عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمد عبد المطلب > بَني أُمّنا أين الخَميس المدرَّب

مصر

مشاهدة
969

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

بَني أُمّنا أين الخَميس المدرَّب

بَني أُمّنا أين الخَميس المدرَّب
وأين العوالي والحسام المذرَّبُ
إذا اهتزّ في نصر الحنيف تساقطت
نفوس العدا من حَدّه تتحلّب
وأين النفوس اللاء كنّ إذا دعا
إلى اللَه داعي الموت ترغب
وأين الجياد اللاء كانت إذا دعا ال
مثوِّب خيلَ اللَه للَه تُركب
وأين الليوث الغُلب في كل مرقَب
يهول العدا منها رُبوض ووُثّب
وأين بنو الغارات يبتدرونها
وجند المنايا حولها يتكوكب
وأين قلوب يشهد الصخر أنها
غَداةَ الوغى منه أشدّ وأصلبُ
وأين الحُلوم الراجحات إذا عرا
سنى الرشد من ليل الحوادث غيهب
وأين الوجوه الصبح والدهر ساهمٌ
وبيض الظبى بالهام تلهو وتلعب
وأين العطاء الجمّ في كل عُسرةٍ
يمر بها عام من المَحل أشهب
جزى اللَه بالرضوان والخير عصبةً
لخير بني الدنيا جميعاً تعصّبوا
جزى اللضه فرداً قام بالأمر وحدَه
وما الناس إلّا كافر ومكذب
عَموا إذا دعاهم واستحبوا العمى على ال
هدى فتردَّوا في الضلال وكُبكبوا
وكم حاولوا أن يطفئوا نوره وقد
أبى اللَه إلّا أن يَخيبوا فخُيِّبوا
وكم أرَّثوا بالحقد نار صدورهم
وكم أوضعوا في فتنة وتقلّبوا
وكم حاربوا المختار في الدين ضِلّةًً
ومن حارب الرحمن يخزي ويُحرَب
فلما رأوا تأييده واعتزازَه
وسلطانه في الأرض يعلو ويَغلب
أرادوا به كيد الخئون فبيَّتوا
على قتله غدراً ونادَوا وألَّبوا
فلم يفلحوا كيداً وضلّوا طريقةً
كذلك كيد الخائنين مخيَّب
فللَه يوم الغار والغار جَنَّه
وجند العدا يغدوا إليه ويذهب
ونعم رفيقُ الغار يلقى برجله
سِمامَ الأفاعي دونه حين يُلسَب
يسيرون باسم اللَه تِلقاءَ يثرب
فيا حبذوا ركبٌ تلقّته يثرب
بروحي بنوا الأقيال يستقبلونه
فهم حولَه جمع كثيف وكوكب
لهم جلَبات بالبَشائر حوله
وملهىً بأطراف العوالي وملعب
فيومئذ لا تسأل الشِّرك ما رأى
وإن قيل أولى بالسؤال المجرِّب
وسائل سيوفَ اللَه ما فعلت به
تُجِبك الظُّبي والزاعبيّ المحرَّب
فكم طحَنت في ساحة الموت فيلقاً
لصولتها الأسد الضراغم ترهَب
وسل صهَوات الخيل كم وطئوا بها
نواصيَ حِصنٍ للضلال وخرّبوا
وسل عنهم بدراً وسل أُحُدا وسل
بهم عُضَب الأحزاب يوم تحزّبوا
سل الخيل إذ جالت ببطحاء مكة
ووَدّ العدا لو أنهم لم يُكذِّبوا
ويوم حُنَين إذ تركن هَوازناً
لأشلائها الطيرُ الحواجل تنهب
بكلّ كميّ يشتهي الموتَ في الوغى
يلذّ لعينيه الحِمام ويعذُب
