أطالت ملامي في الصبابة عذل |
فقلت أطيلوا اللوم لا أتحول |
تمنوا سلوي حيث لم يعرفوا الهوى |
ولو عرفوا كيف الهوى لم يؤملوا |
لقد زعموا نصحي وهل ناصحٌ فتى |
عليه من الأعداء بالعذل أقتل |
ألم يكفهم ما قد عراني وما عسى |
فواد محبٍ ذائبٍ يتحمل |
سمعت بين أحبابي وبيني تقول لي |
اتلهو بمن قد صد عنك وتقبل |
وإن تلقهم قالت بأني كاذب |
وإني إلى قوم سواهم لأميل |
لقد آيس العذال مني فأصبحت |
علي بما لم أجنه تتقول |
وليس ببدعٍ أن يغش الفتى أمره |
يرى النصح كم من مدعي النصح يقتل |
أما قتلت أهل العراق ابن أحمد |
وللقتل بالنصح اللئام توصلوا |
له اظهروا وداً وأن اغتصابه |
مقام رسول الله لم يتحملوا |
عشية لباهم مغيثاً ومنجداً |
بقومٍ لهم فوق السماكين منزل |
أباةٌ سماة العز لائحةٌ على |
جباههم بين الورى ليس تجهل |
عديدهم نزر ولكن كل من |
يؤم الوغى قلب الكتيبة يذهل |
وسامتهم الأعداءُ ضيما فحلقوا |
عن الضيم في جو العلا وتحولوا |
إلى أن قضت بالسيف حق امامها |
وحان إليها للجنان الترحل |
ودارت رحى الهيجا على ابن مديرها |
بكل وغى والشبل بالليث أمثل |
مواقف شهم ما رأينا مثيلها |
حديثاً ولا من قبل كانت فتنقل |
فاي فتى قرت له قدم على |
مصائب منهم الجبال تزلزل |
ففقدان انصار وتصريع صفوة |
يراها واطفال لديه تقتل |
وشكوى الظما من صبية قد تفطرت |
حشاها وحرات الرسالة تعول |
وحر هجيرٍ والظماء وقلبه |
بنيران هاتيك المصائب يشعل |
ولكنه ما هان عزماً كأنما |
تراكمها عون على البطش يحمل |
يشد على تلك الجموع فلا ترى |
سوى جسدٍ ملقى وقرنٍ يجدلُ |
كأن منايا القوم في حد سيفه |
كوامن تهدو حيث شاء فتقتل |
بنفسي وحيداً كر والقوم عدهم |
ثلاثون الفاً فانثنت وهي حفل |
ولكنما الأحقاد ملؤ صدورها |
فتنكص طوراً عن لقاه وتقبل |
فاصبح من رشق السهام وجسمه |
ينابيع تجري بالدما وهو مقبل |
وافديه والسهم المثلث محتوٍ |
على القلب مسموماً فراح يجدل |
هوى فهوى عرش العوالم واغتدى |
له كل شيء باكي العين يعولُ |
وربات خدرٍ من بنات محمد |
غدت في السبا تطوي بها البيد بزل |
تواصت بها ما بينها النيب رحمةً |
بهن ولم يرفق بهن الموكل |
تساق بضرب الهاشميات ان ونت |
فتعثر هاتيك المطى حين تعجل |
وان هتفت بالهاشميين لم تجب |
سوى أن اعداهن للسوط وكلوا |
فيا ايها الحادي ترفق ألم تكن |
لتعلم من فوق المهازيل تحمل |
ألم تدر فوق النيب حرات أحمدٍ |
ومن سترها جبريل قد كان يسدل |