طاب النسيم فقلت فاح المندل |
أم من ربى الأحباب هبت شمأل |
يا حبذا تلك العراص ومن بها |
هي مأمن للخائفين ومعقل |
ما خاب قاصدها فان مليكها |
باب الحوائج بالمنى متكفل |
هو من كسى حلل الوجود تطولا |
من فيم العوالم فهي فيها ترفل |
هو سر بدءهم وسر ايابهم |
وهو الطريق إلى الآله الموصل |
هو فرع أكرم دوحة نبوية |
طابت فطاب بطيبها ما تحمل |
ها ىية التطهير اسفر صبحها |
فانجاب ليلٌ الريب عمن يعقل |
عميت بصائر معشر فتحيروا |
في قصدهم إن أدبروا أو أقبلوا |
جحدوا امامته وراموا شأوه |
أين الثرى أين السماك الأعزلُ |
بل حاولوا أن يطفؤا النور الذي |
عم الوجود فخاب ما قد أملوا |
تربت أكفهم أهل تخفى ذكاً |
أم بالنهار يقاس ليلٌ أليلُ |
لكنما الأيام حرب بني التقى |
والناس للأوباش طبعاً أميل |
ما للزمان أهل له ترة وهل |
للناس من عذر به تعلل |
حرم النبي على بنيه محرم |
وعلى الأجانب من عداه محلل |
تلك الربوع فقف بها مستخبراً |
عن حال أهليها الذين ترحلوا |
وأخالها والدمع يسبق قولها |
قد خف قاطنها فعمن تسأل |
ظعن الهداة وخلفوا بحشى الهدى |
نار الفراق بها تذوب فتهمل |
هذا ابن جعفر وهو أكرم قاطن |
بالرغم منه عن المدينة يرحل |
أو هل ترى ينسى الهدى يوماً سرى |
فيه ابن جعفر والمراسم ترقل |
لم أنس ساعة قربت من داره |
نوق التنائي والمدامع ترسل |
يا ساعة التوديع كم لك في حشى |
الإسلام من حرقٍ تشب وتشعل |
يا راحلاً عن طيبة أين النوى |
ألقت عصاك أهل سواها أمثل |
قل للوفود لمن تشد رحالها |
موسى مضى فلمن سواه تؤمل |
باب الرجا باب الندا باب الهدى |
باب الحوائج بعد موسى مقفل |
ما يوسف الصديق يحكيه ولا |
موسى الكليم ولا الذبيح الأول |
فأبوه اسماعيل أسلم نفسه |
للذبح لكن الخليل موكل |
وابن النبي قضى على ايدي العدى |
بالسم صبراً والشماتة أقتل |
وغدا يكابده ثلاثاً جسمه |
متلون والقلب منه مشعل |
وقضى غريباً في السجون وماله |
من قومه أحد هنالك يكفل |
أفديه محمول الجنازة لم يكن |
من قومه أحد هنالك يحمل |
ولقد تحمل من أذى فرعونه |
ما لم يكن موسى له يتحمل |
فر الكليم من المدينة خائفاً |
ونجا وآب وغيره المتوجل |
وابن النبي أقام فيها كاظماً |
حتى سرى في الأسر وهو مكبلُ |
الله أكبر كيف من بيمينه |
تدبير أمر الكائنات يكبل |
وأمين وحي الله موضع سره |
يمسي بهاتيك السجون ينقل |
ولئن بقي في السجن يوسف برهةٌ |
ظلماً فيوسف للنجاة يؤملُ |
وابن النبي أقام فيها آيساً |
من نفسه مترقباً ما يفعل |
وليوسف عند الخروج جلالةٌ |
خضعت له أعداؤه وتذللوا |
وابن النبي له خروج مثله |
لكنه ميت بنعشٍ يحمل |
رفعت جنازته العدات شماتةً |
وأقيم في الملأ النداء المثكلُ |
الله أكبر كف تحمل نعشه |
أعداؤه ابن الوصي الأفضل |
أين الابات الغلب ابنا غالب |
هلا لحمل النعش طراً أقبلوا |
أو هل رضوا في الجسر يلقى نعشه |
يشفي العدات وللاحبة يثكل |
يا من له المختار يبكي من أسى |
يبكي لك الدين الحنيف ويعول |
فعليكم الصلوات من رب الورى |
ما كبروه بهديكم أو هللوا |