يَهنيكَ يا عِصمَةَ الدُنيا مع الدينِ | |
|
| قُدومُ أَبنائِكَ الغُرِّ المَيامينِ |
|
بُدورُ سَعدٍ تَعالَت في سَما شَرَفٍ | |
|
| ذَلَّت لِعِزَّتِهِم شوسُ السَلاطين |
|
تُنافِسُ الأَرضُ فيِهم أَينَما نَزَلوا | |
|
| وَتَحسُدُ الشُهبُ فيهم مَوطى الطينِ |
|
مَجدٌ تَأَطَّدَ مِن علياكَ نَحوهُمُ | |
|
| فَطَرَّزوهُ بِمَوهوبٍ وَمَسنونِ |
|
فَيا سُعودَ بَني الدُنيا الذي شَرُفَت | |
|
| به المَمالِكُ مِن زابٍ إِلى الصينِ |
|
شَمسُ الخِلافَةِ بَل نورُ البِلادِ وَمن | |
|
| تَعنو لِعِزَّتهِ شُمُّ العَرانينِ |
|
طَمّاحُ عَزمٍ إِلى العَلياءِ لَو ذُكِرَت | |
|
| في هامَةِ النَجمِ أَو في مَسرَحِ النونِ |
|
وَصنوهُ الشَهمُ مَن كانَت مَحامِدُهُ | |
|
| بَينَ البَرِيَّةِ تُتلى في الدَواوين |
|
لَيثٌ تَصَوَّرَ مِن بَأسٍ وَمن كَرَمٍ | |
|
| وَمِن مُلوكٍ مَطاعيمٍ مَطاعين |
|
مُحمدٌ حُمِدَت أَخلاقُهُ وَعَلَت | |
|
| في المَجدِ هِمَّتهُ فَوقَ السِماكينِ |
|
لَمّا قَدِمتُم أَقامَ المَجدُ رايَتَهُ | |
|
| وَالناسُ ما بَينَ تَحميدٍ وَتَأمينِ |
|
فَالحَمدُ لِلَّهِ هذا الشَملُ مُبلتئِمٌ | |
|
| في دَوحَةِ المَجدِ في عِزٍّ وَتَمكينِ |
|
فَاِشرَب إِمامَ الهدى كَأسَ المُنى أَمناً | |
|
| في خَفضِ عَيشٍ بِطولِ العُمر مَوضونِ |
|
مُمَتَّعاً بِبَنيكَ الشُمِّ مُبتَهِجاً | |
|
| بِما أُتيتَ قَريرَ النَفسِ وَالعينِ |
|
فَأَنتُمُ زينَةُ الدُنيا وَبَهجَتُها | |
|
| وَأَنتُمُ غَوثُ مَلهوفٍ وَمِسكينِ |
|
أَلبَستُمُ الناسَ نَعماءً مُضاعَفَةً | |
|
| أَمناً وَفَضلاً جَزيلاً غَيرَ مَمنونِ |
|
أَحيَيتُمُ سُنَّةَ الهادي التي دَرَسَت | |
|
| بِمُحكَمِ النَصِّ مِن آيٍ وَتَبيينِ |
|
وَمن أَبي فَبِحَدِّ المَشرَفِيِّ وَبِال | |
|
| سُمرِ اللِدانِ وَجُردٍ كَالسَراحينِ |
|
حَتّى اِستَنار مِنَ الإِسلامِ كَوكَبهُ | |
|
| وَأَصبَحَ الكُفرُ في أَطمارِ مَحزونِ |
|
لَئِن تَأَخَّرتُمُ وَقتاً لَقد سَبَقَت | |
|
| عَلياكُمُ من مَضى مِن عَصرِ مَأمون |
|
فَلا بَرِحتُم لهذا الدينِ مُعتَصَماً | |
|
| عَلى مَدى الدَهرِ مِن حينٍ إِلى حين |
|
يا أَيُّها المَلِكُ المَيمونُ طائِرُهُ | |
|
| وَاِبنَ المُلوكِ الأَجِلّاءِ السَلاطينِ |
|
لِلَّهِ فيكَ عِناياتٌ سَيُظهِرُها | |
|
| يَعلو بها لَكَ حَظٌّ غَيرُ مَغبونِ |
|
يَعيشُ فيها بَنو الإِسلامِ في رَغَدٍ | |
|
| مِنَ الزَمانِ وَفي أَمنٍ وَفي لين |
|
وُفِّقتَ وُفِّقتَ إِذ وَلَّيتَ عَهدَهُمُ | |
|
| سعودَ أَهلِ التُقى نَحسَ المُعادين |
|
فَكَم جَلا مِن خُطوبِ الدَهرِ مُعتَكِراً | |
|
| بِالمَشرَفِيِّ وَرَأيٍ غَيرِ مَأفونِ |
|
مَكارِمٌ نَسَخَت ما حُكي عَن هَرِمٍ | |
|
| وَعن بَرامِكَةٍ في عَهدِ هارونِ |
|
ياِبنَ الذي ملكَ الدُنيا بِعَزمَتِهِ | |
|
| وَبِالمَواضي وَأَعطى كُلَّ مَخزونِ |
|
لا زِلتَ تَتلوهُ مُستَنّاً بِسُنَّتِهِ | |
|
| بَأساً وَجوداً وَعزّاً غَيرَ مَخبونِ |
|
كَذاكَ لِلدّينِ وَالدُنيا غِنىً وَحمىً | |
|
| تَرعى بكَ الأُسد فيها كُنَّسَ العينِ |
|
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى الهادي وَشيعَتِهِ | |
|
| محمَّدِ المُصطَفى مِن عُنصُرِ الكونِ |
|