لا تأمن الدهر إن اسدى اليك يدا |
ولا تثق بامرء واساك أو عضدا |
فالناس والدهر ان ودا وان عطفا |
لا بد ان يعطفا فاحذرهما أبدا |
ولا تذل لخطبٍ جل موقعه |
ان رمت عزا فبالغز البلى اتحدا |
فحارب الدهر إمام الفتح تدركه |
أو تغدو طعم القنا للمكرمات فدا |
الا ترى كيف ارباب الحفاظ قضوا |
صبراً كراماً ولم يعطوا العدو يدا |
غداة أقبل قطب الكون في نفر |
قرينه البشر في يومي وغى وندا |
وحط رحل السرى في كربلاء وبنى |
مضارباً أصبحت من دونها رصدا |
فأقبلت آل سفيان تخوفه |
وما سمعنا ضباعاً أرعبت اسدا |
فكر في فتية انسى إباؤهم |
ذكر الاباة وفينا ذكرهم خلدا |
تدرعوا بدروع الصبر سابغةً |
في الحرب لا بدروعٍ ضيقت زردا |
قوم هم القوم لن تنشق معاطسهم |
ريح المذلة يوم الروع خوف ردا |
ما روعت قط هل يرتاع قلب فتى |
اقصى مناه حياض الموت ان يردا |
لا يعرفون سوى الهيجا قد اتخذت |
منازل الحرب داراً والظبا عضدا |
همو الألى شرعوا شرع الإباء وهم |
ارباب تيجان ما بالسيف قد عقدا |
طعامها من ثمار العز يانع ما |
تجني الذوابل أو ماضي الشبا حصدا |
ومن دماء الاعادي نقع غلتها |
مهما لظى الحرب في يوم الوغى اتقدا |
وما تعرت ضباها عن مغامدها |
الا اكتست من دم الابطال ما غمدا |
فلم تزل بالظبا تفري النحو إلى |
ان غودرت ولها الفخر الرفيع ردا |
وظل قطب رحى الهيجاء منفرداً |
يحمي الخدور كليثٍ غابه قصدا |
لم تثن همته العليا الصروف وان |
جلت ولا فقده الانصار والعضدا |
يكاد يختطف الأرواح مرهفه |
رعباً كما اختطف الأبصار متقدا |
إن جال في القوم ظنوا أن أحيط بهم |
أوصال لم تلف رأساً يصحب الجسدا |
والبيض ثلم والأرماح حطمها |
والنبل أفنى ومنه الصبر ما نفدا |
والله لولا لقاء الله غايته |
لم يبق من آل حربٍ في الوغى احدا |
لكن دعاه فلبى خاضعاً وله |
شكرا لآلائه فوق الثرى سجدا |
وخر للأرض فالإسلام قد هدمت |
منه القواعد لما قوم الأودا |
لقد هوى وهو راق في معارجه |
فأعجب لها وبآفاق العلا صعدا |
وقد أصيب بسهم في حشاشته |
أصاب من أحمد والمرتضى الكبدا |
أهل ترى السهم يدري من أصاب وهل |
تدري الظبا والقنا من جرعته ردا |
ام للظبا والقنا والنبل من ترةٍ |
على الحسين فكل ثاره قصدا |
وهل درين العوادي الجاريات على |
الصدر المعظم من رضت له جسدا |
عجبت للأرض بعد الطود كيف رست |
ولم تخر السما من فقدها العمدا |
وللشموس ولم تأفل لمغربه |
وهي الشعاع وعين النور قد فقدا |
وللبحار الطوامي في تعظمطها |
وهو المحيط الذي اجرى لها المددا |
وإن نسيت فلن انسى حرائره |
ايدي سباً لم تجد كهفا ولا سندا |
برزن من حجب الأستار مزعجةً |
ما بين ولهى واخرى تلزم الكبدا |
وتلك عبرى وقد جفت مدامعها |
لكن أذاب الحشى ما في الحشى اتقدا |
وتلك تعثر بالأذيال قاصدةً |
كفيلها فرأت فوق الثرى الجسدا |
وقد كست جسمه العاري الدما وعلى |
سمر القنا راسه كالبدر حين بدا |
لم انسهن بأسر الذل في فئة |
لم ترع فيها ذماماً تضمر الكمدا |
وهن يهتفن بالآساد من مضرٍ |
ولم يجب لنداها غير رجع صدا |
أهل عرفن مقاصير الخيام لكم |
قبل الطفوف سباً أو سرن بين عدا |
كانت معاهد لمأوى الدخيل بكم |
فعدن نهباً واضحى شملنا بددا |
ها نحن من بعد هاتيك الخدور بلا |
ستر قد ابتز منا برقع وردا |
رفقا بها سائق الاظعان متإدا |
في السير فالخطب ما ابقى لها جلدا |