أرَى العَدْلَ عن لوم العَذُولِ هُو العَدْلُ | |
|
| وَقَصْدُ الفَتَى وَصلَ الحبيبِ هوَ الدَّخلُ |
|
وحقِّ الهَوى ما صَادِقٌ في الهَوى فَتىً | |
|
| يُخِلُّ بهِ عن خِلّهِ اللَّومُ والعَذلُ |
|
ويُصغي إلى قَولِ الوُشاةِ فَيَنثَنِي | |
|
| صُدُودًا على هَجرٍ وفي صَدْرِهِ ثِقلُ |
|
ويَنسَى على حِفْظٍ حِفاظًا تقدَّمَتْ | |
|
| قديمًا على عَهْدٍ قَديمٍ لها جِذلُ |
|
وَيَسلُو على الهِجرانِ مِن بعدِ زُلفَةٍ | |
|
| ويَحلُو لَهُ حَالٌ وقد غَالَهُ دَغلُ |
|
ولا كُلُّ مَن قد رَامَ في الحُبِّ شِركَةً | |
|
| فَيهنَى بِشُربٍ أو يَلَذُّ لهُ أكل |
|
وَلَو كَانَ عَنْ قَلبٍ بَرِيٍّ مِنَ الأَذَى | |
|
| لأَروَى بِهِ وَجدًا فَزادَ بهِ الجَذْلُ |
|
وَلَو أَنَّ نُورَ الحُبِّ أورَى بِقَلبِهِ | |
|
| أُوارَ الهوَى أمسَى وفي جِسمِه قَحْلُ |
|
وَخَمْرُ الهَوَى لَو خَامَرَ القَلبَ بالجَوَى | |
|
| لَما رَدَّهُ نَذْلٌ وَلا صَدَّهُ عَكْلُ |
|
وَلَو أنَّهُ صَبٌّ شَجِيٌّ مِنَ الهَوَى | |
|
| لمَا رَامَ غَيْرًا لا ولا مسّهُ كَلُّ |
|
وَمَا زَاغَ عَن نَهْجِ الحَبِيبِ بِمَنْهَجٍ | |
|
| وَإِنْ لَجَّ أَهلُ العَذْلِ وَجَّ بِهِ الذُّهلُ |
|
هُوَ الحُبُّ سَهْلٌ فِي اللِّسَانِ ادِّعَاؤُهُ | |
|
| عَلَى أنَّهُ حَزْنٌ وَلَيْسَ بهِ سَهْلُ |
|
مَنِيْعُ الحِمَى لَا بالهُوَينَا ولا المَنَا | |
|
| بُلُوغُ المُنَى أنَّى وَمِنْ حَولِهِ سُبْلُ |
|
وَمِنْهَاجُهُ للطَمْلِ فَرْدٌ وإنَّهُ | |
|
| أُنِيْخَ الهُدَى فِيهِ فَجَانَبَهُ الطِمْلُ |
|
وقد حُفَّ بالرُّصَّادِ مِرصَادُهُ إذًا | |
|
| فَعَنْ قَصْدِهِ صَدٌ وفيْ صَمدِهِ قَصْلُ |
|
وَقَدْ عَزَّ فِيهِ السَّالِكُونَ لأنَّهُ | |
|
| كَؤُودٌ عَلَى مَنْ كَانَ في نَفسِهِ خَبلُ |
|
فلَا وَاصِلٌ حَبلَ الوِصَالِ سِوَى فَتَىً | |
|
| تَقِيٌّ نَقِيٌّ بَاسِلٌ مَا بِهِ نَكْلُ |
|
وَلَا كُلُّ مَنْ رَامَ الهَوَى ذَاقَ طَعمَهُ | |
|
| وَلَا كُلُّ مَنْ قَدْ ذَاقَ رَاقَ لَهُ العَلُّ |
|
أَرَى الصَّادِقِينَ الحُبَّ صُمًّا عَلى عَمَىً | |
