عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمد عبد المطلب > فلن ينسى النبي له صنيعاً

مصر

مشاهدة
1867

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

فلن ينسى النبي له صنيعاً

فلن ينسى النبي له صنيعاً
عشية ودع البيت الحراما
عشية سامه في اللَه نفساً
لغير اللَه تكبر أن تساما
فأرخصها فدىً لأخيه لما
تسجى في حظيرته وناما
وأقبلت الصوارم والمنايا
لحرب اللَه تنتحم انتحاما
فلم يأبه لها أنفاً عليٌّ
ولم تقلق بجفنيه مناما
وما زأموا الفتى ولرب بأس
لهم يقضي به الليث ازدئاما
وأغشى اللضه أعينهم فراحت
ولم تر ذلك البدر التماما
عموا على أحمدٍ ومضى نجياً
مع الصديق يدرع الظلاما
وغادرت البطاح به ركابٌ
إلى الزوراء تعتزم اعتزاما
وفي أم القرى خلى أخاه
على وجدٍ به يشكوا الأواما
أقام بها ليقضيها حقوقاً
على طه بها كانت لزاما
فإن يك عهده فيها وبالا
على الطاغوت أو داءا عقاما
فكم طابت به للحق نفس
بطيبة حين أوطنها مقاما
وكم شهدت له الزوراء يوماً
وكم حمد الحنيف له مقاما
فسائل في المواطن عن فتاها
إذا حبكت عواصفها القتاما
وخيل اللَه في الجلبات شعثٌ
تدك السهل أو تطس الرضاما
سل الرايات كم راءت علياً
يصرف تحتها الجيش اللهاما
كأني بابن عتبة يوم بدر
يعاني تحت مجثمه جثاما
ولو علم الوليد بمن سيلقي
لألقى قبل مصرعه السلاما
رويد بني ربيعة قد ظلمتم
بني الأعمام والرحم الحراما
وصلناكم بها وقطعتموها
فكان الحزم أن تردوا الحماما
فهل ينسون للفرقان يوماً
سقاهم من صوارمنا سماما
لقد ظنوا النظنون بنا فخابوا
وكان عليهم يوماً عقاما
وهل وجدوا كفِتيَتِهِم عليّاً
إذا لبسوا القوانس والعماما
وما صهر النبي إذا تنادوا
كمن يدعو ربيعة أو هشاما
ومن تهدى البتول له عروساً
بنى في النجم بيتاً لا يسامى
بأمر اللَه زفوها إليه
عشية راح يخطبها وساما
كأني بالملائك إذ تدلت
بصحن البيت تزدحم ازدحاما
فلو كشف الحجاب رأيت فيه
جنود اللَه تنتظم انتظاما
أطافوا بالحظيرة في جلال
صفوفاً حول فاطمةٍ قياما
تفيض على منصتها وقاراً
وتكسو حسن طلعتها وساما
فلا يحزن خديجة أن تولت
ولم تبلغ بجلوتها مراما
تولاها الذي ولى أباها
رسالته وزوجها الإماما
قران زاده الإسلام يمناً
وشملٌ زاده الحب التئاما
فما تبعا الفتوة وهي عذر
بما اعتادا من التقوى لزاما
ولم يشغلهما حل ولكن
بركن البيت للصلوات قاما
فإن تك خير من عقدت إزاراً
وأكرم من تلثمت اللثاما
فما شغلته عن خوض المنايا
إذا التطمت زواخرها التطاما
فسائل عنه في أحد العوالي
وقد حاك العجاج بها وآما
وجاءت في زمازمها قريش
يهزون المثقف والهذاما
فقطر كبشها وهوى صريعاً
على الدقعاء يلتهم الرغاما
هوى من تحت رايتهم فخرت
بأم الأرض ترتطم ارتطاما
فويح المسلمين هناك ولّوا
فراراً لا أسميه انهزاما
كآدم إذا عصى والأمر حتم
جرى أزلاً فأخطأ واستلاما
كلا الفعلين صاحبه كريم
وإن قضت الخطيئة أن يلاما
فأرجف بالنبي هناك قوم
تعادوا حول موقفه حياما
تداعوا حوله ولهم عواء
كما نبهت من سنة فداما
فلما غاب عن عيني على
وعاد بياض نورهما سحاما
أتى الشهداء مفتقداً أخاه
لعل الموت عاجله اختراما
أخي بأبي يخبم يفر حاشى
أخي في الخطب جبناً أو خياما
