إليك حبيبتي سلوى |
إلى روح تبنت خفقة الإلهام فيّ وجذوة الشكوى |
إلى حلم تجعده خطوط اليأس والرجوى |
وأنفاس الصباحات الدؤوبة في أحاييني |
وضوضاء السنين الذاهلات وتيه تكويني |
وبعض صدىً من البوابة اليسرى يناديني |
وذكرى تنقر القلب الذي يمحو على محراب حبك كل من يهوى |
|
عجلتِ الأمر فاستدعيتِ أشجان النهاياتِ |
ولو أعطيتني وقتاً لهادنتُ انفعالاتي |
و كنت أصبتُ عذراً من وعودي والتزاماتي |
وكنت أعدت تأثيث الفؤاد لصدمة كبرى |
وهيأت الدفاتر والأسى والليل و الحبرا |
وكنت أضفت ذاكرة لذاكرتي فإن فاضت بك الأولى فتحت دفاتر الأخرى |
وكنت حجزت بعض شذاكِ كي أحسوه في حمّى انتكاساتي |
|
أصبّر عنك صبح أساي والكرسي والمكتبْ |
وجو الغرفة المفجوع بعد حديثك المعشبْ |
وسور السلّم المكلوم لم يلمسه بعدك عطرك الطيبْ |
أصبّر ردهة الأشواق عن خطواتك الزهرِ |
و(كيف الحال) أسمعها مدى سنواتنا العشر |
وطيفاً لم أزل ألقاه عبر إذاعة الفجرِ |
وسخرية تقاسِمُنا شجونَ نهارنا المتعبْ |
|
مضيتِ ولم تزل شفتاي ترجف باعتذاراتي |
وقاموسي بلا كلمات |
وأحزاني بلا قسمات |
وأفكاري رصاصات تفجر في دمي ما فات |
تدور تدور في رأسي وتغفو في وريقاتي |
وأخنقها وتخنقني |
أراوغها تراوغني |
وتوقظني إذا غافلت صحو الأمس سائلة عن الآتي |
|
جمعت أنين أشيائي |
وأوراقاً مغبّرة بإعيائي |
تبعت تموجات الحرف في وجعي |
وليس سوى تفاهات أقدس عن بلاهتها أحبائي |
وشوق بامتداد العمر لا تقوى على استيعابه لغتي |
وأنتِ المستحيل على عباراتي على شفتي |
وتنتظرين مني نظم أبيات مودِعةٍ ؟! |
فكيف وأنت إيحائي ؟ |
|
أفقتُ الآن وحدي أنحني للفقد فوق منصة المسرح |
خيوط عرائسي في الظل مائلة وموسيقاي لم تبرح |
وتهدر موجة التصفيق معلنة ختام العرض |
وإطفاء المسارج عن بقاع النبض |
مسربة غلالات الظلام إلى خفوت الومض |
أفقت ومبضع في القلب يخبرني بما أخفيت عن نفسي |
يؤكد أننا يا عمريَ الأحلى تفرقنا .. |
وأن الفقد لا يمزح !! |