|
| وباللَّومِ عَنْ رَوْمِ الحَبِيبِ فَلا يَسْلُوا |
|
لَهُمْ فِي الخَلَا أُنسٌ بِذِكرَاهُ دَائِمًا | |
|
| عَلَى لَذَّةٍ مِن دُونِها العَسَلُ النَّحلُ |
|
يَخُرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ سُجَّدًا | |
|
| يُنَاجُونَهُ شَوقًا لآيَاتِهِ يتلوا |
|
يَقُولُونَ هَا هُدْنَا إِلَيكَ فَجُدْ لَنَا | |
|
| بِمَا أنتَ لَا مَا نَحْنُ حَقًّا لَهُ أَهْلُ |
|
وَثَبِّتْ عَلَى الإيْمَانِ أَقدَامَنَا لَنَا | |
|
| وَزِدْنَا هُدَىً فَالجَهلُ صَرمَاؤهُ غُفلُ |
|
وَمَكِّنْ عَلَى الإيمَانِ أَقدَامَ مَن مَشَى | |
|
| عَلَى مَدْرَجِ الإحسَانِ يَعلُوا فَلَمْ يَغْلُو |
|
وَلَا تُخْزِنَا وَاشْرَحْ بِمَنٍّ صُدُورَنا | |
|
| بِأنوَارِ أسرَارٍ لِألبَابِنا يَجلُو |
|
وَعَنْ مَحْضِ جُودٍ مِنكَ بالصَّفحِ جُدْ لَنَا | |
|
| وَبالعَفوِ وَالغُفرَانِ إنْ زَلَّتِ الرِّجلُ |
|
لَكَ الفَضْلُ قَدْ جَلَّتْ لِدَخْلٍ ذُنُوبُنَا | |
|
| فَبِاللُّطفِ عَامِلنَا فَأعمَالُنَا قُلُّ |
|
وَقَدْ آدَنَا حَملُ الذُّنُوبِ لأَصْرِها | |
|
| وَإصرَارُنَا إصْرٌ لنا عَنْهُ والدَّخْلُ |
|
وَأوزَارُنَا أزرَتْ بِنَا عَنْ مَزَارِهِ | |
|
| لَهُ الآنَ قَد أُبنَا فَتُبنَا ولا خَبْلُ |
|
وَلَمَّا عَلَى بَابِ الحَبيبِ تَضَرَّعُوا | |
|
| أقَامُوا عَلَى صِدقٍ وَأعيُنُهُم هَمْلُ |
|
بِعِلْمٍ وَأعمَالٍ أَسَىً وَمَحَبّةً | |
|
| وَصَبْرٍ عَلَى فَرضٍ وَنَدْبٍ لهُ نَفْلُ |
|
مُجِدِّينَ في تَخلِيصِ أعمَالِهِم لَهُ | |
|
| وَصَقْلٍ لألبَابٍ عَلَى إثرهِ صَقْلُ |
|
يُنادُونَهُ جَدًّا مُجِدّينَ في الدُّعَا | |
|
| مُطِيعِينَ عَن خَوفٍ رَجَاءً فَمَا مَلُّوا |
|
مُرِيدِينَ لا حَوجَاءَ في غَيرِهِ لَهُم | |
|
| وَلَو جَاءَ كُلًا، لا ولا هَمُّهُم جُعْلُ |
|
تَجَلَّى لَهُم وَجهُ الحَبِيبِ وَقَدْ جَلَا | |
|
| تَجَلِّيهِ مَجْلَى الكُلِّ فَاندَهَشَ العَقلُ |
|
تَجَلَّى ظُهُورًا بالصِّفَاتِ لمن يَرَى | |
|
| وَأَبدَى مِنَ الأسمَاءِ مَا أَظهَرَ النَّقلُ |
