أَهاجَ لَهُ ذِكرُ الحِمى وَمَرابِعُه | |
|
| لَجاجَةَ شَوقٍ ساعَدَتها مَدامِعُه |
|
فَباتَ بَليلَ الحَبيبِ مُضطَرِمَ الحَشا | |
|
| كَأَن بِسَفا البُهمى فُرِشنَ مَضاجِعُه |
|
يَمُدُّ إِلى البَرقِ اليَمانِيِّ طَرفَهُ | |
|
| لَعَلَّ الحِمى وَالخَبتَ جيدَت مَراتِعُه |
|
مَنازِلُ خالَلتُ السُرورَ بِرَبعِها | |
|
| لَيالِيَ يَدعوني الهَوى فَأُطاوِعُه |
|
أَرَبَّ عَلَيها كُلُّ مُحلولِكِ الرَجا | |
|
| أَحَمُّ الرَحى مُستَعجَماتٌ مَطالِعُه |
|
مُلِثُّ القُوى واهي العَزالي إِذا اِنتَجى | |
|
| بِهِ مُنتِجٌ أَربَت عَلَيهِ دَوافِعُه |
|
يَحُثُّ ثِقالَ المُزنِ فيهِ مُجَلجِلٌ | |
|
| إِذا ما حَدا سَلَّت سُيوفاً لَوامِعُهُ |
|
إِذا ما بَكَت فيهِ السَحائِبُ جُهدَها | |
|
| ضَحِكنَ بِنُوّارِ النَباتِ أَجارِعُه |
|
وَقَفتُ بِها وَالصَحبُ شَتّى سَبيلُهُم | |
|
| عَذولٌ وَمَعذولٌ وَآخَرُ سامِعُه |
|
فَكاتَمتُهُم ما بي وَبِالقَلبِ لَوعَةٌ | |
|
| إِذا اِضطَرَمَت تَنقَدُّ مِنه أَضالِعُه |
|
وَقُلتُ لِذي وُدّي أَعِنّي فَإِنَّني | |
|
| أَخو ظَمَإٍ سُدَّت عَلَيهِ مَشارِعُه |
|
أَلَم تَرَ أَظعاناً تُشَدُّ لِنِيَّةٍ | |
|
| تِهامِيَّةٍ وَالقَلبُ نَجدٌ مَهايِعُه |
|
عَشِيَّةَ لا صَبري يَثيبُ وَلا الهَوى | |
|
| قَريبٌ وَلا وَجدِي تُفيقُ نَوازِعُه |
|
سَقى اللَهُ رَيعانَ الشَبابِ وَعَهدَهُ | |
|
| سِجالَ الهَنا ما لَألَأَ الفَجرَ ساطِعُه |
|
فَما العَيشُ إِلّا ما حَباكَ بِهِ الصِبا | |
|
| وَإِن خادَعَت ذا الشَيبِ مِنهُ خَوادِعُه |
|
وَموحِشَةِ الأَرجاءِ طامِسَةِ الصُوى | |
|
| تَروهُ بِها الذِئبَ الجَري رَوائِعُه |
|
وَيَبكُمُ فيها البومُ إِلّا نَئيمَهُ | |
|
| وَيَخرَسُ فيها الطَيرُ حَتّى سَواجِعُه |
|
تَعَسَّفتُها أَفري قَراها بِجِسرَةٍ | |
|
| أَمونِ السُرى وَاللَيلُ سودٌ مَدارِعُه |
|
إِلى مَلِكٍ يُنبي تَهَلُّلُ وَجهِهِ | |
|
| لِمَن أَمَّهُ أَنَّ الأَماني تُطاوِعُه |
|
تَفَرَّعَ مِن صيدِ المُلوكِ إِذا اِنتَمى | |
|
| تَطَأطَأَ إِعظاماً لَهُ مَن يُقارِعُه |
|
سَما صُعُداً لِلمَجدِ حَتّى إِذا اِستَوى | |
|
| عَلى هامِهِ أَدناهُ مِنّا تَواضُعُه |
