عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمد عبد المطلب > أحبتنا وما هان الرواح

مصر

مشاهدة
942

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أحبتنا وما هان الرواح

أحبتنا وما هان الرواح
جرى بالبين بارحهم فراحوا
وأزعج ركبهم قدرٌ متاح
رويدك أيها القدر المتاح
نعى الناعي إلى مصرٍ أباها
فزلزت الظواهر والبطاح
فلا جزعٌ هناك ولا اصطبار
ولا صمت تقول ولا صياح
نعيٌّ هد بغداداً ونجداً
وناح الشأم وانتحبت صلاح
تبوأ بالردى داراً طروحا
ودار الموت نازح طراح
وأصبح بيت أمته خلاءً
تخشع منه ذو شرف وباح
وكان لقومه داراً حراما
كمكة لا تحل ولا تباح
تلألأ فيه أنوار الأماني
لها من كل ناحيةٍ لياح
يلوذ بظله هلاك مصرٍ
إذا انتجعوا المكارم واستماحوا
فلما استأسدت نوب الليالي
وأعرب عن طويتها الصراح
قرحن له من الغدرات سهماً
فلولا ضل ذلك الاقتراح
نعى الناعي بجنحالليل سعداً
فيا للَه ما فعل الصباح
جموعً بالعراء مدلهاتٌ
يموج بها على السعة البراح
وأفئدة خوافق داميات
تفري في جوانبها الجراح
وأجفانٌ أجف الدمع فيها
جوىً بالضلوع له التياح
وأبصار سكرن فلا انطباقٌ
ترف به الغداة ولا انفتاح
وليلٌ بالأسى والخطب ساج
ويوم من جوى الأحشاء راح
ووادٍ ترزم الجلبات فيه
تنوء برزئه رحبٌ وساح
كأنهم وما قرعوا كؤوساً
تدور عليهم بالهول راح
فلا تلم النفوس جرين دمعاً
وراء الظاعنين غداة راحوا
أتلحا أمةً ثكلت أبها
أضلهم الحجا فبكوا وناحوا
إذا كتموا الأسى جلداً ألحت
عليهم لوعة البلوى فناحوا
أبٌ لولاه ما عرفوا حياةً
ولا عرفاً للاستقلال راحوا
يموت لأجل أن يحيا بنوه
وهم بالموت لويحيا سماح
ويسقم فيهم كيما يصحوا
ويجهد نفسه حتى يراح
ويبتذل الغنى لوشاء كانت
له الدارات والرحب الفساح
فماذا تنفع الأشجان فيه
وما يغني التجلد لو يتاح
بروحي ملء صدر الدهر لما
ثوى بالرمس ليس له براح
فقدنا فيه عصمة وادييه
وللأيام نحوهما طماح
فقدنا أمةً في ذات فرد
يضيق بمثله البلد البداح
فقدنا فيه معدل كل رأى
إذا ما أعوز الرأي الصحاح
فقدنا فيه مأمن كل خوف
إذا ما الحي فزعه الصباح
فقدنا فيه حكمة ذي أناة
إذا ما الحكم أعوزه النجاح
فقدنا فيه عزة ذي إباء
منيعٍ حيه لا يستباح
فقدنا فيه عزمة ليث غابٍ
يخاف مضاءها الليث الوقاح
فقدنا فيه فطنة ألمعيٍّ
يضيء بلمعها الأمر البراح
فقدنا فيه محتد خندفي
نماه المجد والحسب الصراح
فقدنا فيه طلعة أريحيٍّ
إذا المعروف والحسنى يراح
فقدنا فيه مقول هاشميٍّ
إذا ماعي بالقول الفصاح
وشقشقة ترنح بالمعالي
كما اختالت بزينتها رجاح
إذا جد المقام بها أرنت
فذاب الجمع وارتجس البراح
فللحق المبين بها جلال
وللإفك الهوان والإقتضاح
أرتنا حيدراً وبني أبيه
إذا هم في محافلها ألاحوا
وألقحنا بها آداب مصرٍ
فطاب بها بحكمتها اللقاح
فقدنا في شمائله رياضاً
لنا من طيبها روح وراح
أبا مصرٍ أرى أبناء مصرٍ
تجللهم بك الكرب الجلاح
سلو نوح المناب مادهاهاً
تعلى من جوانبها النواح
رزحن من الأسى إذ قال قوم
بفحل فحولها أودى الرزاح
أبا الخطب الطوال إذا تراخت
نواحي القول واحتكم الفضاح
إذا قلصت شفاه بني المعاني
فغربك في الندي له طفاح
وإن حفلت به الحكم العوالي
فمسرحها بيانك والمراح