أم اجترأت عليه يد العوادي
فغالته اجتراء واجتراما
كأني بالرجام تقول وحياً
رسول اللَه لم يرد الرجاما
لعل اللَه أصعده إليه
ليبعثه بحضرته مقاما
إذا رفع الإله نبي قومٍ
فأنذرهم بلاءً واصطلاما
فبئس العيش بعدك يابن أمي
سئمت العيش والدنيا سآما
وحطم غمده وهوى إليهم
هوى الباز يعتبط الحماما
فطاروا عن مواقفهم شعاعاً
وطاحوا في مصارعهم حطاما
وألفى ثم أحمد في رحاها
بجند الكفر يصطدم اصطداما
فذاك ولو ترى إذ جاب قوم
على الإسلام خندقه اقتحاما
وأقبل في لباس البأس عمرو
يزيد على مخيلته عراما
يدافع نفسه ولها غطيط
حذار الموت تنتهم انتهاما
ردى حسبي هناةٌ يوم بدر
بها ألبستني ذمّاً وذاما
لقد أكلت نساء الحي عرضي
فلا لحماً تركن ولا عظاما
ملن بطاح مكة بي حديثا
مسخن به مناقبي القداما
يقلن وما درين مكان عمرو
وشهب الموت ترجمه ارتجاما
قضى تسعين يختدم المنايا
فتسعى تحت صارمه اختداما
يطيح المجر إن قيل ابن ود
وتستن الضراغمة انهزاما
فلما شام بارقة المواضي
ببدرٍ خار من فرق وخاما
ستنسيهن ماضية المخازي
وتبهرهن أحداثي إذا ما
فويحك أقدمي يا نفس إني
خلقت لكل مقدمة قدامى
أمام وهل أمامي غير كأس
تدور بها الندامة لا الندامى
ويا مهري مجالك دون سلع
هلاً فالمجد إن تمضي أماما
فجال منازلاً ودعا مدلّاً
فغم الهول حين دعا وغاما
يشول بأنفه أنفا ومحكا
كما تشكوا مزنمة صداما
نزال بني الهدى هل من كميٍّ
يسوم الخلد بالنفس استياما
يرددها فيحجم عنه قوم
وإن كانوا القساورة الكراما
هنالك لو ترى الكرار لما
تصبب في حميته جماما
إذا ما هم أقعده أخوه
وزاد إلى اللقاء جوى فقاما
مكانك يا علي فذاك عمرو
وإن لكل ذات جنىً جراما
فقال وإن يكن عمراً فدعني
رسول اللَه أجلمه الحساما
تقلد ذا الفقار وقام يرغو
رغاء الفحل يعتلك اللغاما
يحدث نفسه ولها أجيج
ببأس اللَه يضطرم اضطراما
وما عمروا ومن أنا ما غنائي
إذا لم أرو منه صدىً وهاما
فلم يك غير أن فلق ابن ود
وخاض السيف في دمه وعاما
وعاد إلى النبي يفيض بأسا
ويزخر في حميته جماما
وراح الكفر يرجف جانباه
وأمسى عضب عزته كهاما
وسائل يوم خيبر عن على
تجد فيها مآثره جساما
إذ الرايات في جهد عليها
تعاصي الفتح وانبهم انبهاما
وقامت للهيود بها جنود
رزمن على معاقلها رزاما
وظنوا في الحصون ظنون صادٍ
يشيم على الصدى سحبا جهاما
فأقيل بالعقاب على خميس
يدق به المراجم والرجاما
فشد على مناكبها وثاقا
ولف على معاطسها خطاما
ولم تغن الحصون ولا الصياصي
وإن قام الحديد لها دعاما
فثاروا للأسنة والمواضي
ودوى الهول بينهم وداما
وأقبل مرحبٌ في البأس يحبو
وكان البأس صاحبه الأزاما
يميل إذا انتمى صلفاً وكبرا
كراكب لجةٍ يشكو الهداما
ألم أك مرحباً يوم التنادي
إذا ما الليث من فزع ألاما
ألست لآل إسرائيل غوثا
إذا نشدوا بي البطل الهذاما
وما علم الفتى أن المنايا
خططن بذي الفقار له مناما
وأن له من الكرار يوماً
عبوس الجو يحتبك الإياما
سلا ابن الخيبرية يوم وافى
وليث اللَه يرقبه رعاما
ضفا حلق الحديد عليه مثنى
وظاهر فوق بيضته الرخاما
ولم أرى قبل مرحب من كمي
يثني في الوغى سيفاً ولاما
فشد على الإمام بذي سطام
نضاه لكل جامحة سطاما
فزال مجن حيدر لا لوهن
ولا ضعفت لمحمله سلامي
