عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محمد سعيد الحبوبي > هزها الدل فماست مرحا

العراق

مشاهدة
1601

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هزها الدل فماست مرحا

هزها الدل فماست مرحا
كقناة في يدي مرتعش
وبدت شمساً لها الجعد بروج
وبخديها لمرتاد مروج
جادها ماء الصبا فهو يموج
وعليها الخال لما طفحا
قلت فك رقي يا ذا الحبش
مزقت ثوب الدجى في ثغرها
ثم حاكته له من شعرها
وانجلت سافرة عن نحرها
ما رآها إلا واستحى
واعترته دهشة المندهش
أو ما بتصره لما أميط
برقع الحسناء أمسى يستشيط
خجلاً بات فذا الطلا السقيط
عرق من وجهه قد رشحا
فهي لولاها الربى لم ترشش
قل لها ما للمحيا والقناع
فلقد برقعها ضافي الشعاع
أو تخشى نظرة القلب المراع
وهي شمس المجتلي رأد الضحى
كلما أبصرها الطرف عشي
قتل الأفك ليسا بسواء
وجهها الذاكي التجلي وذكاء
تصبح الشمس ويخفيها المساء
وهو يمسي مثل ما قد أصبحا
باهراً أشراقه للمعتشي
كم رآها السرب مرأى خشفه
فمشت ثم رنت من خلفه
فاشتكى من رجله مع طرفه
ومشى وعثاً برجلي أفطحا
ورنا شزراً بعيني أعمش
وسبت رملته أردافها
فغدت منهالة أحقافها
وسبت غصن النقا أعطافها
فهو مرعروق ثماراً ولحا
وهو معروش وإن لم يعرش
ثم أوفى سانحاً منتعشا
إذ حكاها طي كشح وحشا
إنما يدري وما يدري الرشا
هزأت في ساقه مذ سنحا
هزء العبل بساق الأحمش
غادة ما راق حسن قبلها
لو رأت أمة موسى مثلها
عبدتها ما تولت عجلها
لا ولا قال الملا لن نبرحا
عند هذا السائم المكترش
أرسلت من جعدها صلاً يسيب
فوق ردفيها فقل صل الكثيب
لو رأى ثعبان موسى ما أصيب
غدوةً إذ يحشر الناس ضحى
إذ هو الأرقش عين الأرقش
صدقتني وعدها بعد المطال
فأتت تسحب أذيال الدلال
وصلت وهناً فما أحلى الوصال
حيث لا واش ولا لاح لحا
فكلانا آمن لا يختشي
فشربنا تحت ليل أسفع
من طلا اللهو بجام مترع
قد أمنا روحة من أروع
إذ مغنينا حمام صدحا
ونديمانا نديما الأبرش
وافترشنا الروض من زاهي ثراك
والتحفنا فيه ملتف الأراك
حبذا يا حبذا هذا وذاك
فهما ما إن هجير لفحا
منية الملتحف المفترش
بربى مخضرة في بقلها
قد أصابت مفصداً من محلها
إذ رمته صائباً من نبلها
قوس رام راح يدعى قزحا
وهو في غير الحيا لم يرشش
والحميا مذ بدت في كاسها
عطر الجو شذى أنفاسها
كل ما أوحش من أيناسها
فهو الموحش لا ما نزحا
عربه عنه وإن لم توحش
أو ما تبصرها إذ لمعت
شع فيها الليل لما شعشعت
خلتها شمس نهارٍ طلعت
غير أن البرج كان القدحا
وتجليها بليل أغطش
وسقتني خمةر من ريقها
لم يدنسها صدا إبريقها
دع سلام الخمر في تصفيقها
وارتشف راحاً مرحا
فهي أهنا نشوة للمنتشي
أرشفتني ثغرها وهو يروق
راق لي منه صبوح وغبوق
لست أنسى أو هل ينسى المشوق
ذلك المغبق والمصطبحا
أنا ما عشت وما لم أعش
ونديمي صرعته القرقف
صبغت خديه وهو الترف
كاد لما خامرته يتلف
وغدا منتفضاً لما صحا
كانتفاض الطائر المرتعش
بوشاح بات ينزو قلقا
صاغه من عسجد فائتلقا
كفؤادي جائلاً إذ خفقا
أتراه بفؤادي اتشحا
ذلك الريم ولما يختش
قد حكى البدر لنا والليل داج
حلقه من عسجد في باب ساج
والسواري كمسامير الرتاج