كأن له عند المنية حاجةً
يطاردها مستبسلاً وهي تهرُب
أولئك حزب اللَه آساد دينه
بهم عصب الطاغوت تشقى وتعطُب
أولئك أنصار النبي ورهطُه
لهم يتناهى كل فخر ويُنسب
أولئك أقوام إذا ما ذكرتُهُم
جرت عبارت الدين حَرّى تَصبّب
جزى اللَه خيراً شيخَ تَيم وجنده
وراياتُه في الشرق والغرب تضرب
كأني بركن الدين يهتز خِيفةً
عشيّةَ مات الهاشميّ المحبَّب
فقام بأعباء الخلافة شيخُها
وأصحابه من شدة الخطب غُيَّب
فما شهد الإسلام رأياً كرأيه
وقد قام في يوم السقيفة يخطب
كأني به يدعوو إلى الرشد وحدَه
وللغدر جند حوله يتوثَّبُ
كأني به تُزجى البعوثُ بأمره
إلى كل أرض والكتائب تُكتَب
يسير على اسم اللَه بالجيش خالدٌ
فيُنجِد غزوا في البلاد ويُدرِب
عشيةَ وافى عَقرباء بجحفل
عليه العوالي والحديدُ المعقرب
فألقى عليهم بالبَراء بن مالك
أخا عزَمات بأسُه ليس يغرُب
فلم يبقَ في الأعداء إلا مُصَرَّعِ
وآخرُ باليبض العوالي مُقضَّب
ويومَ رمى أرضَ العراق تؤمّه
طلائعُ من نصر الإله وتصحَب
ترى الفتح يجري قبلَه في خلالها
مسيرة عشر والهدى يتغلّب
نَعم وبأرض الروم كان لخالد
على الروم في اليرموك يومٌ عَصبصَب
كذلك سيف اللَه أمّا نضيتَه
على الكفر لا ينبو لحدّيه مضرب
وللدين بالفاروق مِن بعدُ صولةٌ
تَثُل عروش الدولتين وتَقلِب
فإن كان لليرموك يرهب قيصر
فكسرى ليوم القادسيّة أرهب
هنالك وافى رُستمَ الفرس حتفُه
فأمسى تُبكّيه العذارى وتندُب
فللَه سعدٌ يوم يزحَف جيشه
على الفرس لا يُلوي ولا يتهيّب
يشق عُبابَ الماء فوق سوابح
لها فوقه نحوَ المدائن مَقرَب
بيوم يروع الشمسَ لمعُ سيوفه
ويُنذرها ليلَ العَجاج فتغرُب
هنالك يهوى عرش كسرى وبعده
عن الروم سلطانُ القياصر يذهب
يمزقهم عثمان كُلَّ ممزَّق
فيعلو منار الحق والحق أغلبُ
كتائب تُصليها المنايا سيوفُنا
فتصلى وتَسقيها الفناء فتشرب
وأضحت حصون الشرك بعد اعتلالها
يَصيح بها طير الخراب وينعَب
فأعلامنا في كل أرض خوافق
يَدين لها شرق ويخضع مغرب
إذا ما علت في الصين أنوار كوكب
من الدين حيّاه بُبرقَةَ كوكب
خليليّ ما لي إذ تذكّرت برقة
بجنبيّ نيرانُ الأسى تتلَهّب
نعم راعني من نحو بُرقةَ صارخ
يُهيب بأنصار الهلال ألا اركبوا
دعا صارخُ الإسلام يالبني الهدى
أغار العدا أين الحسامُ المشطَّب
كأني به يدعو الخلافة مُسمِعا
كأني به في المسلمين يُثوِّب
أرادت حمى الإسلام روما فأقبلت
زعانفها في بَغيها تتثعلب
ثعالب لاقت خِلسةً فتزاءرت
فيا عجباً من زائر وهو ثعلب
يخال سكوتَ الليث وَهنا فيعتدي
غروراً وينسى بأسَه حين يغضب
أفي سكَتات الليث للهِرِّ مطمع