وما بطرفه فإذا رتاجٌ
هناك تخاله جبلاً تسامى
فسل يسراه كيف تلقفته
وقد أعيا تحمله الفئاما
يقلبه بها ترساً ويغشى
بيمناه الفتى موتاً زؤاما
علاه بضربة لو أن رضوى
تلقاها لعاد بها هياما
فلم يعصمه من حين رخامٌ
ولم يجد الحديد له عصاما
وليس أخو اللئام وإن تزكى
لسيف اللَه في الهيجا لئاما
رأى بان الخيبرية كيف لاقى
بحيدر ذلك الأسد الرزاما
وعادت خيبر للَه فيئاً
يقسم في كتائبه اقتساما
فدع عنك المواطن والمغازي
ومن سل الظبا فيها وشاما
فجبه للظغاة بها وجوهاً
وجدع للظلال بها حثاما
ومن أجرى عتاق الخيل قبّاً
فأوطأها المتالع والحثاما
يخوض بها المواطن معلمات
ونصر اللَه كان لها علاما
فما وجدت كحيدرةٍ إماما
غداه الروع يقدمها إداما
وسل أهل السلام تجد عليّاً
أمام الناس يبتدر السلاما
حوى علم النبوة في فؤاد
طما بالعلم زخاراً فطاما
سقاه الحق أفواق المعاني
وهيمه به حبّاً فهاما
وزوده اليقين به فكانت
أفاويق اليقين له قواما
رمى في عالم الأنوار سبحاً
إلى سوح الجلال به ترامى
ونفساً لم تذق طعم الدنايا
ولا لذت من الدنيا طعاما
غذاها الدين مذ كانت فشبت
على التقوى رضاعاً وانفطاما
ونشأها على كرم وأيد
وصاغ من الجلال لها قواما
زكت فسمت عن الدنيا طلابا
وأضنى حبها قوماً وتاما
طوى عنها على الضراء كشحاً
وعاف نضارها تبراً وساما
ووجهاً فاض نور اللَه فيه
فألبسه المهابة والقساما
يروع الليث منظره عبوساً
ويخجل ضاحك الغيث ابتساما
ترى فيه مخايل خندفيٍّ
يسيما الحق يزدان اتساما
وفيض يدٍ من الوسمي أندى
إذا الحي اشتكى سنةً أزاما
على حب الطعام يصد عنه
ليطعمه الأرامل واليتامى
سل القرآن أو جبريل تعلم
مكارم لن تبيد ولن تراما
من الأبرار يغتبقون كأساً
من الرضوان مترعةً وجاما
علي والبتول وكوكباه
ضياء الأرض إن أفق أغاما
ثناءٌ في الكتاب له عبيرٌ
تقصر عنه أرواح الخزامى
وكم أجرى على المحراب دمعاً
لخوف اللَه ينسجم انسجاما
إذا ما قام في المحراب قامت
له زمر الملائكة احتشاما
صلاة الليل يجعلها سحوراً
إذا ما في الغداة نوى الصياما
ترى صبر القنوع له غذاءً
جرى دمع الخشوع له إداما
رأينا في الكهولة منه شيخاً
حوى المجد اشتمالاً واعتماما
فما للدهر لم يعرف حقوقاً
له شيخاً ولم ينكر ظلاما
خليلي أربعاً وتنظراني
ضللت القول لا أجد الكلاما
وما أنا بالمغلب في القوافي
ولا حصراً بها يشكو الفحاما
ولكن الزمان له صروف
يعود المفلقون بها فداما
سحبا ليل الحوادث بعد طه
فعم الدين والدنيا ظلاما
وحلت بالخلافة مرزئات
طواحن تحتسي الناس التهاما
اهبن بها فما أجلين حتى
رأيت حبيكها سال انثماما
قواصم على ظهر الدين عنها
ولولا اللَه لا نقصم انقصاما
أرى الإسلام يوم الدار يبكي
شهيد الدار إذ ورد الحماما
وكانت فتنة فيها استحلت
سيوف المارقين دماً حراما
أحاطت بالمدينة يوم نحس
زعانف منهم تقفوا لئاما
فلم يعروا لإمرته عهوداً
ولم يخشوا لغيلته أثاما
مضى عثمان والإسلام يذرى
عليه الدمع منهلّاً سداما
فزن أبا الحسين به فريقٌ
ولجوا في الظنون به اتهاما
وحاشى أن يريد أبو حسين
بذي النورين سوءاً أو ظلاما
عليٌّ كان أول من وقاه
ومن ذاد الردى عنه وحامى
فيا لك فتنةً ضرمت فكانت
نفوس المسلمين لها ضراما