|
يُريكَ اِنخِداعاً إِن تَطَلَّبتَ فَضلَهُ | |
|
| وَأَمّا عَنِ العَليا حَذارِ تُخادِعُه |
|
تَبيتُ العَطايا وَالمَنايا بِكَفِّهِ | |
|
| لِراجي نَداهُ أَو لِخَصمٍ يُمانِعُه |
|
كَأَنَّ زِحامَ المُعتَفينَ بِبابِهِ | |
|
| تَزاحُمُ مَن تَرمي الجِمارَ أَصابِعُه |
|
مُنيفٌ إِذا سامى الرِجالَ تَضاءَلوا | |
|
| لِاَروَعَ تَلهو بِالعُقولِ بَدائِعُه |
|
تُرامِقُهُ الأَبصارُ صوراً خَواشِعاً | |
|
| لِهَيبَتِهِ وَالأَشوَسُ الرَأسِ خاضِعُه |
|
مَهابَةُ فَضلٍ فيهِ لا جَبَرِيَّةٌ | |
|
| فَلا رافِعاً حُكماً وَذو العَرشِ واضِعُه |
|
إِذا هَمَّ لَم تُسَدَد مَسالِكُ هَمِّهِ | |
|
| عَلَيهِ وَلَم تَصعُب علَيهِ مَطالِعُه |
|
إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ | |
|
| أَصيلُ الحِجى مُستَحكِمُ الرَأيِ ناصِعُه |
|
تَذودُ الدَنايا عَنهُ نَفسٌ أَبِيَّةٌ | |
|
| وَعَزمٌ عَلى الخَطبِ المُلِمِّ يُشايِعُه |
|
أَقامَ قَناةَ الدينِ بَعدَ اِعوِجاجِها | |
|
| وَثَقَّفَهُ حَتّى اِستَقامَت شَرائِعُه |
|
وَلَم يَتركِ الدُنيا ضَياعاً لِغاشِمٍ | |
|
| مُخيفُ سَبيلٍ أَو عَلى الناسِ قاطِعُه |
|
وَلكِن حَمى هذا وَذاكَ بِهِمَّةٍ | |
|
| يُهَدُّ بِها مِن شامِخِ الطَودِ فارِعُه |
|
تَلاقَت عَلَيهِ مِن نِزارٍ وَيَعرُبٍ | |
|
| بَنو الحَربِ خُلجانُ النَدى وَيَنابِعُه |
|
أَجاروا عَلى كِسرى بنِ ساسانَ راغِماً | |
|
| طَريدَتَهُ إِذ غَصَّ بِالماءِ جارِعُه |
|
وَآباؤُهُ الأَدنَونَ شادوا مِنَ الهُدى | |
|
| مَعالِمَهُ لَمّا تَعَفَّت مَهابِعُه |
|
وَعادوا وَوالَوا في الإِلهِ وَجالَدوا | |
|
| عَلى ذاكَ حَتى راجَعَ الدينَ خالِعُه |
|
هُمُ ما هُمُ لا الوِترُ يُدرَكُ مِنهُمُ | |
|
| وَإِن يَطلُبوهُ باءِ بِالذُلِّ مانِعُه |
|
إِذا ما رضوا باخَت مِنَ الحَربِ نارُها | |
|
| وَإِن غَضِبوا أَلقى الوَليدَ مَراضِعُه |
|
وَأَبناءُ شَيخِ المُسلِمينَ مُحمدٍ | |
|
| لَهُم فَضلُ سَبقٍ طَبَّقَ الأُفقَ شائِعُه |
|
هُمُ وارَزوكُم حينَ ما ثَمَّ ناصِرٌ | |
|
| سِوى رَبِّكُم وَالمُرهَفِ الحَدُّ قاطِعُه |
|
عَلى جَدَثٍ ضَمَّ الإِمامَ مُحمدّاً | |