|
وَأَهْدَى لَهُمْ أَهدَى بَيَانٍ مِنَ الهُدَى | |
|
| وَأَسْنَى جَمَالٍ مِن جَلَالٍ لَهُ يَتلُو |
|
وَجَلَّى لَهُمْ فِي الكَونِ كُلَّ عَجِيَبةٍ | |
|
| بِمَجلَى عِبَارَاتٍ لَهَا فَانجَلَى الكُلُّ |
|
بَوَادِي إشَارَاتٍ مَبَادِي حَقِيقَةٍ | |
|
| مَجَالِي خَفِيَّاتٍ بِها يُسمَعُ الحُكْلُ |
|
وَلمَّا تَجَلَّى وَانْجَلَى كُلُّ مَظهَرٍ | |
|
| عَلَى جَمْعِ فَرقٍ كَانَ وَاجتَمَعَ الشَّمْلُ |
|
وَجَازُوا بِهَا عِلمَ اليَقِينِ إلَى سَمَا | |
|
| حَقِيقَاتِ عَينِ العَينِ وَانتَسَخَ الظِّلُّ |
|
رَأَوا كُلَّ حُسنٍ كَانَ مِنْ حُسنِ وَجهِهِ | |
|
| كَذَا كُلَّ نُورٍ كَانَ مِنْ نُورهِ يَعلُو |
|
وَلَا شَيءَ فِي شَيءٍ يُضاهِيهِ بَتَّةً | |
|
| بِحَالٍ عَلَى حَالٍ فَكيفَ لَهُ عَدلُ |
|
فَإسْمٌ وَلَا جِسْمٌ قَدِيمٌ وَلَا مَتَى | |
|
| وَحَتَّى مَتَى، لَا أَيْنَ، أَنَّى ولا كِفْلُ |
|
وَلَا أَينَ بَعدَ العَينِ جَلَّ جَلالُهُ | |
|
| جَلَالًا تَعَالَى أَنْ يَكُونَ لهُ مِثْلُ |
|
وَلَمْ يَبْقَ فِي شَيءٍ مَجَالٌ لِنَظْرَةٍ | |
|
| وَلَا خَطْرَةٍ فَاسْتَغْرِقِ الكُلَّ يا كُلُّ |
|
فَغَارُوا وَلَا غَارٌ وَضَلُّوا وَلَا عَمَىً | |
|
| وَغَابُوا وَلَا فَقدٌ وَجَارُوا وَلَا جَهلُ |
|
وَهَامُوا وَلَا هَمٌّ لَهُمْ غَيرَ وَجْهِهِ | |
|
| بِدَهرٍ وَأيَّامٍ وَلَيسَ لها فَصْلُ |
|
عَلَى لَوْعَةٍ مِنْ عِلَّةٍ فَرعَ غُلَّةٍ | |
|
| وَأمرَاضِ إعْرَاضٍ وَلَيسَ بِهِمْ غِلُّ |
|
وَشُرْبٍ لِكَاسَاتٍ تُدارُ عَلَى خَفَىً | |
|
| دِهَاقًا عَلَى حَالٍ هِيَ الحِلُّ والبِلُّ |
|
فَضَلُّوا عَلَى صَحْوٍ سُكَارَى عَنِ الوَرَى | |
|
| على حَيرَةٍ من خَيرةٍ مَا لَهَا بَدْلُ |
|
هُمُ النَّاسُ أَحْرَارٌ عَنِ الكَونِ كُلِّهِ | |
|
| عَلَى القَصْدِ مَا زَاغُوا السَّبِيلَ ولا زَلُّوا |
|
وَمَا رَاعَهُمْ غَيرٌ بِسَبْيِ قُلُوبِهِم | |
|
| نَعَمْ لَمْ تَلِجْ نُعْمَى ولَيْلَى وَلَا جُمْلُ |
|
عَنِ العَذْلِ صُمٌّ بَلْ عَنِ الغَيْرِ فِيْ عَمَىً | |