وإن سالت بنانك في كتاب
فما أدراك ما العذب القراح
كأن الدهر حين يقوم سعدٌ
طروبٌ هز مسمعه صداح
فمعذرةً إذا عاف القوافي
فحول الشعر بعدك فاستراحوا
لقد جمح القريض بهم فضلوا
رثاءك والقريض له جماح
وصبحه الأسى غيضاً شحيحا
وهل تروي الصدى شرعٌ شحاح
تركت النيل ترجف لأبتاه
تساوره العواصف والرياح
تركت النيل في يتم مهيضاً
ولم ينهض بطائره جناح
أيا مصرٍ أماني مصر لما
يبن منها لمرتقب صلاح
وكنت به ملكت سبيل رشد
مداه لمن ترسمه الفلاح
فطوراً حيث تعترك المنايا
وتشتجر الأسنة والصفاح
بنات الهول حولك فاغراتٌ
تزوف بها مدرعة رداح
وطوراً في معاقلها سجيناً
ولا مغدى إليك ولا مراح
إذا أقلقت بالعزمات بحراً
إذا بك نحو يابسة يراح
تحف بك الكتائب مرزمات
وتكنفك الصوارم والرماح
وأنت على أناتك لا تبالي
أشاح الموت أم لمع السلاح
كأن الهول عندك لهولاهٍ
وصدق البأس في الجلى مزاح
فما هذا الفؤاد أحرت فيه
جبالاً دون ما أصغرت طاحوا
وربتما بكيت لذكر مصرٍ
وضاق بعينك الأفق الفساح
تجود ولا بعدت بخير نفسٍ
لواد النيل يبذلها السماح
وربة ليلةٍ حلكت ويوم
لبدرك في حواشيه إنصباح
تألق بالبشاشة صفحتاه
بروحي ذلك الوجه الصباح
وسيع البشر للبدر اغتباقٌ
بمجلاه وللشمس اصطباح
إذا ما هال صحبك بأس يوم
تذوب له المروءة والسماح
بك اعتصموا فعاد الخوف أمناً
يحق به التخيل والمراح
وهم ما هم إذا دجت الليالي
ولج الناس واعتكر الكفاح
أهابوا بالزمان فروعوه
وأجفلت الحوادث حين صاحوا
لهم في كل مهتلك مجالٌ
وأنسٌ بالعظائم وارتياح
كأن نفوسهم دون المنايا
حمىً يوم الكريهة لا يباح
قرعت بهم صفا الأزمات عزلاً
فطاحت عنهم وهم صحاح
وما اعتقلوا وراءك من سلاح
ولكن ذلك الحق الصراح
فإن أصبحت في ركب كرام
بذاك الرفرف الأعلى أراحوا
فما في القوم بعدك من مريب
له في الخلف رائحةٌ تراح
وكلهم إذا ما غبت سعدٌ
تحف به شمائلك الملاح
وكلبهم لمصر أخٌ نصوح
لها ثقةٌ به ولها انتصاح
عهودك في ضمائرهم وفاءٌ
وعقدك في متاجرهم رباح
فقد عقدوا القلوب على ائتلاف
له الأيد المظفر والفلاح
هم اعتصموا به وتوشحوه
فللَه اعتصام واتشاح
سيثمر بيننا فتحاً قريباً
وكم للخير بالخير افتتاح
وأمناً للنيابة من أناس
على توهين شوكتها أشاحوا
فللبؤسي بقوته اعتقالٌ
وللنعمى بعزته سراح
إذا ما لجت الأيام بغياً
وجالت في مكايدها القداح
صدعناها بكل فتىً إليه
تطلع أعينق وتمد راح
شديد الحول تحمله حصاةٌ
لها في ظلمة الخطب اقتداح
إذا غلب الأسى يا أم مصرٍ
فلا إثمٌ عليك ولا جناح
ولكن أنت أكرم من تعزى
إذا ما جد بالحزن النياح
جعلت الصبر في الأزمات حسناً
به تتزين الغيد الملاح
فكان لكل حاليةٍ عصامٌ
به ولكل عاطلةٍ وشاح
إذا نحن امتحنا الصبر فيه
فمنك وعنك ذلك الامتناح
لمحنا في صفاتك مجد سعدٍ
وللأقمار في الشمس التماح
وما الدنيا فديتك غير سرح
إلى الآجال يحفزها الرواح
وإن نذكر مناقبه كباراً
فلا جزع هناك ولا افتضاح
أبا مصر انتهيت إلى مقر
لصدرك في النعيم به انشراح
إلى ملك جزيل الفضل بر
لمثلك ظل رحمته مباح
محمد عبد المطلب
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: الخميس 2014/05/22 02:22:57 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com