|
| سَحابٌ مِنَ الغُفرانِ ثُجٌّ هَوامِعُه |
|
فَقَد حَقَّقَ التَوحيدَ بِالنَصِّ قائِلاً | |
|
| بِما قالَهُ خَيرُ الأَنامِ وَتابِعُه |
|
فَإِن رُمتَ أَن تَأتي الهُدى بِدَليلِهِ | |
|
| فَطالِع بِعَينِ القَلبِ ما ضَمَّ جامِعُه |
|
عَلى مَن مَضى مِنكُم وَمِنهُم تَحِيَّةٌ | |
|
| يَجودُ بِها جَزلُ العَطاءِ وَواسِعُه |
|
فَأَنتُم وَهُم مِن رَحمَةِ اللَهِ لِلوَرى | |
|
| فَلا زِلتُمُ ما صاحَبَ النَسرُ واقِعُه |
|
فَيا واحِدَ الدُنيا وَياِبنَ عَميدِها | |
|
| وَمَن بَأسُهُ يُخشى وَتُرجى مَنافِعُه |
|
لكُم في رِقابِ الناسِ عِقدُ نَصيحَةٍ | |
|
| وَبَيعَةُ حَقٍّ أَحكَمَتها قَواطِعُه |
|
فَما قَيَّدَ النُعمى سِوى الشُكرِ وَالتُقى | |
|
| وَتُنجي الفَتى إِذ يَجمَعُ الخَلق جامِعُه |
|
وَإِنَّ صَريحَ الحَزمِ وَالعَزمِ لِاِمرىءٍ | |
|
| يُفَكَّرُ غِبَّ الأَمرِ كَيفَ مَواقِعُه |
|
فَيَترُكُ أَو يَأتي مِنَ الأَمرِ بَعدَما | |
|
| يُقَلِّبُ فيهِ رَأيَهُ وَيُراجِعُه |
|
وَلا يَترُكُ الشورى وَإِن كانَ عاقِلاً | |
|
| فَكَم سَهم غَربٍ أَحرَزَ الخَصلَ دافِعُه |
|
إِلَيكَ إِمام المُسلِمينَ زَجَرتُها | |
|
| لَها عَرصَةٌ مَيثُ الفَلا وَجَراشِعُه |
|
إِذا ما شَكَت أَيناً ذَكَرتُكَ فَوقَها | |
|
| فَزَفَّت زَفيفَ الرَألِ فَأَجاهُ رائِعُه |
|
وَإِنَّ اِمرءً يُهدى المَديحَ لِغَيرِهِ | |
|
| لَمُستَغبَنٌ في عَقلِهِ أَو فَضائِعُه |
|
وَمَن يَرمِ بِالآمالِ يَوماً لِغَيرِهِ | |
|
| يَكُن كَأَبي غَبشانَ إِذ فازَ بائِعُه |
|
كَذا المَرءُ إِن لَم يَجعَل الحَزمَ قائِداً | |
|
| حَصيفاً وَإِلّا اِستَعبَدَتهُ مَطامِعُه |
|
فَنَفسَكَ لا تَطَرح بِها كُلَّ مَطرَحٍ | |
|
| يُعابُ إِذا ما ذاعَ في الناسِ ذائِعُه |
|
وَإِنَّ فَتى الفِتيانِ مَن إِن بَدَت لَهُ | |
|
| مَطامِعُ سوءٍ نافَرَتها طَبائِعُه |
|
وَإِنّي بِآمالي لَدَيكَ مُخَيِّمٌ | |
|
| وَحَسبُ ثُنائي أَنَّ جودَكَ شافِعُه |
|
وَلَم أَمتَدِح عُمري سِواكَ بِدايَةً | |
|
| وَلكِنَّما خَيرٌ مِنَ الخَيرِ صانِعُه |
|
وَصَلِّ عَلى المُختارِ رَبّي وَآلِهِ | |
|
| وَأَصحابِهِ ما ناحَ في الدَوحِ ساجِعُه |
|