الحَمدُ لِلّهِ صُبحُ الحَقِّ قَد وَضَحا | |
|
| وَبَيعُكثم يا أُهَيلَ الدينِ قَد رَبِحا |
|
هذي التِجارَةُ لا مالاً يُثَمِّرُهُ | |
|
| مَن كانَ ذا نَظَرٍ عَن مِثلِهِ طَمَحا |
|
هذا هُوَ النَصرُ وَالفَتحُ المُبينُ بِهِ | |
|
| جَرَت سَعادَةُ قَومٍ لِلوَرى نُصَحا |
|
قَومٌ سَمَت لَهُمُ الحُسنى الَّتي سَبَقَت | |
|
| في عالَمِ الكَونِ لا روحاً وَلا شَبَحا |
|
هُمُ أَقاموا شِعارَ الدينِ وَاِرتَفَعَت | |
|
| بِهِم مَعالِمُهُ إِذ قَد وَهى وَمَحا |
|
فَالآنَ حُجّوا عِبادَ اللَهِ وَاِعتَمِروا | |
|
| وَجَدّدوا الشُكرَ لِلمَولى الذي فَتَحا |
|
فَيا لَها نِعمَةً ما كانَ أَكبَرَها | |
|
| وَيا لَها مِنحَةً تَستَغرِقُ المِنَحا |
|
قَد طَهَّرَ البَيتَ في الماضي أَوائِلُهُم | |
|
| حَتّى عَلا الحَقُّ وَالإِشراكُ قَد طُرِحا |
|
وَقَد أَعادَ لَهُم ذو المَنِّ كَرَّتَهُ | |
|
| وَاللَهُ يَختارُ وَالعُقبى لِمَن صَلَحا |
|
هذا لِعَبدِ العَزيزِ المُرتَضى شَرَفٌ | |
|
| يَرضاهُ مَن قَد دَنا مِنهُ وَمَن نَزَحا |
|
وَاِذكُر حُماةَ الهُدى وَالدينِ إِنَّ لَهُم | |
|
| فَضلاً عَظيماً عَلى مَن حَجَّ أَو ذَبَحا |
|
أَولاكَ إِخوانُ صِدقٍ جُلُّ مَقصَدِهِم | |
|
| إِقامَةُ الشَرعِ لا فَخراً وَلا مِدَحا |
|
قَومٌ هُمُ بَذَلوا لِلَهِ أَنفُسَهُم | |
|
| لا يَأسَفونَ عَلى مَن ماتَ أَوجُرِها |
|
أَهلُ التَوادُدِ فيما بَينَهُم وَهُمُ | |
|
| أُسدٌ إِذا الحَربُ عَن أَنيابِهِ كَلَحا |
|
إِنّي لَأَرجو لَهُم فَوزاً وَمَكرُمَةً | |
|
| إِذ كُلُّ ذي عَمَلٍ رَهنٌ بِما كَدَحا |
|
فَليَكفِهِم مَفخَراً دُنيا وَآخِرَةً | |
|
| هذا المَقامُ الذي ميزانُهُ رَجَحا |
|
فَأَخلِصوا نِيَّةً لِلَهِ صادِقَةً | |
|
| عَلى الصَوابِ كَما قَد قَرَّرَ الصُلحا |
|
وَمَن بَذَلتُم لَهُ بِالعَهدِ بَيتَتَكُم | |
|
| فَذاكَ طَوقٌ عَلى أَعناقِكُم وَضَحا |
|
فَناصِحوهُ وَأَدّوا طاعَةَ وَجَبَت | |
|
| عَلَيكُم فَهيَ شَرطٌ في الذي نَصَحا |
|
فَيا إِمامَ الهُدى زَينَ الوُجودِ وَيا | |
|
| فَرعَ الأَئِمَّةِ وَاِبنَ السادَةِ السُمَحا |
|
وَيا جَمالَ بَني الدُنيا وَزينَتَهُم | |
|
| وَمَن بِهِ الدينُ وَالدُنيا قَد اِبتَجَحا |