رأيت شرارها ينتاب مصرا
ومكة والجزيرة والشآما
رمت بالمسلمين إلى شتاتٍ
وأمسى حبل وحدتهم رماما
طوائف فرقتهن المرامي
ولولا الحق ما افترقوا مراما
فمنهم من أقام بكسر بيتٍ
وأخلد للسكينة فاستناما
وطائفة على الحق استقرت
فكانت بين إخوتها قواما
تبايع وهي راضيةٌ عليّاً
وترعى في خلافته الذماما
وطائفةٌ نضت للحق سيفاً
ولما تستبن فيه إماما
فلما حصحص انقلبت إليه
ونادت بالإمام لها إماما
وقرت في أكنتها المواضي
وقال الفيلقان لها سلاما
ولولا الحق لم تحلل عقالا
ولم تشدد على جمل قراما
وأخرى أوضعت في الخلف تغلو
ولم تحذر عواقبه الوخامى
رضوا بالسيف لما حكموه
فقام السيف بالأمر احتكاما
وأقبلت الجياد الجرد تعدو
على الآكام تحسبها النعاما
تزوف بها كتائب معلمات
وقد غص الفضاء بها زحاما
زواحف ثم من شرق وغرب
فرادى في الأباطح أو تؤاما
إلى صفين تحشدها منايا
تجن إلى مواردها هياما
أقام الموت في صفين سوقا
وأرخصت النفوس سواما
ترى مضراً تبيع بها نزارا
ولخماً تستبيح بها جذاما
ألا صلى الإله على نفوس
ترى في الحق مصرعها لزاما
تموت على منازعها كراما
فتحيا في منازعها كراما
فلما كاد حكم السيف يمضي
وولى الجمع واستبقوا الخياما
أناب إلى الكتاب دهاء عمرو
دهاء يأكل السيف الحساما
وأقبلت المصاحف مشرعاتٍ
يهلل تحتها الجيش ارتساما
إلى حكم الكتاب دعوا أخاهم
ليرتسموا بما حكم ارتساما
وما هيم بالكتاب أبر منه
ولا أولى بحكمته انتماما
عباب البحر تنقص منه قدرا
إذا شبهته قلباً ذماما
ولكن حيلةٌ جرت بلاء
على الدنيا وأياماً وخاما
إذ الحكمان بالأمر استقلا
فليتهما على النهج استقاما
لقد قرنوا أبا موسى بعمرو
وما أدراك ما عمرٌو إذا ما
أرى فحلاً يقاس به حلامٌ
وكيف تقيس بالحل الحلاما
مضى الحكمان ما حسما خلافا
ولا فضّا لمشكلةٍ ختاما
أمير المؤمنين أرى زمانا
لحربك هز مخذمه وشاما
وأقبل بالوفاء على ابن حرب
يصافيه المودة والوئاما
ولم يك بالإمامة منك أولى
وإن هو في أرومته تسامى
ولكن شيبة الحمد بن عمرو
إذا استبقوا المكارم لا يسامى
فما نقمت أمية منك حتى
تناصبك العداء والانتقاما
بلى إن الزمان لفى ضلال
لوى في الحق وانتهك الذماما
طوى السلف الكرام وجاء قومٌ
فكانوا بعد ما سلفوا قماما
إذا أخذ الإمام بأمر حزمٍ
رأيت الخلف والرأى الكهاما
زهاهم زخرف الدنيا فهاموا
مع الشيطان بالدنيا غراما
وليس لطالب الدنيا دواءٌ
إذا كانت له الدنيا سقاما
رمى بالخرق أقوامٌ عليّاً
وهم أولى بما زعموا اتصاما
فما شهد الزمان له سفاهاً
ولا نكروا له رأياً عقاما
ولكن القرين السوء يلوى
فيقتضب الأزمة والخزاما
أبى أهل العراق سوى لجاج
أرث الحبل فانجذم انجذاما
ولوَّوا عن أبي حسنٍ رؤوساً
كأن بها لما كسبت جحاما
ترى بالكوفتين لهم عديدا
إذا أمنوا واجراما جراما
وإن حربوا أراك الروع منهم
نعام الدو يعتسف النعاما
قلوبٌ ما طوين سوى نفاق
طوى من تحته همماد ماما
يطيش أخو السداد بهم سهاما
وإن كانت مسددة لؤاما
ولا يغني الأريب حجا ورأى
إذا قاد الأسافل والطغاما
علمنا رأيه فلقا مبينا
له نهج على الحق استقاما
رأى ورأوا فسد وما أصابوا
وأيقظ حزمه وجثوا نياما
فما فتحوا لمغلقةٍ وصيداً
ولا سبؤوا لمفدمةٍ فداما
فلما أمعنوا في الخلف عدواً