|
| وَمَا بَاخَهُمْ وَقْرٌ وَلَا دَامَهُمْ سُمْلُ |
|
وَأَنَّى لِغَيرٍ بالظُّهُورِ لِمَن خَفَى | |
|
| تَجَلِّيهِ كُلَّ الكُلِّ فَانْطَمَسَ الطَّمْلُ |
|
تَعَالَى عَنِ الأَشْبَاهِ فِي كُلِّ حَالَةٍ | |
|
| أَلَا إِنَّهُ فَرْدٌ وَلَيْسَ لَهُ شَكْلُ |
|
لَقَدْ جَادَ بالإيجَادِ عَن مَحْضِ جُودِهِ | |
|
| وَبالجُودِ عَمَّ الكُلَّ كُلٌّ لَهُ كَفْلُ |
|
وَآلاؤُهُ لَا يُدركِ العَدُّ حَصْرَهَا | |
|
| وَلَيسَ بِها قُلٌّ أَلا كُلُّهَا جَزْلُ |
|
فَلَا بَهجَةٌ جَزمًا تَهِيجُ بمُهجَةٍ | |
|
| عَلَى بَهجَةٍ إلّا بهِ فيهِ يا غُفْلُ |
|
وَلَا عَقدُ مَحْلُولٍ وَلَا حَلُّ عُقدَةٍ | |
|
| عَلَى عَهدِهِ إلَّا لَهُ العَقْدُ وَالحَلُّ |
|
وَلَا وَصْلُ مَفصُولٍ وَلَا فَصْلُ مُوصَلٍ | |
|
| عَلَى فَصْلِهِ إلا لَهُ الفَضْلُ والفَصْلُ |
|
وَلَا عَامِلٌ إلَّا بِهِ عَامِلٌ لَهُ | |
|
| وَمِنْ مَنِّهِ فَضْلًا يَكُونُ لَهُ الفَضْلُ |
|
وَلَا ذَرَّةٌ مِن مُنتَهَى العَرْشِ نَازِلًا | |
|
| إِلَى الفَرشِ إِلَّا فِعْلُهُ القُلُّ والجُلُّ |
|
وَلَا كَائِنٌ إلَّا وَقَد كَانَ كَونُهُ | |
|
| بِتَكْوينِهِ جَزمًا وَلَيْسَ لَهُ وَصْلُ |
|
لَهُ الخَلْقُ فِي الأَفعَالِ وَالكَسْبِ لِلوَرَى | |
|
| وَلَيْسَ لَهُم فِي الرَّميِ سَهمٌ ولا نَصّلُ |
|
إِلَهٌ قَدِيمٌ دَايِمٌ لِلوَرَى بَرَى | |
|
| فَمَا بَعدَهُ بَعْدٌ وَلَا قَبلَهُ قَبْلُ |
|
عَلِيٌّ وَلِيٌّ خالقٌ ومُصَوّرٌ | |
|
| قويٌّ قدِيرٌ واحدٌ لا لهُ نَجْلُ |
|
رَؤُوفٌ رَحِيمٌ رَازِقُ الخَلقِ بَاسِطٌ | |
|
| عَليمٌ حَكيمٌ صَادقٌ عَادِلٌ عَدْلُ |
|
جَوَادٌ كَريمٌ فَاتِحٌ كُلَّ مُرتَجٍ | |
|
| قَريبٌ مُجِيبٌ مَن دَعاهُ ولا خَضْلُ |
|
وَأَنَّى إِلَى حَصْرِ الصِّفَاتِ جَمِيعِها | |
|
| سَبِيلٌ عَلَى الإطلَاقِ كَلَّا ولا كَبْلُ |
|
فيُعطِيَ مَا أَعْطَى جَزَاءً لما وَلِيْ | |
|
| وَعَن مَحْضِ جُودٍ مِنهُ كَانَ لَنَا البذلُ |
|
إذَا كَانَ هَذَا ظَاهِرًا لَا خَفَى بِهِ | |
|