فمذ الصبح أتاه انفتحا
وانثنى في جيشه المنكمش
فكأن الصبح لما اعترضا
طلباً عند الدياجي مركضا
وهزيع الليل لما أعرضا
كان خاقاناً من الزنج انتحى
حبشاً فأنفض جيش الحبش
فتولت والحشا يتبعها
غادة عن لها مربعها
ما لمن قد فاتني موقعها
غادرتني يوم وافت شبحا
ورمتني أسهماً لم تطش
غير أني لست أشكو المرتمى
ولئن كنت المشوق المغرما
أو أشكو لزماني الألما
وقد افتر زماني فرحا
يوم تزويج الهمام القرشي
ذاك من قد جاء باسم المصطفى
جده فهو عميد الشرفا
فنهنيه وتتلو صحفا
من تهانيه ونملي مدحا
تركت حاسده في دهش
أيها الساري على أدراجه
لم يحد بالسير عن منهاجه
يقطع الظلماء في أدلاجه
بسرى حرفٍ رسيماً قد محا
كل حرف بالفلا منتقش
صبغت أخفافها بالعظم
إذ سرت تخدي بليل مظلم
حيث تنساب انسياب الأرقم
تقطع البيد وتفري الصحصحا
وهي في خلق الفنيق الفرحش
تسبق الطر وتشأى الخاطفا
لو بدت قدماً تجاري العاصفا
لسليمان دعاها آصفا
أو لغيلان لألقى صيدحا
بالموامي دهشة المندهش
زم ينجو زمزما والمازمين
والصفا حيث الصفا والمروتين
بالذي أوقفها بالمشعرين
عج إذا عرف المعالي نفحا
وبدت نار القرى للمعتشي
وانته حث انتهى فيك السرى
لأبى قابوس من أم القرى
ثم هن في ذرى سامي الذرى
عرباً حلوا هناك الأبطحا
وهم أنس المحل الموحش
من نزار ما الملا إلا نزار
بابنهم إذا بات مع ذات السوار
قد عجبنا إذا سرت تلقي الخمار
لغزال في دجى الليل انتحى
غابةً من وشيه المفترش
بطل يرتاع منه البطل
وقاطامي سواه الحجل
وهو إن قام لبحثٍ أجدل
أسد يفترس الشمط اللحى
وسواه مثل عنز اخفش
بدر سعد طالع في أوجه
صل وادٍ مرسل في وجه
بحر جود زاخر في موجه
لو رآه حاتم ما سمحا
وتحاشى سبة المحترش
لا تقل عما مضى كان وكان
ليس حظ العين إلا في العيان
فأجل طرفك في أهل الزمان
هل يرى طرفك فيما لمحا
مثله إن كان غير الأعمش
شب في نيل المعالي والتقى
وسواه يترقى بالرقى
ما استوى الخلق بما قد خلقا
فالضواري يفترسن القرحا
ويرى الضفدع صيد البرغش
فاجلها مبرية في سبكها
للسماكين شأت في سمكها
مذ أنيطت درراً في سلكها
قل لمن شاء بها وافترحا
بالقوافي هاكها لم تخدش
هاكها رافلة في سندس
تؤنس السمع ولا في تونس
لو رآه شاعر الأندلس
كان قد وشى بها ما وشحا
واعترته دهشة المندهش
لو بدت للعمري المصقع
وهو في إناء ليل أسفع
هب من رقدته في فزع
وغدا في لعلع مطرحا
وتمنى أنه لم يعش
وجميل لو رآها في النشيد
لتمناها له دون القصيد
وبثين للوتها عقد جيد
لا كما قد قلدتها بلحا
أم منظور ولما تختش
ولو أن القرم مرصاد القريض
من صبا في شعره الروض الأربض
شام من بارقها أدنى وميض
شرب الدمع وعاف القدحا
وهو يوري عطشاً في عطش
فترى الشعر هشيماً يبسا
وهي روض غيثه قد رجسا
وسواها إن تداجى غلسا
فهي مثل الشمس في الفصحا
كلما أبصرها الأعشى عشي
ولقد زفت عروساً لم ترم
غيره بل في الموامي لم تحم
فابق يا بدر الدجى واسلم ودم
للعلى قطب رحى وهي الرحى
ما بدا نجم بليل أغطش
محمد سعيد الحبوبي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/10/23 01:30:15 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com