تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبابُ وَوَدَّعا | |
|
| وَأَصبَح فَودي بِالمَشيبِ مُرَوَّعا |
|
وَأَقصَرتُ عَن لَهوي وَجانَبتُ باطِلي | |
|
| كَفى واعِظاً مَرُّ السِنينَ لِمَن وَعى |
|
وَكَيفَ وَقد طارَ اِبنُ دَأيَةِ لِمَّتي | |
|
| وَحَثَّ بَنيهِ فَاِستَجبنَ لهُ مَعا |
|
وَمالي وَنَظمَ الشِعرِ لَولا فَضائِلٌ | |
|
| لِأَروعَ ساقَ العُرفَ لي مُتَبَرِّعا |
|
تَفَيَّأتُ ظِلّاً وارِفاً في جَنابِهِ | |
|
| فَأَصبَحتُ منهُ مُخصِبَ الرَبع مُمرِعا |
|
سَأَشكُرُهُ شُكراً إِذا فُضَّ خَتمُهُ | |
|
| يُؤَرِّجُ أَفواهاً وَيُطرِبُ مِسمَعا |
|
سُعودُ بَني الدُنيا سُلالَةُ شَمسِها | |
|
| مُقيمٌ سَواءَ الدينِ حينَ تَزَعزَعا |
|
إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ | |
|
| حِمى الدينِ وَالدُنيا وَراعٍ لِمَن رَعى |
|
وَفي نَجلهِ المَيمونِ مِنهُ مخايلٌ | |
|
| سَتُبلِغُهُ أَقصى مَدى مَن تَرَفَّعا |
|
سُعودٌ شِهابُ الحَربِ إِن جاشَ غَلَيها | |
|
| أَقامَ لَها سوقاً مِن المَوتِ مَهيعا |
|
يَحُشُّ لظاها أَو يَبوخُ سَعيرُها | |
|
| بِمَصقولَةٍ من عَهدِ كِسرى وتُبَّعا |
|
هوَ الكَوكَب الوَقّادُ في قُنَّةِ العُلا | |
|
| إِذا ما دَجا الخطبُ المَهيلُ تُشَعشَها |
|
هُوَ البَحرُ إِن يَسكُن فَدرٌّ جَناؤُهُ | |
|
| وَإِن جاشَ لَم تَملِك لهُ عَنكَ مَدفَعا |
|
فَلِلَّهِ كَم مَجدٍ أَشادَ وَكَم عِدىً | |
|
| أَبادَ وَكم مالٍ أَفادَ تَبَرُّعا |
|
فَتىً شَبَّ في حِجر الخِلافَةِ راضِعاً | |
|
| ثُدِيَّ العُلا إِ كانَ في المَهدِ مُرضِعا |
|
فَتىً يَتَلَقّى المُعضِلاتِ بِنَفسِهِ | |
|
| إِذا ما الجَريءُ الشَهمُ عنها تَكَعكَعا |
|
جَرى مَعَهُ قَومٌ يَرومونَ شَأوَهُ | |
|
| فَضَلّوا حَيارى في المَهامِهِ ضُلَّعا |
|
عَلى رِسلِكُم إِنَّ العُلا طَمَحَت لهُ | |
|
| وَإِنَّ بهِ عَنكُم لها اليَومَ مَقنَعا |
|
لهُ نَفحَةٌ إِن جادَ تُغني عُفاتَهُ | |
|
| وَأُخرى تُذيقُ الضِدَّ سُمّا مُنَقَّعا |
|
تَشابَهَ فيهِ الجودُ وَالبأسُ وَالحِجى | |
|
| إِلى هكَذا فَليَسعَ لِلمَجدِ مَن سَعى |
|
مُفيدٌ وَمِتلافٌ سَجيَّةُ مولَعٍ | |
|
| بِطَرقِ المَعالي صِبغَةً لا تَصَنُّعا |
|
أَلَيسَ أَبوهُ مَن رَأَيتُم فِعالَهُ | |
|
| تَضيءُ نُجوماً في سَما المَجدِ طُلَّعا |
|
وَلا غَروَ اَن يَحذو سُعودٌ خِصالَهُ | |
|
| وَيَرقى إِلى حَيثُ اِرتَقى مُتَطَلِّعا |
|
كَذلكَ أَشبالُ الأُسودِ ضَوارِياً | |
|
| تُهابُ وَتُخشى صَولَةً وَتَوَقُّعا |
|
إِلَيكَ سُعودُ بنُ الإِمام زِجَرتُها | |
|
| تُقَطِّعُ غيطاناً وَميثاً وَأَجرُعا |
|
وَلَو أَنَّني كَلَّفتُها السَيرَ أَشهُراً | |
|
| وَأَنعَلتُها بعدَ المَدامِثِ جُرشُعا |
|
لِأَلقاكَ كانَت سَفرَتي تَجلُبُ المُنى | |
|
| وَأَشعَبُ مِن دَهري بِها ما تَصَدَّعا |
|
وَدونَكَها تَزهو بِمَدحِكَ في الوَرى | |
|
| تُلَبَّسُ مِن عَلياكَ بُرداً مُوَشَّعا |
|
بَدَت مِن أَكيدِ الوُدِّ لا مُتَبَرِّماً | |
|
| وَلا قائِلاً قَولاً به مُتَصَنِّعا |
|
يَرى مَدحَكُم فَرضاً عَلَيهِ مُحَتَّماً | |
|
| إذا كان مَدحُ المادحينَ تَطَوُّعا |
|
وَصلِّ على المُختار رَبّي وَآلهِ | |
|
| وَأَصحابِه وَالناصرينَ له معا |
|