| فَلَا غَروَ أَنْ يَهوَاهُ أَهْلُ النُّهَى النُّبلُ |
|
وَمَنْ رَامَ عَذْلًا للمُحِبِّينَ قُلْ لَهُ | |
|
| فَلَا لَومَ، دَعْ عنكَ المَلامَةَ يا نَذْلُ |
|
جَهِلتَ الهَوَى لمَّا عَمِيتَ عَن الهُدَى | |
|
| وَفِي هُوَّةٍ أَهوَيْتَ فَانْقَطَعَ الحَبْلُ |
|
وَلَو عَايَنَتْ عَيْنَاكَ مِعْشَارَ مَا رَأَوا | |
|
| لَأصْبَحْتَ لَا لَومٌ عَلَيكَ وَلَا تَبْلُ |
|
وَقَدْ أَكثَرُوا الدَّعوَى أُناسٌ وَإِنَّمَا | |
|
| أَمَارَاتُ صِدقِ القَولِ مَنْ زَورُهُ الفِعْلُ |
|
وَمَنْ يَدَّعِي طَعمَ الغَرَامِ فَقُلْ لَهُ | |
|
| سَمَاعًا لما أُبْدِيهِ يَا أيُّهَا الرَّجْلُ |
|
أَلَا مِن عَلَامَاتِ المُحِبِّينَ كَونُهُم | |
|
| يَرُومُونَ مَا يُرضِي الحَبِيبَ وَلَا يَألوا |
|
وَتَفْريدُ تَقْدِيسٍ وَتَجرِيدُ أَنفُسٍ | |
|
| وَغَسلٌ لِأدرَانِ النُّفُوسِ ولا غِسْلُ |
|
وَشُكْرٌ عَلَى فِكرٍ وَذِكرٌ عَلَى ضَنَىً | |
|
| وَلَم يُلهِهِ مَالٌ بِحَالٍ وَلا أَهلُ |
|
وأُنسٌ وَلَا إِنسٌ وَسَعيٌ عَلَى رَجًا | |
|
| وَخَوفٌ وَلَا أَمْنٌ وَصِدْقٌ وَلَا إزْلُ |
|
وَجَهْدٌ عَلَى بَثٍّ وَجَهْلٌ عَلَى جَوَىً | |
|
| وَمِنْ شَهْدِ صَرْدِ السُّهْدِ فِي عَينهِ كُحْلُ |
|
وَفَقدٌ عَلَى وَجْدٍ وَفَقْرٌ عَلَى غِنَىً | |
|
| وذِلٌّ عَلَى عِزٍّ وَلَيسَ بِهِ ذِلُّ |
|
وسَُحْقٌ عَلَى رِفْقٍ وخَرْقٌ لِعَادَةٍ | |
|
| وَطَهْقٌ عَلَى حَرْقٍ ومَحْقٌ ولا عَتْلُ |
|
وَجَمْعٌ لِهِمَّاتٍ تَكُونُ جَمِيعُهَا | |
|
| وَمَجمُوعُها فيهِ جميعًا ولا بَكْلُ |
|
وسُكْرٌ وَلَا خَمْرٌ وشَوْقٌ وَلَا شَقًا | |
|
| وصَحْوٌ عَلَى مَحْوٍ وشَجوٌ ولا ثَكْلُ |
|
وَخَلعٌ بِوَادِي قُدْسِهِ نَعْلَ نَفسِهِ | |
|
| عَلَى نَعْلِ قُدْسٍ مَا عَلَى نِحسِهَا عَصْلُ |
|
وَدَلْجٌ عَلَى مَهْلٍ بِمَهْلٍ وَلَا دُجَىً | |
|
| وَنَهْجٌ لِمنهَاجٍ نَهِيجٍ وَلَا هَجْلُ |
|
وَطَيٌّ لِنَشْرِ الكَوْنِ فَاعْجَبْ بِرَاجِلٍ | |
|
| يَسِيحُ عَلَى رِجْلٍ فَسِيحٍ ولا رِجلُ |
|
وَتَوقِيرُ أَهْلِ الحُبِّ فِيهِ مَحَبَّةٌ | |