|
اِجعَل مُشيرَكَ أَهلَ العِلمِ إِنَّ لَهُم | |
|
| رَأياً إِذا فالَ رَأيُ المُتَري نَجَحا |
|
مَن كانَ ناموسُهُ العِلمَ الشَريفَ فَذا | |
|
| أَجدِر بِه أَن يَنالَ الفَوزَ وَالفَلَحا |
|
لا يَمتَري عاقِلٌ في الناسِ أَنَّ لَكُم | |
|
| عَلى الخَليفَةِ فَضلاً شاعَ وَاِتَّضحا |
|
أَنتُم أَقَمتُم لَهُم مِن دينِهِم عِوَجاً | |
|
| قَد أَحدَثَتهُ بعيدَ المُصطَفى الطُلَحا |
|
كَالغَيثِ أَوَّلُكُم فينا وَآخِرُكُم | |
|
| قَد عَمَّ مَن قَد بَقِيَ نَفعاً وَمَن بَرِحا |
|
كَذاكَ إِخوانُكُم في الدينِ إِنَّ لَهُم | |
|
| نِكايَةً في الذي عَن رُشدِهِ جَمَحا |
|
هُم أَرخَصوا في اِحتِدامِ البَأسِ أَنفُسَهُم | |
|
| لا يَخشَعونَ إِذا ما حادِثٌ فَدَحا |
|
عَلَيهِمُ وَجَّبَ الرَحمنُ طاعَتَكُم | |
|
| نَصّاً جَلِيّاً أَتىفي الذِكر مُتَّضِحا |
|
فيما أَحَبّوا وَفيما يَكرَهونَ خَلا | |
|
| ما كانَ كُفراً بَواحاً حُكمُهُ وَضَحا |
|
وَهُم عَلَيكُم لَهُم حَقٌّ بِمَعرِفَةٍ | |
|
| بِالرِفقِ وَالعَدلِ فيما بَينَهُم سَنَحا |
|
وَتَعدِلوا قِسمَةً في الفَيءِ بَينَهُمُ | |
|
| وَأَن تُواسوهُمُ إِن دَهرُهُم كَلَحا |
|
هذا وأَنتُم بِما قد قُلتُ ذو خَبرٍ | |
|
| وَالعَدلُ مِنكُم وَفيكُم عَرفُهُ نَفَحا |
|
إِنَّ الحُسَينَ الذي أَبدى عَداوَتَهُ | |
|
| لِلمُسلِمينَ رَأى عُقبى الوَغى تَرَحا |
|
أَزجى الجُموعَ وَغَرَّتهُ مَكائِنُهُ | |
|
| فَباءَ بِالدُلِّ مَخذولاً وَمُكتَسحا |
|
أَتاهُ قَومٌ اِشتَدَّ اللِقا صُبُرٌ | |
|
| لا يَألمونَ شُواظُ الحَربِ إِن لَفَحا |
|
فَذاقَ تَنكيلَ ما أَبداهُ مِن عَمَلٍ | |
|
| كُلٌّ يوَفّيهِ رَبُّ العَرشِ ما اِجتَرَحا |
|
هذا جَزاءُ الذي صَدَّ الأَنامَ عَن البَ | |
|
| يتِ الحَرامِ عُتُوّاً مِنهُ أَو مَرَحا |
|
لا زِلتُمُ يا إِمامَ المُسلِمينَ بِما | |
|
| يَسوءُهُ وَيُفيدُ الوامِقَ الفَرِحا |
|
وَلا يَزالُ مَدى أَيّامِهِ شَرِقاً | |
|
| بِعِزِّكُم بِكُؤوسِ الغَبنِ مُصطَحِبا |
|
ثُمَّ الصلاةُ وَتسليمُ الإِلهِ عَلى | |
|
| مَن كانَ مَبعَثُهُ لِلخَيرِ مُفتَتَحا |
|
وَآلهِ الغُرِّ وَالأَصحابِ ما هَمَلَت | |
|
| سُحبٌ وَما بَرقُها في جَوزِها لَمَحا |
|