قل للعفيفة في الحرير الأخضــر |
ماذا فعلت بمحفـــــــــلٍ متجمــــهر |
لو تبصرين خطيبــهم في غضبةٍ |
من غيظِهِ يهتز فوق المنبــــــــــــرِ |
متشنــــــــــجاً مربـــدة قسماتــه |
يبكي دمــــــاً من قلبــــــهِ المتسـعرِ |
يا أمـــــنا أنت العروس وجمعهم |
يحدوك بين مطبــــلٍ ومـــزمـِّـــــرِ |
فالقوم حمقى مزقوا أشــــــداقهم |
في سائرِ الأقطـــــارِ حتى تُذكـــري |
فكسوك أثواب الخلود بهيـــــــــة |
في العالمين على الصعيــــدِ الأطهرِ |
ألفٌ وأربعُ قد مضيـــــــن وأمّنا |
رمزٌ على طولِ المـــدى في المحورِ |
علمٌ يرفرف في سماء فخـــارنـا |
كم أرشد الغـــــــــاوين عبر الأدهرِ |
كالكوكب الدري يسطع هاتـــــكا |
ليل الضلالة بالشعاعِ المبـــــــــهرِ |
يا أمنا أشغلتـــِـــــهم فتمــــزقوا |
غضباً وأنت على ضفـــــاف الكوثر |
تلك الشهــــادة بالكمال وإن تكن |
كُتبت بأقلام الدُنـــــــــــاةِ القصـــــرِ |
تتهيئين لموعــــــــدٍ فوق الذرى |
مع صاحبِ الوجهِ الشريـــفِ الأنورِ |
يا من رعت بيتاً كريماً ذكـــــــره |
متضوعٌ في الكون مثل العنبـــــــــرِ |
أنت الحميراءُ التي قد حُببــــــت |
دون الأنام لذي الجبيـــنِ الأزهــــرِ |
ذموك أو مدحوك حسبك رفعـــة |
أن الجمــــــوع لنيلِ بـــــرك تنبري |
يا أم عبد الله طيبي مقــــــــــعداً |
لا يُختـــــــم القــــرآن إن لم تذكري |
أنت الحَصَانُ عفافــــها نزلت به |
آيُ الكتاب على رؤوس المعشـــــرِ |
عِرضٌ مصونٌ في كتـــاب الله لن |
يصلوا إليه بكــــاذبٍ ومثــــرثـــــرِ |
يهنيك حب اثنين في غـار الهـدى |
ثالثهما ملـــــكُ الملــــــــوكِ فكبري |
زوجٍ عليه صلاتنا موصــــــــولة |
من سابق الدنيا ليــــوم المحشـــــرِ |
وأبٍ قرير العين راضٍ مرتضــىً |
بَـــــرٍّ تــــــــقيٍّ بالجنـــــــانِ مبشرِ |
أماه إن قصرت بنا أقلامنـــــــــــا |
عن ذلك الشرف المبـــجلِ فاعذري |
إنا بنوك وفي شغاف قلوبنـــــــــا |
حبٌ عظيــــــــمٌ فاق كلَّ تصــــــورِ |
حبٌ له منا الولاء عقيــــــــــــــدةٌ |
لو باعت الدنيــــا فإنا نشتـــــــري |
جئنا إليك نســـــوقهُ ورجــــــاؤنا |
أن تقبليهِ كبـــعضِ عـــذرِ مقـــصّرِ |