|
| وَتَوفِيْرُ أَعمَالٍ كَمَا أَخبَرَ الرُّسْل |
|
وَنَخْلٌ لِإخْرَاجِ النَّخَالَةِ جَانِبًا | |
|
| بِعِلْمٍ حَقِيقِيٍّ بِهِ يُحكَمُ النَّخْلُ |
|
وَبَذْلٌ لأَروَاحٍ وَحَالٍ وَأَنْفُسٍ | |
|
| وَمَالٍ وَفِي جَنْبِ المَآلِ فَذَا مُهْلُ |
|
وَلَوْ جَادَ بالدُّنيَا وَضَنَّ بِرُوحِهِ | |
|
| فَلَا مِريَةٌ فِي حُكمِهِ أنَّهُ بُخْلُ |
|
وَمَا قَد قَضَى يَرضَى بِهِ كَيْفَ مَا مَضَى | |
|
| رَضيٌّ صَفيٌّ في رِياضِ الرِّضَا دَمْلُ |
|
شَجِيٌّ سَخِيٌّ نَايِلٌ مُتَبَتِّلٌ | |
|
| حَفِيٌّ ذَكِيٌّ صَادِقٌ جَايِزٌ خِلُّ |
|
قَوِيٌّ عَلَى البَلْوَى يَرَاها لَهُ جَدًا | |
|
| فيَمْضِي وَإنْ أَقْضَى وَفِي نَفسِهِ جَذْل |
|
فَنِيْ عَن جَمِيعِ الكَونِ فِيهِ لَهُ بِهِ | |
|
| وَلَمْ يَبْقَ فِي شَيءٍ سِوَاهُ لَهُ شُغْلُ |
|
فَأعْجِبْ بِّهِ صَبًّا فَنِيْ قَبْلَ مَوتِهِ | |
|
| وَفِي مَوتِهِ حَيٌّ وَإنْ عَمَّهُ غُسْلُ |
|
حَكَى الوَبْلَ عَنْ مَحْلٍ إلَى الأَرضِ كَوْنُهُ | |
|
| فَمِنْ شَانِهِ دَمْلٌ وَمَنْ شَانَهُ مَحْلُ |
|
إذَا كُنْتَ فِي هَذَا كَذَا كُنْتَ صَادِقًا | |
|
| وَإِلَّا فَدَعْوَاكَ الغَرَامَ بِهِ سَبْلُ |
|
وَمَنْ قَالَ أَنَّ الحُبَّ هَزْلٌ فَقُلْ لَهُ | |
|
| أَلَا إِنَّهُ جِدٌّ وَلَيْسَ بِهِ هَزْلُ |
|
إِذَا لَمْ تَذُقْ صَدِّقْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَكُنْ | |
|
| مِنَ القَايلِينَ الحُبَّ ليسَ لهُ جَذْلُ |
|
كَفَى الآيُ وَالأَخبَارُ فِيهِ دَلَالَةً | |
|
| لِمَنْ كَانَ ذَا قَلْبٍ وَكَانَ لَهُ مُقْلُ |
|
يُحِبُّونَهُ فَرْعٌ لِأصْلٍ يُحِبُّهُمْ | |
|
| وَطَاعَاتُهُمْ أَثْمَارُ فَرْعٍ لَهُ أَصْلُ |
|
وَمِنْ كَرْمَةِ الإِكرَامِ عَصْرُ عَصِيرِهِ | |
|
| عَلَى عَصْرِ أَصِّ الحَفْلِ قَد لاقَهُ الحَفْلُ |
|
شَرَابٌ إِلَهِيٌّ طَهُورٌ كَأَنَّهُ | |
|
| عَلَى فُرضَةٍ لِلقَلبِ فِي أَرضِهِ وَبْلُ |
|
طَفَى نُورُهُ حَتَّى طَفَى الصُّبْحَ بِالضُّحَى | |
|
| وَلَيلَ الخَفَى أَضْحَى نَهَارًا وَلَا طَفْلُ |
