها فَوَهَبتُها | |
|
| قَلبي فَإِنَّ كِلَيهِما لَرَقيقُ |
|
غَيداءُ آنِسةٌ نَفُورٌ عِندَها | |
|
| يَحيا الرَّجاءُ وَيُقتَلُ التَوفيقُ |
|
كَالآلِ يُطمِعُ لامِعاً مُتَقرِّباً | |
|
| وَلِمَن أَتاهُ زُفرَةٌ وَشَهيقُ |
|
قالتْ وَقَد غازَلتُها متصبِّباً | |
|
| لَيسَ الصَّبابَةُ بِالمَشِيبِ تَليقُ |
|
هَيهاتِ ما كِبَراً مَشِيبي إِنَّما | |
|
| هَذا الدَّلالُ إِلى المَشيبِ يَسُوقُ |
|
إِني أمرُوءٌ طَرِبٌ عَلى غَزَلِ المَهى | |
|
| وَعلى مُناظَرَةِ الحِسانِ مَشُوقُ |
|
حَجَّتْ إِلى قَلبي العُيونُ فَإِنَّهُ | |
|
| بَيتٌ وَلَكنْ لا أَقولُ عَتيقُ |
|
يا رَبَّةَ الحُسنِ العَزيزِ لَكِ الحَشا | |
|
| مِصرٌ غَلا فَسَطا عَلَيهِ حَريقُ |
|
نُعمانُ خَدِّكِ في الرِّياضِ وَمَدمَعي | |
|
| هَذا لَها خالٌ وَذاكِ شَقيقُ |
|
دَمعي حَدِيثٌ لا يَزالُ مُسَلسَلاً | |
|
| أَبَداً وَقَلبي بِالغَرام خَليقُ |
|
قَلبٌ كَخالكِ في المَحبَّةِ طَيِّبٌ | |
|
| لَكنَّ ذا مسكٌ وَذاكِ فتيقُ |
|
هُوَ شافِعِيٌّ عِندَهُ حُسنُ الوَفا | |
|
| لابنِ الكَرامةِ سُنَّةٌ وَحُقُوقُ |
|
وَمَتى الوَفاءُ وَكُلَّ يَومٍ بَرَّةٌ | |
|
| لَكَ في المحاسنِ لِلوَفاءِ سَبُوقُ |
|
تَأتي النَفائِسُ مِنكَ لا مَطروقَةً | |
|
| مِن دُونِهِنَّ الدِّرهَمُ المَطروقُ |
|
اللَهُ أَكبَرُ في الأَيمَّةِ فَردُها | |
|
| وَلَفيفُها المَقرونُ وَالمَفروقُ |
|
رَجلٌ وَماذا وَصفُهُ وَكَفى بِهِ | |
|
| رَجُلٌ لَهُ المَفهومُ وَالمَنطوقُ |
|
حَسَنُ المَعاني وَالبَيانِ كَلامُهُ | |
|
| جَزلٌ وَمَعناهُ الرَّقيق دَقيقُ |
|
فَإِذا تَكلَّمَ راحَ يَفعَلُ لَفظُهُ | |
|
| ما راحَ يَفعَلُ بِالنُّهى الرَّاووقُ |
|
حيِّ القَريضَ وَآخذِيهِ وَقُل لَهُ | |
|
| قَد كانَ مُقتَرَضٌ وَأَنتَ طَليقُ |
|
ها أَنتَ في يَدِهِ رَقيقٌ أَن تَحُل | |
|
| عَنها فَإِنَّكَ آبقٌ مَسروقُ |
|
لَكَ مِن قَريحَتِهِ السَّليمةِ صِحَّةٌ | |
|
| وَطِرازُ وَشيٍ لا يَرِثُّ أَنيقُ |
|
هِيَ ذَلِكَ الإِكسيرُ صُنعُ اللَهِ لا اُل | |
|
| إِكسيرُ مِمَّا يَصنَعُ الإِنبيقُ |
|
تُلقي الهِلالَ فَيَستَحيلُ بِها إِلى | |
|
| شَمسٍ لَها عِندَ الأُفولِ شُروقُ |
|
يا بُطرسُ الشَّهمُ الكَريمُ مَكانُهُ | |
|
| وَبنانُهُ وَلِسانُهُ المِنطيقُ |
|
أَنتَ الكَرامَةُ وَاِبنُها وَأَبٌ لَها | |
|
| نَسَبٌ كَريمٌ في الكِرامِ عَريقُ |
|
طُفتُ البِلادَ وَقَد جَلَستُ إِلَيكَ لا | |
|
| سَفَرٌ وَلَم تَمنُنْ عَلَيَّ النُوقُ |
|
ما فاتَني أَنَّ الأَوائلَ قَد مَضَوا | |
|
| وَبَقِيتَ أَنتَ ولي اليكَ طَريقُ |
|