وهل في عَرين الصِّيد للسِّيد مأرب
هو الحتف يا أبناء روما رويدكم
فهذا الردى يرنو إليكم وَيرقُب
فإن يك أغراكم سفينٌ مدرّع
فما لسفين البحر في البر مذهب
وإن غركم أن الخطوب تنكّرت
زماناً لنا فالدهر بالناس قُلّب
على رِسلكم إن اللياليَ لم تزل
على حكمنا تَجري بما نتطلّب
سلوا الدهر من آبائنا في وقائع
صوادقَ في آبائكم لا تُكذَّب
أولئك هم آباؤنا ولأنتم
كآبائكم والفرع للأصل يُنسب
كلانا على ما سنّ آباؤه له
يسير فلا يُلوي ولا يتنكّب
تركنا لكم عُرضَ البحار فأقبِلوا
على ظهرها أو أدبِروا أو تذبذبوا
كلوا ما اشتهيتم فوقها من سِماكَها
وغنّوا بما شئتم وصيحوا أوِ اطرَبوا
فأمّا إذا مالت إلى البر نَزوة
بكم فالردى وِرد وَخيمٌ ومَشرب
أذُؤبانَ روما ليست الحرب مرقصا
بغاداته يلهو خليع ويلعب
ولكنها سوق المنيا تُقيمها
نفوس على وَقع الصوارم تلعب
إذا وقف الباب يبارك جندكم
فما كل باب للمسيح مقرَّب
سلوه أفي الإنجيل للحرب آيةٌ
إذا كان في إنجيله ليس يكذب
لكم جنة الباب مآبٌ وإنما
مفاتحها من أرض بُرقة تُطلَب
وإنّ لدى أسيافنا ورماحنا
بأبوابها عِلماً هلموا فجربوا
سلوا جنة الباب بماذا تزيّنت
لتلقى الألى في لجَة البحر غُيِّبوا
هلموا نقرِّبكم إليها فإِنما
صورمنا تُدني لها وتقرب
أأضيافَنا إن التحية عندنا
قلوب تُفرّى أو رقاب تُقضَّب
هي الحرب حتى يحكم السيف بيننا
فلا ترتَجوا سِلماً ولا تترقَّبوا
وهبنا لها أموالنا ونفوسنا
فلا افقة نخشى ولا موت نرهب
حذار فللإسلام في كل بقعة
سَراة إذا ما أجدب الناس أخصبوا
حذارِ فللإسلام في كل أمةٍ
حُماة إذا ما شزَّر الدهرُ قَطّبوا
حَذارِ فللإِسلام في كل بلدةٍ
دُهاة إذا ما أظلم الرأيُ أثقبوا
حِراصٌ على مُلك الرشاد إذا هفا
به حادث ثاروا له وتحزّبوا
بني مصر هذا الدين يدعو فأقبلوا
على اللَه في تأييده وتقرّبوا
بَني مصر قد رام الخلافة معشر
تنادوا على غَدر بها وتألّبوا
فذاقوا وبالُ الغدر واشتجرت بهم
مواقفُ خِزي في طرابلسَ تكتَب
بَنى مصر هذا موقف العزم فانهضوا
سراعاً إلى إحرازه وتألبوا
إذا ما تنادى المسلمون فإنما
لنجدتنا كل الممالك ترقُب
وكم في سبيل اللَه من أريحيّة
لمصرَ بها رُأُبُ الخلافة يُشعَب
تَفيض على الإسلام بالجود أنعُماً
غزاراً إذا ما أخلف الأرضَ صيِّب
ويا لَبنى الهيجاء لا تفزَعنكم
كلابٌ تعادت باغيات وأذؤب
فأنتم جنود الحق وهو مظفّر
قديماً وجند الظالمين مغلَّب
محمد عبد المطلب
بواسطة: karimat
التعديل بواسطة: karimat
الإضافة: الخميس 2014/05/22 02:15:03 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com