وألقوا دون طاعته الكماما
أصاخ إليهم ورأى خروجا
عن الشورى وإن سفهت حراما
كذلك كان أدبه أخوه
فسار بهم يؤد بهم على ما
هي الشورى نظام الملك إن لم
تقم سنداً له فقد النظاما
وكانت سنة الإسلام قدما
بها كتب السعادة والسلاما
فلا تلم الإمام بها تحدى
وضل الناس منهجه القواما
فأكبر همه مذ كان طفلاً
حدود اللَه يحرص أن تقاما
يذل لعزها نفساً ويرضى
لدفع الضيم عنها أن يضاما
فليتهم وعوا خطباً أتتهم
ضوافي تسمع الصم السلاما
سوابغ نسج أروع هاشمي
سما ملك البيان به وسامى
إذا ابتدر المقالة يوم خطب
وهز على منصتها الحساما
أصاخ النجم أبرقت المواضي
تلمست الضراغمة الأجاما
إذا ما رن صوت الحق فيها
تولى الإفك وانحطم انحطاما
وليت القوم إذ مردوا أنابوا
لحكمته صحاباً والتزاما
كأهل الشام ما حجموا بخلفٍ
معاوية ولا نبذوا حجاما
تراهم تحت رايته خفافاً
كما تزجي الصبا سحباد ماما
إذا قال الثرى ملأوا الموامي
وإن قال الذرى علوا النعاما
وإن سئلوا الكريهة أرثوها
وإن سيموا الردى قالوا نعامى
رمى أهل العراق بهم فقاموا
بطاعته وما سخطوا قياما
بنى الشامات ويحكم أفيقوا
علام تنكب الحسنى علاما
ظلمتم سيد الأبرار لما
ركبتم في عداوته الثماما
سلوا الصديق والفاروق عنه
كم اعتصما بحكمته اعتصاما
وكم وردا له رأياً نجيحاً
وكم سلكا به سبلاً قواما
بنى الشامات ويحكم شققتم
عصا الإسلام فانقسم انقساما
مددتم للخوارج حبل خلف
به شدوا إلى الفتن الحزاما
فيا قتل الخوارج يوم جروا
على الإسلام داهيةً دهاما
أثاروا في العراق لها قتاما
سجا فدجا به الكون اقتماما
ثلاثة أكلب لبسوا بليل
ثياب الغدر واحتزموا احتزاما
لقد مردت بفاجرها مرادٌ
على العدوان لا بلغت مراما
جرى طير ابن ملجمها علينا
غراب البين والفأل اللجاما
كأني بالخبيث حمار سوء
يعاني من وساوسه حماما
عشية بات يعسل في دروب
تعاوره ملاعنها التقاما
تزين له الخنى نفس عقام
غلت في حمأة الشر اعتقاما
ألا تبت يدٌ بالغدر ثارت
تمد إلى أبي حسن حساما
لو أن السيف يعلم أي نفسٍ
أراد لمات في الغمد انشياما
لو أن السيف كان له خيارٌ
لعرد عنه وانثلم انثلاما
لو أن السيف كان له خيارٌ
مضى في قلب ملعون اليتامى
ولكن القضاء جرى برزءٍ
له انحلت عرى الصبر انفصاما
فبعداً لابن ملجم يوم يأتي
يجر بردغة الخبل اللجاما
به فجع المدينة والمصلى
وزلزل بطن مكة المقاما
ولولا الغدر لم يرفع جبيناً
لهيبته ولا نظراً أساما
نعى الناعي أبا حسن فمالت
رواسي الأرض تندك انهجاما
نعى الناعي أبا حسنٍ فراحت
بواكي الدين تلتدم التداما
لقد سلب الحمام بني لؤيٍّ
أبا الإسلام والشيخ الحماما
بروحي غرةٌ يجري عليها
دم أزكى من المسك اشتماما
جبينٌ زاده بالموت نوراً
لقاء اللَه فائتلق ابتساما
بروحي إذ يجود بخير نفسٍ
تخاف على الحنيفة أن تضاما
بني العدل إن شئتم قصاما
كفى بكتاب ربكم إماما
كتاب اللَه لا تغلو فإني
أخاف عليكم ألا يقاما
مضى زين الصحابة في سبيل
إلى ملإ بجيرته استهاما
إلى دار السلام مضى علي
وجاور في منازلها السلاما
محمد عبد المطلب
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: الخميس 2014/05/22 04:43:50 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com