|
وَكُلٌّ غَدَا فِي شُربِهِ حَسْبَ شِربِهِ | |
|
| وَأَنْهَى لَذَاذَاتِ النُّهَى فِي الهَوَى الثَّمْلُ |
|
حَكَى فِي لُهَى مَنْ قَدْ لَهَى فِي الخَلَى بِهِ | |
|
| بِألحَانِهِ فِي حَانِهِ مُغرَمًا يَخلُو |
|
مِنَ الظُّلْمِ عَدْلُ الظَلْمِ عَنْ مَزجِهِ بِهِ | |
|
| وَفِي ظِلمَةٍ مِن ظَلمِهِ يَرتَمِي الهَطْلُ |
|
هُوَ النَّعْمَةُ العُظْمَى لِمَن رَامَ نَيْلَهُ | |
|
| بِأَيْمَانِ إِيمَانٍ وَمَا نَالَهُ رَذْلُ |
|
فَيَا نِعْمَ مَنْ وَفَّى فَوَافَاهُ سَالِمًا | |
|
| وَلَمْ يُردِهِ تَحْتَ الرَّدَى فِي الرَّدَى حَدْلُ |
|
وَطُوْبَى لِمَنْ دَارَتْ عَلَيْهِ كُؤُوسُهُ | |
|
| وَيَا طِيْبَ أَسْرَارٍ لَأَثْمَارِهِ تَحْلُوا |
|
فَكُنْ وَاغِلًا فِيهِ مُدِيْمًا لِشُرْبِهِ | |
|
| فَيَا حَبَّذَا فِيهِ لِمَن رَامَهُ الوَغْلُ |
|
وَذَرْ رَأيَ مَنْ قَدْ قَالَ حِجْرٌ فَإنَّهُ | |
|
| مِنَ الرَّأيِ خَالٍ مَا لَهُ فِي الهُدَى خَلُّ |
|
هُوَ الحِلُّ فِي أَرْضٍ هِيَ الحِلُّ كَونُهُ | |
|
| فَهَذَا صَحِيحٌ والخِلافُ لهُ بُطْلُ |
|
نَعَمْ مَورِدٌ عَذْبٌ لِمَنْ رَامَ وِردَهُ | |
|
| وعَن وُردِهِ ما حالِمٌ رُدَّ أو كَهْلُ |
|
وَلَكنَّهُ كَاليَمِّ مَا رَامَ خَوضَهُ | |
|
| أَخُو العَجزِ عَنْ بُطْلٍ وَلَا غَاصَهُ قِصْلُ |
|
هَنِيْئًا لِمَن فِي مَوجِهِ مَاجَ سَايِرًا | |
|
| وَفِي ظِلِّ مَنْ يَهْوَاهُ ضَلَّ وَلا يَهْلُ |
|
وَطُوبَى لمَن قَدْ مَاتَ فِي قَعْرِ بَحرِهِ | |
|
| فَأعلَى مَقَامُ المَرءِ فِي بَحرِهِ السُّفْلُ |
|
أَلَا إِنَّ هَذَا الحُبَّ أَوَلُهُ عَنَىً | |
|
| وأَوسَطُهُ بَلْوَى وَآخِرُهُ قَتْلُ |
|
فَمَنْ لَاعَهُ حَرُّ الغَرَامِ بهِ فَقُل | |
|
| عَلَى قَولِ أَهْلِ الحُبِّ هَذَا لَهُ نِحْلُ |
|
وَمَنْ مَاتَ فِي نَارِ الجَوَى كَانَ حُكمُهُ | |
|
| شَهِيدًا وَلَكِن فِي الهَوَى نَفْسُهُ طَلُّ |
|
وَلَا تَحسَبَنْ قَتلَاهُ مَوتَى فَإنَّهُم | |
|
| عَلَى القَتْلِ أَحْيَاءٌ وَمَا نَالَهُمْ قِتلُ. |
|